عباس يشجع اليابان على دور سياسي ضمن «الرباعية»

أشتية: إسرائيل تجر الفلسطينيين إلى «حالة فصل عنصري»

 رئيس الوزراء محمد أشتية مع وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي في رام الله أمس (وفا)
رئيس الوزراء محمد أشتية مع وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي في رام الله أمس (وفا)
TT

عباس يشجع اليابان على دور سياسي ضمن «الرباعية»

 رئيس الوزراء محمد أشتية مع وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي في رام الله أمس (وفا)
رئيس الوزراء محمد أشتية مع وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي في رام الله أمس (وفا)

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه تجب العودة لعملية سياسية تنهي الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية، برعاية اللجنة الرباعية الدولية ووفق قرارات الشرعية الدولية.
وطلب عباس خلال لقائه، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، دوراً يابانياً فاعلاً في ذلك، مرحباً بأي جهد لطوكيو ضمن اللجنة الرباعية الدولية، «يتناسب والدور الكبير الذي تقوم به اليابان لدعم السلام وتحقيقه في المنطقة والعالم».
ورد وزير الخارجية الياباني، مؤكداً التزام بلاده «بمواصلة دعم تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وفق حل الدولتين وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره في دولته المستقلة»، مضيفاً أن «الهدف الأساسي لزيارتي هو التأكيد على التزام اليابان بدعم جهود تحقيق السلام، وتعزيز العلاقات الثنائية المميزة بين اليابان وفلسطين».
كما شدد الوزير الياباني على التزام بلاده «بتقديم الدعم الاقتصادي للشعب الفلسطيني، بما في ذلك المشاريع الاقتصادية التي من أهمها مشروع ممر السلام والازدهار الذي يشتمل على المنطقة الزراعية الصناعية في مدينة أريحا، ومشروع تغطية الفسيفساء في قصر هشام التاريخي فيها، إضافة إلى مؤتمر سيباد لدول شرق آسيا الذي تقوده اليابان، إلى جانب مشاريع دعم وكالة (الأونروا) والمساعدات الطارئة لغزة».
وكان الوزير الياباني وصل إلى رام الله، أمس (الثلاثاء)، والتقى عدداً من المسؤولين، وحضر حفلاً لتوقيع اتفاقية دعم لـ«الأونروا» بنحو 3.7 مليون دولار أميركي موجهة لبرنامج المساعدات الغذائية للاجئين الفلسطينيين.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية إن إسرائيل تجر الفلسطينيين إلى «حالة فصل عنصري» باستمرار احتلالها، وتدميرها لإمكانية إقامة دولة فلسطينية.
وذكر أشتية، في بيان عقب لقائه في رام الله وزير الخارجية الياباني، توشيميتسو موتيجي، أمس، أن الشعب الفلسطيني «يعيش ظروفاً استثنائية نتيجة استمرار إسرائيل في ممارستها كل أنواع الإرهاب بحقه، وتدميرها الممنهج لحل الدولتين».
وأشار إلى «استمرار إسرائيل في حصار غزة وتهويد القدس، واتساع الاستيطان والسيطرة على المعابر والأرض والمياه وكل تفاصيل حياة الفلسطينيين». وأكد أشتية استعداد القيادة الفلسطينية لـ«مسار سياسي حقيقي قائم على القانون الدولي والقرارات الأممية، يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس».
وثمّن رئيس الوزراء الفلسطيني الدعم الياباني المتواصل لفلسطين على الصعيد السياسي والمادي، مشيراً إلى أن المساعدات اليابانية تترجم نفسها على أرض الواقع، والمتمثلة بدعم قطاعات الصحة والتعليم والمياه، ومشروع مدينة أريحا الصناعية الزراعية الذي يعد من أهم المشروعات في فلسطين. وشكر اليابان قيادة وحكومة وشعباً على دعمهم التاريخي، الذي يساهم في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية على طريق التحرر من الاحتلال، متمنياً أن يمتد التعاون وتتطور العلاقات إلى صعيد الشعوب والتعاون الأكاديمي ورجال الأعمال والاستثمارات المشتركة.
وبحث أشتية مع موتيجي تعزيز التعاون المشترك ومساندة اليابان لفلسطين في عدة مفاصل، أهمها أن تكون هناك وكالات مباشرة للشركات اليابانية في فلسطين، إضافة إلى دعم برامج الشباب التي تنفذها الحكومة كبرنامج البرمجة للشباب، ومشروع توفير الكهرباء لمخيمات اللاجئين من خلال الطاقة الشمسية، ودعم الموازنة الفلسطينية لمواجهة التحديات المالية التي تمر بها.
من جانبه، أكد موتيجي مجدداً موقف بلاده الداعم لمبدأ حل الدولتين، مشيراً إلى أن اليابان ستواصل دعم الحوار السياسي بين الأطراف المعنية، وبناء جهود الثقة، وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية للفلسطينيين. وجرى خلال زيارة الوزير الياباني توقيع اتفاقية دعم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بنحو 7.‏3 مليون دولار أميركي موجهة لبرنامج المساعدات الغذائية للاجئين الفلسطينيين.
واجتمع وزير الخارجية الياباني في وقت سابق مع وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي، الذي دعا طوكيو إلى الاعتراف بدولة فلسطين، كما طالب اليابان بالضغط على إسرائيل لاحترام الاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، والعمل على مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل إيجاد بيئة مناسبة لإحياء عملية السلام ومناخات مواتية لإطلاق المفاوضات برعاية دولية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.