الطيبي يتلقى تهديدات بالقتل بعد صدامه بجندي إسرائيلي في الخليل

الطيبي يتلقى تهديدات بالقتل بعد صدامه بجندي إسرائيلي في الخليل
TT

الطيبي يتلقى تهديدات بالقتل بعد صدامه بجندي إسرائيلي في الخليل

الطيبي يتلقى تهديدات بالقتل بعد صدامه بجندي إسرائيلي في الخليل

تقدّم النائب د. أحمد الطيبي، رئيس «العربية للتغيير» ورئيس كتلة «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية، بشكوى إلى الشرطة، من خلال ضابط الكنيست (البرلمان)، كشف فيها أنه تعرض لحملة تحريض دموية وتهديدات مباشرة بالقتل من عناصر يهودية إرهابية.
وقال الطيبي إنه منذ نشره شريط فيديو يوثق قيام جندي من وحدة جولاني في جيش الاحتلال، بالتعامل الوقح والفظ معه لدرجة محاولة منعه من دخول المدينة الفلسطينية المحتلة، وهو يتلقى رسائل تتضمن شتائم قذرة وكلمات إهانة وتفوهات عنصرية، وحتى تهديدات بالقتل.
وكان الطيبي قد حضر يوم السبت الماضي، إلى الخليل بصحبة رئيس «القائمة المشتركة» أيمن عودة، والنائبين سامي أبو شحادة وأسامة سعدي، للتضامن مع الفلسطينيين هناك ضد محاولات التوسع والتهويد في الحرم الإبراهيمي وضد الحصار الذي يفرضه الاحتلال على سكان الخليل وإغلاق 1500 محال تجاري في سوق البلدة القديمة. وعندما حاولوا دخول شارع السهلة اعترض طريقهم الجندي المذكور.
وعلى الرغم من أن زيارة النواب تعد قانونية وعلم بها قادة الجيش وحضر إلى المكان قائد قوات حرس الحدود الإسرائيلي المرابط في المدينة، أصر الجندي على منعهم، وفي مرحلة ما استخدم قبضته وضرب على بطن الطيبي ليمنعه من العبور بالقوة. وفي وقت لاحق فسّر الجندي تصرفه بالقول: «ليس للطيبي ما يفعله هناك».
وقد أصر النواب على الدخول في حينها، وحضر قائد قوات الجيش الإسرائيلي في المدينة وأمر الجندي بالانصراف وأتاح دخول النواب. ومع نشر شريط الفيديو في الشبكات الاجتماعية ووسائل الإعلام، انطلقت حملة تحريض على الطيبي من عناصر في اليمين المتطرف وحزب الليكود. وتقدم الناشط اليميني شاي غليك، بشكوى للجنة السلوكيات في الكنيست ضد النائب الطيبي. وغليك هذا هو عضو كنيست سابق من الليكود، معروف بتنظيم زيارات يهودية جماعية لباحة المسجد الأقصى. ويسعى لتقاسم أوقات زيارة الحرم القدسي الشريف ما بين المسلمين واليهود. وكان قد تعرض لعملية طعن بالسكين من أحد الشبان الفلسطينيين.
وفي رسالته إلى الكنيست طالب غليك بإقالة الطيبي من منصبه كنائب لرئيسه، وإبعاده عن جلسات الكنيست لستة أشهر، بدعوى أنه أهان جندياً وهو يقوم بواجبه. كما تقدم عضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غبير، بشكوى لشرطة الخليل ضد الطيبي بنفس التهمة، وكذلك فعل والد الجندي الذي قال إن الطيبي ضرب ابنه الجندي ووصفه بأنه «وقح».
ورد الطيبي بتقديم شكوى هو أيضاً إلى الشرطة ضد الجندي وضد من يهددونه بالقتل. وقال في شكواه إن «هذا تعدٍّ صارخ على حصانة النواب، يقومون به لأنهم لا يريدون أن يعتادوا على وجود عضو كنيست عربي». مضيفاً: «لا يمكن قبول وضع فيه نواب كنيست يتعرضون، خلال قيامهم بواجبهم ومهام منصبهم تجاه الجمهور، لعنف مِن شرطة وجنود الاحتلال، فقط لكونهم نوّاباً عرباً».
وناصر الطيبي نوابُ حزب «ميرتس» اليساري، الشريك في الحكومة. وقالت عضو الكنيست غابي لاسكي: «هذه حادثة خطيرة جداً. فليس من حق جندي أو ضابط أو أي شخص آخر، أن يمنع عضو كنيست من القيام بعمله، أو الاعتداء عليه. ألا يكفي أن الجنود يمنعون الفلسطينيين من دخول بلدتهم ومتاجرهم، فيحاولون الآن التعرض للنواب!». وطالبت لاسكي، وزير الأمن، بأن يجدد التعليمات الواردة في القانون حول وظيفة عضو الكنيست وواجب احترامه واحترام عمله من طرف الجيش.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.