«كوفيد ـ 19» الطويل الأمد يحيّر العلماء

«ضباب الدماغ» وضعف تنظيم الجهاز العصبي من آثاره الغامضة

«كوفيد ـ 19» الطويل الأمد يحيّر العلماء
TT

«كوفيد ـ 19» الطويل الأمد يحيّر العلماء

«كوفيد ـ 19» الطويل الأمد يحيّر العلماء

كانت مريضتي الأولى في ذلك اليوم امرأة في أوائل الأربعينات من عمرها. كانت عداءة ماراثون شغوفة برياضتها أصيبت بفيروس «كوفيد – 19» في مارس (آذار) 2020، ولكن وبعد 13 شهراً، لاحظت أنها لا تزال تشعر بالتعب وضيق التنفس، كما لاحظت أن قلبها يتسارع كلما مشيت، وذكرت أنها تعاني من صداع يومي وخدر ووخز في ساقيها، وصعوبة في الذاكرة، الأمر الذي أثّر على عملها.
كانت هذه السيدة تأتي لزيارتي، بصفتي طبيبة أعصاب متخصصة في الأمراض المعدية، للشكوى من الأعراض التي نعرفها نحن الأطباء الآن على أنها الآثار طويلة الأمد لـ«كوفيد – 19».
آثار بعيدة للفيروس
ورغم أنه لا يزال يتعين علينا تحديد تعريف دقيق لـ«كوفيد - 19 طويل الأمد»، فإننا نعتبره عادة استمراراً لآثار أو ظهوراً لأعراض جديدة تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد التعافي من «كوفيد – 19». غالباً ما يتضمن «Long Covid19» - أو «كوفيد - 19 طويل الأمد» - مجموعة من الأعراض التي تؤثر على أجزاء كثيرة من الجسم، لكن الأكثر شيوعاً هي التعب وضيق التنفس وآلام الصدر والتغيرات المعرفية والصداع والتغيرات الحسية والألم.
بعد مرور عام ونصف العام على انتشار جائحة «كوفيد – 19»، لا يزال عدد الأشخاص الذين أصيبوا بداء «كوفيد – 19 طويل الأمد» غير واضح. تشير بعض البيانات إلى أن 4.5 في المائة من الأشخاص المصابين بـ«كوفيد – 19»، أو نحو 1 من كل 22 شخصاً، سيعانون من الأعراض بعد ثمانية أسابيع من الإصابة بالفيروس، بينما تشير دراسات أخرى إلى ما يقارب نسبة 49 في المائة. تظهر بعض الدراسات أنه من بين الأشخاص الذين تم نقلهم إلى المستشفى بسبب «كوفيد – 19»، استمرت الأعراض في الظهور بنسبة تصل إلى 63 في المائة - تحديداً التعب أو ضعف العضلات - بعد ستة أشهر من الإصابة.
في أبريل (نيسان) 2020، قرر المعهد الذي أعمل به في مستشفى «ماونت سايناي»، فتح أحد المراكز متعددة التخصصات الأولى لرعاية ما بعد «كوفيد – 19»، وطُلب مني أن أكون طبيب الأعصاب الإكلينيكي الرئيسي للمركز.
طبيعة محيرة
رغم أن البيانات الخاصة بـ«كوفيد – 19» طويل الأمد قد بدأت بالفعل في الظهور، فإن الكثير من الأعراض العصبية لا تزال غير معروفة. يبدو أن الأعراض العصبية الأكثر شيوعاً هي التغيرات المعرفية، بما في ذلك «ضباب الدماغ» - مثل الكسل وعدم وضوح الرؤية - بالإضافة إلى الصداع والتغيرات الحسية وآلام العضلات أو الأعصاب وفقدان حاسة الشم.
نشهد أيضاً العديد من حالات «خلل الحركة» أو ضعف تنظيم الجهاز العصبي الذي يتحكم في معدل ضربات القلب وضغط الدم - وهو جزء من عملية «القتال أو الفرار» التي تحدث في الجهاز العصبي. ويمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى الإحساس بتسارع ضربات القلب والدوخة.
يكمن جزء من تحدي فهم «كوفيد – 19» طويل الأمد في أن العديد من الأعراض، مثل التعب وضباب الدماغ، يمكن أن تنجم عن مجموعة متنوعة من الحالات بدءاً من التغيرات الهرمونية أو الأيضية إلى اضطراب النوم أو الاكتئاب. إن محاولة تحديد خط مباشر بين السبب والنتيجة لدى عامة الناس، بغض النظر عن عدوى «كوفيد – 19»، غالباً لا تفضي إلى إجابات واضحة.
ورغم أن العديد من المصابين بـ«كوفيد – 19» لفترة طويلة يميلون إلى الإبلاغ عن نفس الأعراض العامة، فمن المحتمل أن تكون هناك أسباب كامنة مختلفة تؤدي إلى هذه الأعراض لدى أشخاص مختلفين. على سبيل المثال، يمكن أن تحدث متلازمة ما بعد العناية المركزة (PICS) post - intensive care syndrome لأي شخص أقام لفترة طويلة في وحدة العناية المركزة، سواء كان مرتبطاً بـ«كوفيد – 19» أم لا. تحدث هذه المتلازمة بسبب عدم الحركة لفترة طويلة، والتهوية الميكانيكية (أجهزة التكييف والتهوية الصناعية)، والتغيرات الأيضية التي تحدث أثناء المرض أو العدوى الشديدة. وغالباً ما تتداخل أعراض متلازمة ما بعد العناية المركزة مع أعراض «كوفيد – 19 طويل المدى».
بالنسبة للأعراض الأخرى، مثل آلام المفاصل أو الظهر، قد يتمكن الأطباء من تحديد السبب، مثل التهاب المفاصل أو العصب المضغوط. لكن يبقى السؤال ما إذا كان ذلك موجوداً قبل عدوى «كوفيد – 19»، وأن العدوى تسببت ببساطة في استجابة (ردة فعل) أدت إلى كشف الألم، أو ما إذا كانت هذه تطورات جديدة في جسم المريض.
علاوة على ذلك، تعود العديد من الاختبارات التشخيصية بنتائج اعتيادية، أو تظهر تغيرات عامة وغير محددة. نحن لا نلاحظ السكتات الدماغية أو التغيرات الالتهابية في التصوير، وقد نشهد تغيرات طفيفة في الأوعية الدموية، تُعرف باسم التغيرات الإقفارية - قلة سريان الدم - في الأوعية الدموية الدقيقة، ولكنها شائعة جداً في أي شخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو حتى الصداع النصفي. وقد تُظهر اختبارات الأعصاب في الذراعين والساقين تلفاً في بعض الحالات - وهو ما نسميه اعتلال الأعصاب. لكن هذا ليس هو الحال دائماً، ويمكن أن يحدث هذا بغض النظر عن حالة «كوفيد – 19»، وهو ما يجعل من الصعب وضع صلة مباشرة بـ«كوفيد – 19».
أعراض مشابهة
هذا لا يعني أننا في حيرة كاملة بشأن ما يحدث، حيث تشبه مجموعة الأعراض متلازمة ما بعد الفيروسpost - viral syndrome، التي تشير إلى أعراض طويلة بعد الإصابة. وفي بعض الأحيان، قد تكون العدوى من مصدر معروف، مثل فيروس إبشتاين بار Epstein - Barr virus (الذي يسبب كثرة الوحيدات الخمجية mononucleosis)، ولكن غالباً ما يتبع الأعراض مرض فيروسي عام.
والعديد من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات سيبلغون عن معاناتهم من بعض الأمراض الفيروسية، وبعد ذلك يعانون من التعب المستمر وضباب الدماغ والأعراض الأخرى التي نراها الآن غالباً مع المصابين بـ«كوفيد - 19 طويل الأمد». يشير التشابه في الأعراض إلى أن «كوفيد - 19 طويل الأمد» قد لا يكون فريداً بالنسبة لـ«كوفيد – 19»، بل إنه عملية عامة بعد العدوى.
يمكن أيضاً أن تشبه أعراض «كوفيد- 19» طويلة الأمد أعراض التهاب الدماغ والنخاع العضليmyalgic encephalomyelitis، التي تُعرف غالباً باسم «متلازمة التعب المزمن»، أو مرض آخر غير مفهوم جيداً يسمى «متلازمة تسرع القلب الانقباضي الوضعي» postural orthostatic tachycardia syndrome. وكلاهما مرتبط بالإرهاق، وخلل الحركة، وضباب الدماغ، وغيرها من الأعراض.
نحن الباحثين لا نفهم حتى الآن أسباب أي من الحالتين. ولكن يمكن أن تكون الأدوية الخاصة بالأعراض، والتمارين، والعلاج الطبيعي مفيدة لكل من التهاب الدماغ والنخاع العضلي و«كوفيد - 19 طويل المدى».
توجهات الخبراء
إلى أين يتجه الباحثون من هنا؟ كثيراً ما أقول لمرضاي إن نتائج الاختبارات الطبيعية لا تعني أن كل شيء على ما يرام. قد لا تكون اختباراتنا حساسة بدرجة كافية، أو أننا نبحث عن الشيء الخطأ، أو نحتاج إلى تطوير اختبارات جديدة.
يمكن أن تكون نتائج التقييمات النفسية العصبية مفيدة في تحديد استراتيجيات إعادة التأهيل لضباب الدماغ، ولكن لسوء الحظ لم يتم تصميمها لشرح سبب حدوث هذه التغييرات.
لم يقدم تصوير الدماغ، باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب، حتى الآن الكثير من المعلومات حول السبب الرئيسي. وتشمل الدراسات الأخرى التي قد تنير الطريق أمامنا حول السبب الأساسي للأعراض، فحوصات الدم التي قد تظهر ارتفاعات في مؤشرات المناعة الذاتية أو التغيرات في الهرمونات.
يتضمن الجهاز المناعي توازناً بين العديد من العوامل، وقد يؤدي ضعف تنظيم هذا الجهاز بعد الإصابة إلى حدوث التهاب. ويمكن أن يؤدي هذا، جنباً إلى جنب مع التغيرات الهرمونية أو الأيضية، إلى ظهور أعراض «كوفيد – 19» طويلة الأمد. ورغم أن هذه ليست إجابات، فإنها توفر خيوطاً محتملة وأدلة أخرى للباحثين لاستكشافها.

* أستاذة مساعدة في طب الأعصاب بكلية إيكان للطب في ماونت سايناي «ذي أتلانتيك»،
- خدمات «تريبيون ميديا»


مقالات ذات صلة

دراسة مصرية تثبت قدرة أدوية الالتهاب الكبدي على الحد من وفيات «كوفيد - 19»

صحتك فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)

دراسة مصرية تثبت قدرة أدوية الالتهاب الكبدي على الحد من وفيات «كوفيد - 19»

كشفت دراسة طبية مصرية عن نجاح دواء يستخدم في علاج مرضى فيروس (التهاب الكبدي الوبائي سي) في الحد من مضاعفات الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» المعروف بـ«كورونا»

نصري عصمت (لندن)
أوروبا لوحة خارج مستشفى سانت جورج بلندن (رويترز)

إضراب جديد للأطباء في إنجلترا هو الرابع عشر خلال سنتين

أطلق آلاف الأطباء في إنجلترا الأربعاء إضراباً جديداً يستمرّ خمسة أيام، هو الرابع عشر من نوعه خلال سنتين، وذلك في خضمّ موسم الإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)

أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

يُعدّ البيض مصدراً ممتازاً للبروتين، إذ تحتوي كل بيضة كبيرة على نحو 6.3 غرام من البروتين، ولكنه ليس الخيار الوحيد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)

هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون المتراكمة في منطقة البطن لديهم أدمغة أكبر سناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك العمر يتقدّم لكنّ الحركة لا تفقد معناها (شاترستوك)

بعد الخامسة والثلاثين... الجسد يبدأ العدّ التنازلي

تصل القدرة البدنية للإنسان إلى ذروتها في سنّ الـ35 عاماً، وتبدأ في التدهور بعد ذلك بوقت قصير، وفق دراسة استمرَّت عقوداً...

«الشرق الأوسط» (لندن)

ماذا يحدث عند تناول فيتامين «D» يومياً على المدى الطويل؟

حبات من فيتامين «د» (بكساباي)
حبات من فيتامين «د» (بكساباي)
TT

ماذا يحدث عند تناول فيتامين «D» يومياً على المدى الطويل؟

حبات من فيتامين «د» (بكساباي)
حبات من فيتامين «د» (بكساباي)

يُعدّ فيتامين «د» عنصراً أساسياً لصحة العظام، ووظائف الجهاز المناعي، وقوة العضلات، بل وحتى لتحسين المزاج. ومع ذلك، لا يحصل كثير من البالغين على كميات كافية منه من النظام الغذائي وحده.

وبينما يلجأ بعض الأشخاص إلى مكمّلات فيتامين «د» لسد هذا النقص، يتساءل آخرون عمّا إذا كان تناولها على المدى الطويل آمناً ومفيداً فعلاً.

وبحسب خبراء الصحة، يُعد تناول مكمّلات فيتامين «د» يومياً ضمن الحدود الموصى بها آمناً على المدى الطويل لمعظم البالغين الأصحّاء. وقد يوفّر هذا الأمر فوائد صحية محتملة، لا سيما لدى الأشخاص الذين يعانون انخفاضاً في مستويات فيتامين «د» أساساً.

1- عظام أقوى

يُعدّ فيتامين «د» ضرورياً لامتصاص الكالسيوم والحفاظ على قوة العظام. ويساعد تناوله على المدى الطويل، خصوصاً عند اقترانه بمدخول كافٍ من الكالسيوم، في تقليل فقدان الكتلة العظمية، وقد يخفّض خطر الكسور. وتبرز أهمية ذلك لدى النساء في سنّ اليأس، وكبار السن، والأشخاص ذوي التعرّض المحدود لأشعة الشمس.

2- دعم أفضل للجهاز المناعي

تُظهر الأبحاث أن فيتامين «د» يلعب دوراً أساسياً في عمل الجهاز المناعي. وقد يكون الأشخاص الذين يعانون نقصه أكثر عرضة للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي. ويساعد التناول المنتظم على المدى الطويل في الحفاظ على مستويات مستقرة تدعم استجابة مناعية صحية، من دون أن يُعدّ علاجاً أو وسيلة وقاية مضمونة.

3- تحسّن في قوة العضلات

يرتبط انخفاض مستويات فيتامين «د» بضعف العضلات وزيادة خطر السقوط لدى كبار السن. وقد يساهم تصحيح هذا النقص عبر المكمّلات في تحسين وظيفة العضلات مع الوقت، ما يساعد على الحدّ من حوادث السقوط.

4- تحسّن محتمل في المزاج

يتزايد الاهتمام بدور فيتامين «د» في الصحة النفسية. فقد ارتبط انخفاض مستوياته بمزاج مكتئب، رغم أن نتائج الدراسات لا تزال متباينة بشأن تأثير المكمّلات المباشر. ومع ذلك، يُنظر إلى الحفاظ على مستويات كافية منه على أنه مفيد لصحة الدماغ عموماً.

5- خفض محتمل لمخاطر الأمراض المزمنة

تشير دراسات إلى أن نقص فيتامين «د» قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، مثل هشاشة العظام، وداء السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب. ورغم أن المكمّلات لم تُثبت قدرتها على الوقاية من هذه الأمراض بشكل مباشر، فإن تصحيح النقص يدعم الصحة الأيضية والقلبية الوعائية بشكل عام.

لماذا يُعدّ فيتامين «د» آمناً على المدى الطويل؟

يستطيع معظم الأشخاص تناول مكمّلات فيتامين «د» يومياً بأمان لفترات طويلة، ما دامت الجرعات ضمن الحدود الموصى بها.

ويُعدّ فيتامين «د» من الفيتامينات الذائبة في الدهون، أي إن الجسم يخزّنه. ولهذا السبب، فإن تناول جرعات مرتفعة جداً وبشكل منتظم قد يؤدي إلى تراكم ضار، غير أن الجرعات اليومية الاعتيادية نادراً ما تسبّب مشكلات.

ويؤكد الخبراء أن استخدام جرعات عالية على المدى الطويل يجب أن يتم فقط تحت إشراف طبي، خصوصاً لدى المصابين بأمراض الكلى، أو من يتناولون أدوية تؤثر في امتصاص الكالسيوم، أو لديهم تاريخ من حصى الكلى.

كما قد يستفيد بعض البالغين من تناول فيتامين «د» بشكل موسمي، مثل الاكتفاء به خلال أشهر الشتاء. ومع ذلك، يُعدّ استخدامه على مدار العام آمناً عموماً لمعظم الأشخاص عند الالتزام بالجرعات القياسية.


دراسة مصرية تثبت قدرة أدوية الالتهاب الكبدي على الحد من وفيات «كوفيد - 19»

فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)
فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)
TT

دراسة مصرية تثبت قدرة أدوية الالتهاب الكبدي على الحد من وفيات «كوفيد - 19»

فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)
فيروس «كورونا» تسبب في وفيات بالملايين حول العالم (رويترز)

كشفت دراسة طبية مصرية عن نجاح دواء يستخدم في علاج مرضى فيروس (التهاب الكبدي الوبائي سي) في الحد من مضاعفات الإصابة بفيروس «كوفيد - 19» المعروف بـ«كورونا»، وبالتالي إنقاذ المرضى من خطر الوفاة.

وتم إجراء الدراسة على 310 حالات مرضية من المصابين بـ«كوفيد» في مرحلة متوسطة من الإصابة، وذلك خلال عامي 2021 و2022، وهي المرحلة التي شهدت أوسع تفشٍ للوباء عالمياً وفي منطقة الشرق الأوسط، غير أن الدراسة نشرت مع نهاية العام الحالي في دورية «Scientific Reports»، وهي إحدى الدوريات الدولية المرموقة التابعة لمجموعة Nature العالمية بعد خضوعها لمراجعة علمية دامت 16 شهراً.

عقاقير فيروس الالتهاب الكبدي

وقال الدكتور محمد عبد السلام الجوهري أستاذ طب المناطق الحارة وقائد فريق البحث في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن المرضى الذين رصدتهم الدراسة كانوا جميعاً من الحالات التي تستدعي الرعاية الطبية داخل المستشفيات، وكانوا يعانون من إصابات «كوفيد - 19» المتوسطة المصحوبة بالتهاب رئوي، وكان التركيز على هذه الشريحة تحديداً هو منع تدهور حالة هؤلاء المرضى وإنقاذهم من الوصول إلى المراحل الحرجة أو الشديدة التي تؤدي للوفاة.

أفراد أمن يقفون مرتدين بدلات واقية عند بوابة مجمع سكني مغلق بسبب تفشي فيروس «كورونا» في بكين (رويترز)

وأوضح الجوهري أن المرضى محل الدراسة حصلوا على أدوية نجحت في علاج ملايين المصريين من فيروس سي مثل (سوفوسبوفير/ داكلاتاسفير وسوفوسبوفير/ليديباسفير) لتقييم مدى أمانها وفعاليتها في علاج الحالات المتوسطة من «كوفيد»، وتبين من النتائج قدرة هذه الإجراءات على وقف تدهور حالة الرئة وحمايتها بشكل كبير، وتقليل فترة المعاناة بتقليل متوسط أيام بقاء المريض في المستشفى، ما يعني سرعة التعافي وتخفيف العبء الهائل على المستشفيات، وذلك من دون زيادة في مخاطر الوفاة.

فيروسات مقاومة للفناء

وتكتسب الدراسات عن «كوفيد» أهمية خاصة بعد تفشي الأمراض الصدرية، ومن بينها الإنفلونزا، هذا الشتاء في مناطق مختلفة من العالم.

ويوضح الجوهري أن الفيروسات بطبيعتها تقاوم الفناء بطفرات مختلفة تقاوم الأدوية، وهو ما يحدث مع متحورات الإنفلونزا أو متحورات «كوفيد»، لدرجة أنها قد تعود للانتشار عن طريق طفرات أقل فتكاً بالبشر لكنها أوسع انتشاراً مثلما يحدث العام الحالي.


أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
TT

أطعمة تحتوي على بروتين أكثر من البيض

البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)
البيضة الكبيرة تحتوي على 6.3 غرام من البروتين (رويترز)

يُعدّ البيض مصدراً ممتازاً للبروتين، إذ تحتوي كل بيضة كبيرة على نحو 6.3 غرام من البروتين، ولكنه ليس الخيار الوحيد، بل إن هناك العديد من الأطعمة الأخرى التي تحتوي على كمية بروتين أكبر من البيض.

وحسب موقع «فيري ويل هيلث» فإن أبرز هذه الأطعمة هي:

الزبادي اليوناني

تحتوي عبوة 1.5 غرام من الزبادي اليوناني على كمية من البروتين تقدر بنحو 16.1 غرام.

ويُصنع الزبادي اليوناني، المعروف بقوامه الكريمي ونكهته المميزة، بطريقة مختلفة عن الزبادي التقليدي، حيث يُصفّى الزبادي اليوناني عدة مرات لإزالة السوائل الزائدة، مما ينتج عنه نسبة بروتين أعلى لكل غرام مقارنةً بالزبادي التقليدي.

صدور الدجاج

تحتوي 100 غرام من صدور الدجاج على 22.5 غرام من البروتين.

وإلى جانب البروتين، يتميز صدر الدجاج منزوع الجلد بانخفاض نسبة الدهون والصوديوم والكربوهيدرات والسعرات الحرارية فيه.

ويحتوي صدر الدجاج ومصادر البروتين الحيوانية الأخرى على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة (اللبنات الأساسية للبروتين التي لا يستطيع الجسم إنتاجها)، مما يجعله بروتيناً متكاملاً.

التونة

تحتوي حصة 85 غراماً من التونة على 21.7 غرام من البروتين.

وبالإضافة إلى غناها بالبروتين لبناء العضلات، تُعد التونة المعلبة غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تُساعد على الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية.

سمك السلمون

تحتوي حصة 100 غرام من سمك السلمون على 20.3 غرام من البروتين.

ومثل التونة، يُعد سمك السلمون غنياً بأحماض أوميغا 3 الدهنية، كما أنه غني بفيتامين د الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران ضروريان لبناء عظام قوية وحماية المفاصل.

الفاصوليا السوداء

تحتوي حصة 100 غرام من الفاصوليا السوداء على 6.91 غرام من البروتين.

تُعدّ الفاصوليا السوداء المعلبة في الماء خياراً نباتياً ممتازاً للحصول على البروتين الذي تحتاج إليه. كما أنها غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وهي ضرورية لصحة الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية.

زبدة الفول السوداني

تحتوي ملعقتان كبيرتان من زبدة الفول السوداني على 7.1 غرام من البروتين.

وبالإضافة إلى استخدامها في تحضير شطيرة زبدة الفول السوداني والمربى الشهيرة، يمكنك إضافة زبدة الفول السوداني إلى الصلصات، أو رشها كصلصة على السلطة، أو إضافتها إلى الحساء، أو الاستمتاع بها كوجبة خفيفة.

اللوز

تحتوي حصة 57 غراماً من اللوز على 7.6 غرام من البروتين.

ويحتوي اللوز على دهون أحادية غير مشبعة صحية، التي ترفع مستوى الكوليسترول الجيد وتقلل من الدهون غير الصحية. كما أن اللوز غني بالكالسيوم والألياف والمغنيسيوم والفوسفور وفيتامين ه.

العدس

يحتوي كوب واحد من العدس على 17.9 غرام من البروتين.

وإلى جانب البروتين، يحتوي العدس على كمية وفيرة من الألياف وهو منخفض السعرات الحرارية.

لحم البقر

يحتوي 100 غرام من لحم البقر على 20.1 غرام من البروتين.

كما يُعد اللحم الأحمر غنياً بفيتامينات ب والحديد والزنك.