تُظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة التي حصلت عليها شبكة «سي إن إن» أن روسيا ربما تستعد لاختبار آخر لصاروخها الذي يعمل بالطاقة النووية والمعروف باسم «سكاي فول» وهو سلاح مثير للجدل مصمَّم لمواجهة أنظمة الدفاع الأميركية.
الصور، التي تم التقاطها في 16 أغسطس (آب) من شركة التصوير بالأقمار الصناعية التجارية «كابيلا سبيس»، تقدم «مؤشرات قوية على أن روسيا تستعد لاختبار صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية» في موقع إطلاق معروف بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية، وفقاً لخبراء في مركز «ميدلبري» للدراسات الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية الذين قاموا بتحليل الصور.
ويدرك المسؤولون الأميركيون أن روسيا ربما تستعد لتجربة أخرى لما تسميه صاروخ «بوريفيستنيك» في إطار برنامجها التسلسلي المتقدم، حسب مصدر مطلع على القضية.
وامتنعت وكالة المخابرات المركزية عن التعليق، ولم يرد البنتاغون ووزارة الدفاع الروسية على الفور على طلبات «سي إن إن».
ووفقاً للباحث جيفري لويس، خبير الأسلحة في معهد «ميدلبري» الذي راجع الصور، فإن «استخدام مفاعل نووي من شأنه، من حيث المبدأ، أن يمنح صاروخ كروز مدى غير محدود للطيران تحت وحَول الرادارات والصواريخ الاعتراضية الأميركية الدفاعية». وأضاف أن هناك «أسئلة جوهرية، مع ذلك، حول ما إذا كان يمكن جعل النظام يعمل بنجاح، ناهيك بالتهديد الذي قد يشكّله اختبار هذا النظام على البيئة وصحة الإنسان».
وقال لويس لشبكة «سي إن إن» إن هذه المخاطر دفعت بعض الخبراء إلى تسمية السلاح بـ«تشيرنوبيل الطائر»، مشيراً إلى أن الجهود التي بُذلت في أغسطس 2019 لاستعادة صاروخ تحطم في البحر الأبيض أسفرت عن انفجار قتل خمسة موظفين فنيين روسيين.
في ذلك الوقت، قال لويس لشبكة «سي إن إن» إن صور الأقمار الصناعية تشير إلى أن الحادث ربما كان مرتبطاً بتطوير صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية.
وأجرت روسيا رحلة تجريبية واحدة على الأقل لصاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية من نفس الموقع بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017، وحسبما ورد، أجرت موسكو عدة اختبارات أخرى في الأشهر التي تلت ذلك، على الرغم من عدم اعتبار أي منها ناجحة.
في مارس (آذار) 2018 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقطع فيديو لاختبار صاروخ كروز يعمل بالطاقة النووية، والذي سمح للباحثين من المصادر المفتوحة، بمن في ذلك محللون في معهد «ميدلبري»، بتحديد الموقع.
كان الباحثون يراقبون هذا الموقع في الأشهر الأخيرة، وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة «بلانيت» خلال الصيف سفن شحن تزور هذا الموقع وتراكم الإمدادات في منطقة الدعم، وفقاً لما ذكره لويس. وفي الآونة الأخيرة، أصدرت روسيا «إشعاراً للبحارة» يحذّر من إجراء عمليات خطرة بين 15 و20 أغسطس بالقرب من موقع اختبار «بوريفيستنيك» المعروف بالقرب من بانفوكو.
وأظهرت صورة رادار عالية الدقة التُقطت في 16 أغسطس أن «الأفراد الروس أقاموا ملجأ بيئياً كبيراً لحماية الصاروخ والفريق الذي يستعد لإطلاقه من الطقس القاسي»، حسب لويس.
وتعمل روسيا على تحديث أسلحتها النووية الاستراتيجية لمواجهة الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وتعزيز ادعائها بأنها قوة عسكرية كبرى، مما يثير مخاوف من حدوث سباق تسلح نووي آخر حيث تبدأ الولايات المتحدة أيضاً في تحديث ترسانتها النووية.