يتواصل إجلاء دبلوماسيين وأجانب وأفغان عملوا معهم في ظروف صعبة في كابل منذ سقوطها في أيدي «طالبان».
انطلق جسر جوي منذ الأحد مع تسيير طائرات من العالم أجمع إلى مطار كابل الذي اجتاحته حشود تريد الفرار من البلاد وتسيطر «طالبان» على محيطه.
أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن أعضاء الحلف الذين اجتمعوا أمس الثلاثاء «أعلنوا إرسال طائرات إضافية» لتأمين عمليات الإجلاء، موضحا في الوقت نفسه أن «العمليات في مطار (كابل) تستأنف تدريجيا» بعد مشاهد الفوضى الاثنين.
بالإضافة إلى الطائرات، أرسلت بعض الدول تعزيزات عسكرية. من المرتقب أن يرتفع عدد الجنود الأميركيين في مطار كابل من حوالي ثلاثة آلاف مساء الاثنين إلى ستة آلاف «في الأيام المقبلة».
وانضمت إليهم خصوصا قوات خاصة فرنسية مهمتها المشاركة في عمليات إجلاء عشرات الفرنسيين وكذلك بعض الأفغان.
أظهرت صورة تم تداولها على نطاق واسع حوالي 640 أفغانيا بين رجال ونساء وأطفال، مكدّسين في طائرة نقل عسكرية أميركية من نوع بوينغ سي - 17 تابعة لسلاح الجو الأميركي.
وأشار مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية في حديث لموقع «ديفنس وان» إلى أنه لم يكن متوقعاً نقل هذا العدد الكبير من الركاب على متن رحلة واحدة. وقد صعد كثرٌ يائسون في اللحظة الأخيرة إلى الطائرة من بابها الخلفي.
وأكد المسؤول أن «الطاقم قرّر الإقلاع» بدلاً من إرغامهم على النزول.
واعتبر الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الذي أطلق قبل عشرين عاما الهجوم الأميركي في أفغانستان الثلاثاء أن الولايات المتحدة «لديها المسؤولية والإمكانات» لإجلاء الأفغان الذين ساعدوها في أفغانستان.
تعتزم الولايات المتحدة إجلاء أكثر من ثلاثين ألف شخص عبر جسر جوي بين كابل وقواعدها في الكويت وقطر.
أجلت فرنسا ليل الثلاثاء الأربعاء من كابل نحو أبوظبي 216 شخصا بينهم 184 أفغانيا «من المجتمع المدني بحاجة لحماية» كما أعلنت وزارة الخارجية في بيان.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن العملية أتاحت خصوصا إجلاء 25 فرنسيا «أي قسما كبيرا من الأشخاص من الجنسية الفرنسية والأفغانية الذين لجأوا إلى مبنى السفارة الفرنسية في كابل».
الثلاثاء أجلت فرنسا من كابل 41 فرنسيا وأجنبيا بفضل جسر جوي أقيم بعد استيلاء «طالبان» على السلطة الأحد.
لم تتمكن طائرة عسكرية ألمانية تمكنت من الهبوط ليل الاثنين الثلاثاء في كابل من نقل سوى سبعة أشخاص فيما ينتظر مئات آخرون التمكن من الوصول إلى ألمانيا.
اتهمت برلين حركة «طالبان» بعرقلة وصول مواطنين أفغان إلى مطار كابل تمهيدا لإجلائهم. وقالت وزارة الدفاع الألمانية في تقرير حصلت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه: «في محيط مطار كابل، أقامت حركة (طالبان) نقاطا أمنية لضبط الوصول» إلى المطار.
وأوضحت الوزارة «من خلال تطويق المطار، تسمح (طالبان) للقوات الدولية بتسيير حركة جوية منظمة لإجلاء رعاياها. لكن في الوقت نفسه، إغلاق المطار يجعل إجلاء مواطنين أفغان أمراً صعباً».
أعلنت النمسا ورومانيا أيضا أن رعاياهما والأفغان الذين تعتزمان إجلاءهم يواجهون صعوبات في الوصول إلى المطار.
أرسلت مدريد ليل الاثنين الثلاثاء طائرة عسكرية أولى إلى دبي من قاعدة سرقسطة (شمال شرق) «لنقل موظفي السفارة في كابل ورعايا إسبان إلى البلاد وكذلك الأفغان الذين تعاونوا مع إسبانيا» بحسب وزارة الدفاع.
أقلعت طائرة ثانية بعد ظهر الثلاثاء من نفس القاعدة.
هبطت طائرة عسكرية تشيكية قادمة من كابل الثلاثاء في براغ وعلى متنها 87 شخصا تم إجلاؤهم بينهم السفير جيري بالون وجنود تشيكيون وأفغان تعاملوا معهم وكذلك مواطنان بولنديان. وكانت رحلة أولى أجلت 46 شخصا إلى الجمهورية التشيكية الاثنين.
حذت مقدونيا الشمالية أمس حذو جارتيها ألبانيا وكوسوفو بإعلانها أنّها ستستقبل مؤقتاً 450 لاجئاً أفغانياً، بينهم نساء وأطفال، من الساعين للفرار من بلدهم بعد سقوطه في أيدي حركة «طالبان» الإسلامية المتشدّدة.
وقالت الحكومة في بيان إنّها «تعهدت استقبال 450 مواطناً أفغانياً»، مشيرة إلى أنّ هؤلاء سيمكثون في البلد البلقاني بانتظار انتهاء إجراءات نقلهم إلى الولايات المتّحدة حيث سيُعاد توطينهم.
وأوضحت الحكومة أنّ الغالبية العظمى من هؤلاء المدنيين الـ450 سيصلون إلى مقدونيا الشمالية «بحلول نهاية الأسبوع تبعاً للظروف في مطار كابل».
والقسم الأكبر من هؤلاء اللاجئين هم موظفون أو أفراد عائلات موظفين في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، وموظفون أو أفراد عائلات موظفين في منظمات مختلفة تنشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية، بالإضافة إلى صحافيين.
وأبدت أوغندا أيضا استعدادها لاستقبال لاجئين أفغان مؤقتا استجابة لطلب أميركي.
عمليات الإجلاء مستمرة عبر مطار كابل
عمليات الإجلاء مستمرة عبر مطار كابل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة