محاولة تصفية عائلة عربية في يافا بتفجير سيارتها

تفاقم أعمال الإجرام المنظم داخل المجتمع العربي بإسرائيل

مظاهرة في تل أبيب خلال مارس الماضي تطالب الشرطة التصدي للجريمة بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)
مظاهرة في تل أبيب خلال مارس الماضي تطالب الشرطة التصدي للجريمة بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)
TT

محاولة تصفية عائلة عربية في يافا بتفجير سيارتها

مظاهرة في تل أبيب خلال مارس الماضي تطالب الشرطة التصدي للجريمة بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)
مظاهرة في تل أبيب خلال مارس الماضي تطالب الشرطة التصدي للجريمة بالمجتمع العربي (أ.ف.ب)

تفاقمت أعمال الإجرام المنظم في المجتمع العربي بإسرائيل (فلسطينيو 48)، أمس الأربعاء، بتنفيذ محاولة اغتيال استهدفت تصفية زوجين عن طريق تفجير سيارتهما في وضح النهار. وجاءت هذه الجريمة بعد أيام قليلة من جريمة اغتيال المستشار السياسي في وزارة المعارف، ساهر إسماعيل (50 عاماً)، بإطلاق 21 رصاصة عليه. وقد أعلن وزير القضاء الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي تربطه صداقة وعلاقة سياسية مع إسماعيل، أن «هناك جيوشاً تعمل في خدمة عصابات الإجرام المنظم في المجتمع العربي بإسرائيل»، وأن الخطر الذي يسببونه بات يهدد الأمن الاستراتيجي للدولة العبرية.
وكان رجل (45 عاماً) وامرأة (42 عاماً)، قد أصيبا بجروح وصفت بأنها متوسطة، إثر انفجار وقع في سيارتهما في يافا، صباح أمس، كما لحقت أضرار بالغة بالمركبة. وقالت الشرطة إنها فتحت تحقيقاً في ملابسات الحادث، وأغلقت موقع الانفجار، وإنها جمعت الأدلة، فيما قام خبراء المتفجرات بمعاينة المركبة وجمع شظايا المتفجرات. وترجح الشرطة أن خلفية الحادث جنائية وتعود لخصومات.
وانضم هذا الحادث إلى سلسلة طويلة من حوادث الإجرام التي تقع في المجتمع العربي بإسرائيل خلال السنوات الأخيرة، بسبب انتشار عصابات منظمة وإهمال الشرطة وعجز قادة المجتمع عن معالجتها. وقال ساعر، في رسالة موجهة إلى وزير الأمن الداخلي، كتبها بعد زيارته قرية الرامة التي قتل فيها المستشار إسماعيل، إن «جرائم العنف في المجتمع العربي باتت كالسرطان الذي يهدد حياة الدولة برمتها، ويجب التعاطي معه على أنه عدو شرس وتصفيته».
وكان «مركز الأبحاث» التابع للكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، قد نشر معطيات جديدة، أظهرت أن هناك تفاقماً رهيباً في ظاهرة العنف، وارتفاعاً متواصلاً في عدد ضحاياها؛ «ففي سنة 2017 بلغ عدد المصابين في جرائم العنف 1733 عربياً، مقابل 267 مصاباً يهودياً. وفي سنة 2018 حصل ارتفاع إلى 1921 مصاباً عربياً، مقابل 272 يهودياً. وفي سنة 2019 ارتفع عدد المصابين العرب مرة أخرى إلى 2488، مقابل 334 مصاباً يهودياً. وأما في 2020 فقد ارتفع عدد المصابين العرب إلى 2987، مقابل 397 يهودياً».
وتعني هذه الأرقام أن العرب الذين يشكلون 19 في المائة من عدد السكان في إسرائيل، باتوا يشكلون 91 في المائة من المصابين. وجاء في الإحصاءات أيضاً أن «الاحتمال بأن يصاب شاب عربي يزيد عمره على 25 عاماً، من إطلاق النار، يبلغ 36 ضعف احتمال إصابة شاب يهودي في عمره. وأن 7 أشخاص من كل ألف مواطن عربي أصيبوا بسبب بالعنف، مقابل 0.03 بين اليهود».
المعروف أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بنيت وضعت خطة لمكافحة العنف في المجتمع العربي بلغت ميزانيتها مليار شيقل (300 مليون دولار)، بناء على طلب خبراء الشرطة وبناء على الشروط التي وضعتها «الحركة الإسلامية» قبل دخولها الائتلاف الحكومي. وقد أطلق بنيت هذه الخطة قبل أسبوع بالضبط، وسماها «ضربة سيف»، وتشمل حملة واسعة النطاق لتطبيق القانون بهدف ضبط الأسلحة والوسائل القتالية، وهدفها «بث الشعور بالأمان الشخصي من جهة، وزيادة ثقة المواطنين العرب بالهيئات المسؤولة عن تطبيق القانون». وقال بنيت إن حكومته «عازمة على التصرف في مواجهة الجريمة، بعد سنين طويلة من الإهمال سمحت بحدوث ارتفاع هائل في معدل ارتكاب الجرائم في المجتمع العربي». وبحسب بنيت؛ فإن «الخطة تتكون من أسس عدة؛ هي: زيادة وجود أفراد الشرطة في المدن والشوارع، وزيادة القدرة الاستخباراتية والقدرة على إجراء التحقيقات، وتعزيز الحصانة المجتمعية والمحلية، ومكافحة عائلات الإجرام والترويج لسن قوانين في هذا الموضوع، وتخصيص ميزانية لإنشاء قسمين اقتصاديين للتعامل مع ظاهرة الابتزاز بالتهديد والإجرام الاقتصادي».
وقال ضابط الشرطة اللواء جمال حكروش، قائد «وحدة مكافحة الجريمة»، إن «المجتمع العربي ليس عنيفاً؛ بل يعاني من العنف. وفقط 2.5 في المائة من أبناء المجتمع العربي يمارسون العنف». وأقر حكروش بأن الشرطة في الشوارع العربية «ضعيفة»، فيما إن «الخارجين عن القانون هم الأقوياء».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.