هل الحصول على تطعيم كامل يعني التحصين التام ضد كورونا؟

سيدة تتلقى جرعتها الثانية من لقاح فايزرالذي يقدمه الصليب الأحمر في لو بورجيه شمال باريس (ا.ب)
سيدة تتلقى جرعتها الثانية من لقاح فايزرالذي يقدمه الصليب الأحمر في لو بورجيه شمال باريس (ا.ب)
TT

هل الحصول على تطعيم كامل يعني التحصين التام ضد كورونا؟

سيدة تتلقى جرعتها الثانية من لقاح فايزرالذي يقدمه الصليب الأحمر في لو بورجيه شمال باريس (ا.ب)
سيدة تتلقى جرعتها الثانية من لقاح فايزرالذي يقدمه الصليب الأحمر في لو بورجيه شمال باريس (ا.ب)

بالنسبة لكثيرين، قد يعني حصول المرء على تطعيم كامل ضد فيروس كورونا، إمكانية عودته إلى ممارسة حياته اليومية في ظل قدر أقل من القيود والمخاوف.
ولكن ماذا عن استخدام الكمامات واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي وإجراء اختبارات كورونا؟ وهل من الممكن أن يتسبب شخص تلقى جرعتي اللقاح في إصابة الآخرين؟ أو حتى أن يصاب هو بالعدوى؟
ويقدم خبراء الصحة في ألمانيا الإجابة على هذه الأسئلة، وتحديدا فيما يتعلق بإمكانية أن يكون شخص ما حاملا للعدوى رغم حصوله على تطعيم كامل.
ويقول معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض، إن احتمال أن تأتي نتيجة اختبار كورونا لشخص تلقى جرعتي لقاح، إيجابية، منخفض، ولكن النسبة ليست صفرية.
وفي حين أنه من الصحيح أن البيانات تظهر أن الحمل الفيروسي ينخفض بصورة كبيرة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بمرض «كوفيد 19» بعد حصولهم على اللقاح، لا يزال هناك خطر بسيط باق من احتمال نشرهم فيروسات معدية.
ويقول كارستن فاتزل، الأمين العام للجمعية الألمانية للمناعة، أنه «مع زيادة أعداد من تلقوا اللقاح، يزداد أعداد الإصابات الكبيرة... تم تقليل ذلك، ولكن بناء على تأثير التطعيم بالنسبة لي وبناء على الحمل الفيروسي لمن هم حولي، لا يزال من الممكن أن أصاب (رغم أنني) شخص حاصل على اللقاح». وأضاف أنه بالنسبة لكبار السن، وخاصة الذين يعانون من ظروف مرضية موجودة مسبقا، قد تصبح الأمور خطيرة.
إذن، ما هو أفضل شيء يمكن القيام به في هذه الحالة؟
هناك كثير من الأشخاص، وخاصة بين الشباب، الذين لم يحصلوا بعد على تطعيم كامل، ومن الممكن أن يصابوا بمضاعفات خطيرة جراء «كوفيد 19»، أو أن يعانوا من آثار على المدى الطويل. ويعد ذلك سببا آخر يحتم على الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح أن يحافظوا على المسافة بينهم وبين الذين لم يحصلوا على جرعتي اللقاح عندما يلتقوا بهم، وكذلك يجب عليهم استخدام الكمامة.
كما يجب أن يظل الجميع على حذر في الأماكن التي يوجد بها عدد كبير من الأشخاص، مثل وسائل النقل العام، بحسب ما يقوله المركز الاتحادي الألماني للتثقيف الصحي.
من ناحية أخرى، توصي اللجنة الألمانية الدائمة للتطعيمات بضرورة الالتزام باحتياطات السلامة الموصى بها، والتي تتضمن استخدام الكمامات وغسل الأيدي والأسطح والحفاظ على إجراءات التباعد الاجتماعي، والتهوية
الجيدة، حيث يقلل ذلك من خطر انتقال العدوى بصورة كبيرة.
وفي الوقت الحالي، تنتشر الطفرة «دلتا» الأكثر عدوى بصورة سريعة، في جميع أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية.
ويقول فاتزل: «عندما يكون المرء مصابا بالسلالة (دلتا)، يكون الحمل الفيروسي لديه أعلى». ونتيجة لذلك، يزداد خطر الإصابة أيضاً عندما تتم مخالطة شخص مصاب بها.
ولكن، هل يجب أن يستمر الشخص الذي تلقى اللقاح في الخضوع للاختبار للتأكد مما إذا كان مصابا بكورونا؟ إذا رغب الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، أو غيرهم في أن يلتقوا ببعضهم البعض على انفراد، في حفل بإحدى الحدائق، على سبيل المثال، ينصح فاتزل الجميع بإجراء الاختبار مسبقا. وأوضح أنه حال اجتماع أشخاص حصلوا على اللقاح، وآخرين لم يتلقوا التطعيم، معا، يزداد خطر الإصابة بينهم، للطرفين.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

العالم تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بفيروس كورونا على نحو مطرد (أ.ف.ب)

الصحة العالمية تعلن عن حدوث تراجع مطرد في وفيات كورونا

بعد مرور نحو خمس سنوات على ظهور فيروس كورونا، تراجعت أعداد الوفيات من جراء الإصابة بهذا الفيروس على نحو مطرد، وذلك حسبما أعلنته منظمة الصحة العالمية في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومرشحه لمنصب وزير الصحة روبرت كيندي يوم 23 أكتوبر الماضي (أ.ب)

ترمب يخطط للانسحاب مجدداً من «منظمة الصحة العالمية»

أفاد أعضاء في الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بأنه يدرس الانسحاب من «منظمة الصحة العالمية» في اليوم الأول لتوليه السلطة في 20 يناير.

هبة القدسي (واشنطن)
صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

TT

لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي)

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، «يصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك».

وأبدى وزير الخارجية الروسي، خلال مؤتمر صحافي، تفهّمه لـ«المخاوف المشروعة لتركيا بشأن أمن المنطقة الحدودية مع سوريا».

وأضاف لافروف: «نحن نتفهم المخاوف المشروعة للقيادة التركية وشعبها بشأن الأمن على الحدود مع سوريا؛ حيث كانت هناك بالفعل حوادث متكررة تتعلق بهياكل إرهابية كانت تُثير أعمال شغب هناك»، وفق ما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وأكد لافروف أن المصالح الأمنية المشروعة لتركيا «يجب ضمانها، ولكن بطريقة تُحافظ فيها سوريا على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها».

وقال لافروف: «إن القيادة التركية تدعم ذلك علناً»، واختتم وزير الخارجية الروسي بالقول: «ونحن ندعم ذلك».

هدنة ضعيفة

وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال لافروف إن روسيا لا ترى جدوى في وقف إطلاق نار ضعيف لتجميد الحرب في أوكرانيا، لكن «موسكو تريد اتفاقاً ملزماً قانونياً من أجل سلام دائم، يضمن أمن كل من روسيا وجيرانها».

وأضاف: «الهدنة هي طريق إلى لا شيء»، مشيراً إلى أن موسكو «تشك في أن مثل هذه الهدنة الضعيفة ستستخدم ببساطة من قِبَل الغرب لإعادة تسليح أوكرانيا».

وتابع: «نحتاج إلى اتفاقات قانونية نهائية تُحدد جميع الشروط لضمان أمن الاتحاد الروسي، وبالطبع، المصالح الأمنية المشروعة لجيراننا».

ولفت لافروف النظر إلى أن موسكو ترغب في صياغة الوثائق القانونية بطريقة تضمن «استحالة انتهاك هذه الاتفاقات».