عدد قتلى انقلاب ميانمار تجاوز الألف

TT

عدد قتلى انقلاب ميانمار تجاوز الألف

انزلقت ميانمار، الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، إلى حالة من الفوضى منذ انقلاب فبراير (شباط) الماضي والذي راح ضحيته أكثر من ألف شخص، حسب تقديرات جمعيات محلية، مع استمرار الاحتجاجات اليومية واشتعال التمرد في المناطق الحدودية والإضرابات الواسعة التي ألحقت ضراراً بالغاً بالاقتصاد. وتسجل جمعية مساعدة السجناء السياسيين عمليات القتل على أيدي قوات الأمن. وذكر مسؤول في الجمعية، أمس (الأربعاء)، في ميانمار، أن عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة الانقلاب الذي وقع في الأول من فبراير تجاوز الألف. وقالت السلطات العسكرية في وقت سابق، إن أرقام الجمعية، التي استشهدت بها المنظمات الدولية على نطاق واسع، مبالغ فيها. وذكر الجيش، أن العشرات من أفراد قوات الأمن قتلوا أيضا. وقال تاتي نينج، سكرتير الجمعية، لـ«رويترز»، «وفقاً لسجلاتنا قُتل أكثر من ألف من الأبرياء... العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير».
وفي سياق متصل، قالت شرطة بنغلاديش، أمس، إن رجال الإنقاذ عثروا على جثث 11 شخصاً بعد أن فُقد عشرات جراء غرق قارب في خليج البنغال مطلع الأسبوع من مسلمي الروهينغا، الذين تعرضوا لحملات «تطهير عرقي» من قبل جيش ميانمار قبل وقوع الانقلاب، وهرب ما يقارب المليون منهم إلى بنغلاديش. وانقلب القارب الذي كان يقل ما لا يقل عن 41 رجلاً وامرأة وطفلاً من الروهينغا بالقرب من ساحل منطقة تشاتوجرام جنوب شرقي البلاد في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت أثناء محاولتهم الفرار من مخيم مثير للجدل للاجئين يقع على جزيرة قبالة البر الرئيسي. وقال مسؤول الشرطة رفيق الإسلام لوكالة الأنباء الألمانية عبر الهاتف، إن رجال الإنقاذ من البحرية وخفر السواحل من بنغلاديش عثروا على جثث رجل وثلاث نساء وسبعة أطفال بينما كانت تنجرف في نقاط مختلفة في الخليج ليل الثلاثاء. وأفاد رفيق، وهو أيضاً رئيس مركز الشرطة المحلي المشرف على النظام في المخيم، بأن الجثث أعيدت إلى مخيم اللاجئين في جزيرة بهاسان شار. وذكر «جميع القتلى ينتمون إلى مجتمع الروهينغا، وقد تعرضوا للحادث أثناء محاولتهم الفرار من الجزيرة». وأضاف المسؤول، أن عملية الإنقاذ لا تزال جارية.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أعلنت، أنها تلقت بلاغاً بانقلاب قارب يقل عشرات اللاجئين من الروهينغا.



جماهير حاشدة تستقبل الوفد الفلسطيني للألعاب الأولمبية في باريس (فيديو)

TT

جماهير حاشدة تستقبل الوفد الفلسطيني للألعاب الأولمبية في باريس (فيديو)

الرياضيون الأولمبيون الفلسطينيون وأعضاء الوفد يقفون مع أنصارهم لدى وصولهم إلى مطار شارل ديغول في باريس (أ.ف.ب)
الرياضيون الأولمبيون الفلسطينيون وأعضاء الوفد يقفون مع أنصارهم لدى وصولهم إلى مطار شارل ديغول في باريس (أ.ف.ب)

تم الترحيب بالرياضيين الأولمبيين الفلسطينيين بهتاف جماهيري «تحيا فلسطين»، وهدايا من الطعام والورود عند وصولهم إلى باريس، الخميس، لتمثيل غزة التي مزقتها الحرب وبقية المناطق الفلسطينية على المسرح العالمي.

وبينما كان الرياضيون المبتهجون يسيرون عبر بحر من الأعلام الفلسطينية في مطار باريس الرئيسي، قالوا إنهم يأملون أن يكون وجودهم بمثابة رمز وسط الحرب بين إسرائيل و«حماس»، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وحث الرياضيون والمؤيدون الفرنسيون والسياسيون الحاضرون الأمةَ الأوروبية على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بينما أعرب آخرون عن غضبهم من الوجود الإسرائيلي في الألعاب.

وقال يزن البواب، وهو سباح فلسطيني يبلغ من العمر 24 عاماً وُلد في السعودية: «فرنسا لا تعترف بفلسطين دولةً، لذلك أنا هنا لرفع العلم الفلسطيني». وأضاف: «لا نعامل بوصفنا بشراً، لذلك عندما نلعب الرياضة يدرك الناس أننا متساوون معهم». وتابع: «نحن 50 مليون شخص بلا دولة».

وقام البواب، وهو واحد من ثمانية رياضيين في الفريق الفلسطيني، بالتوقيع للمشجعين، وتناول التمر من طبق قدمه طفل بين الحشد.

الرياضيون الأولمبيون الفلسطينيون وأعضاء الوفد يقفون مع أنصارهم لدى وصولهم إلى مطار شارل ديغول في باريس (أ.ف.ب)

وتُظهِر هتافات «فلسطين الحرة» التي يتردد صداها في مطار شارل ديغول في باريس كيف يؤثر الصراع والتوتر السياسي في الشرق الأوسط على الألعاب الأولمبية.

ويجتمع العالم في باريس في لحظة تشهد اضطرابات سياسية عالمية، وحروباً متعددة، وهجرة تاريخية، وأزمة مناخية متفاقمة، وكلها قضايا صعدت إلى صدارة المحادثات في الألعاب الأولمبية.

في مايو (أيار)، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه مستعد للاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، لكن الخطوة يجب أن «تأتي في لحظة مفيدة» عندما لا تكون المشاعر على هذا النحو (أي متوترة).

وأدى موقف ماكرون بعدم اعتراف مباشر بدولة فلسطينية، إلى إثارة غضب البعض، مثل إبراهيم بشروري البالغ من العمر 34 عاماً، وهو من سكان باريس، والذي كان من بين عشرات المؤيدين الذين كانوا ينتظرون لاستقبال الرياضيين الفلسطينيين في المطار. وقال بشروري: «أنا هنا لأظهر لهم أنهم ليسوا وحدهم. إنهم مدعومون».

وأضاف أن وجودهم هنا «يظهر أن الشعب الفلسطيني سيستمر في الوجود، وأنه لن يتم محوه. ويعني أيضاً أنه على الرغم من ذلك، في ظل الوضع المزري، فإنهم يظلون صامدين، وما زالوا جزءاً من العالم وهم هنا ليبقوا».

ودعت السفيرة الفلسطينية لدى فرنسا إلى الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية، ومقاطعة الوفد الأولمبي الإسرائيلي. وكانت قد قالت في وقت سابق إنها فقدت 60 من أقاربها في الحرب في غزة. وقالت: «إنه أمر مرحب به، وهذا ليس مفاجئاً للشعب الفرنسي، الذي يدعم العدالة، ويدعم الشعب الفلسطيني، ويدعم حقه في تقرير المصير».

وتأتي هذه الدعوة للاعتراف بعد يوم واحد فقط من إلقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاباً لاذعاً أمام الكونغرس خلال زيارة لواشنطن، والتي قوبلت بالاحتجاجات. وأعلن أنه سيحقق «النصر الكامل» ضد «حماس»، ووصف أولئك الذين يحتجون في الجامعات وفي أماكن أخرى في الولايات المتحدة، على الحرب، بأنهم «أغبياء مفيدون» لإيران.

ورددت سفارة إسرائيل في باريس موقف اللجنة الأولمبية الدولية في «قرار فصل السياسة عن الألعاب». وكتبت السفارة في بيان لوكالة «أسوشييتد برس»: «نرحب بالألعاب الأولمبية وبوفدنا الرائع إلى فرنسا. كما نرحب بمشاركة جميع الوفود الأجنبية... رياضيونا موجودون هنا ليمثلوا بلادهم بكل فخر، والأمة بأكملها تقف خلفهم لدعمهم».

مؤيدون يتجمعون للترحيب بالرياضيين الفلسطينيين في مطار شارل ديغول قبل دورة الألعاب الأولمبية في باريس (رويترز)

وفق «أسوشييتد برس»، حتى في ظل أفضل الظروف، من الصعب الحفاظ على برنامج تدريبي حيوي للألعاب الأولمبية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية. أصبح هذا الأمر أقرب إلى المستحيل خلال تسعة أشهر من الحرب بين إسرائيل و«حماس»، حيث تم تدمير جزء كبير من البنية التحتية الرياضية في البلاد.

ومن بين الجالية الفلسطينية الكبيرة في الشتات في جميع أنحاء العالم، وُلد العديد من الرياضيين في الفريق أو يعيشون في أماكن أخرى، ومع ذلك فإنهم يهتمون بشدة بالسياسة في وطن آبائهم وأجدادهم.

وكان من بينهم السباحة الأميركية الفلسطينية فاليري ترزي، التي وزعت الكوفية التقليدية على أنصارها المحيطين بها، الخميس. وقالت: «يمكنك إما أن تنهار تحت الضغط وإما أن تستخدمه كطاقة». وأضافت: «لقد اخترت استخدامه كطاقة».