مقتل 4 فلسطينيين خلال عملية اعتقال... والفصائل تدعو لانتفاضة

الرئاسة الفلسطينية: الأوضاع لم تعد تحتمل

جنازة الشاب صالح عمار الذي قتلته القوات الإسرائيلية و3 آخرين في مخيم جنين بالضفة أمس (رويترز)
جنازة الشاب صالح عمار الذي قتلته القوات الإسرائيلية و3 آخرين في مخيم جنين بالضفة أمس (رويترز)
TT

مقتل 4 فلسطينيين خلال عملية اعتقال... والفصائل تدعو لانتفاضة

جنازة الشاب صالح عمار الذي قتلته القوات الإسرائيلية و3 آخرين في مخيم جنين بالضفة أمس (رويترز)
جنازة الشاب صالح عمار الذي قتلته القوات الإسرائيلية و3 آخرين في مخيم جنين بالضفة أمس (رويترز)

قالت الرئاسة الفلسطينية إنه لم يعد ممكناً احتمال الوضع الحالي، محذرة من أن السياسة الإسرائيلية ستؤدي إلى الانفجار الشامل الذي لا يمكن رد عواقبه. موقف الرئاسة الغاضب جاء في أعقاب قتل إسرائيل لأربعة فلسطينيين في جنين في الضفة الغربية، فجر الاثنين.
وقتل الجيش الإسرائيلي، قبل أن يصحو معظم الفلسطينيين من نومهم، أربعة شبان في جنين شمال الضفة، واختطف جثماني اثنين منهم، أثناء عملية اعتقال في مخيم جنين، ما أثار غضباً رسمياً وشعبياً واسعاً.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن الرئاسة «تدين الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، وتعبّر عن غضب واستنكار شديدين لهذه الجريمة النكراء، ونؤكد أن استمرار هذه السـياسة الإسرائيلية، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وحمّل أبو ردينة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية كاملة عن هذا التصعيد وتداعياته، مطالباً الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بالضغط عليها لوقف اعتداءاتها بحق شعبنا، كي لا تصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
وأكد الناطق الرئاسي أن «الدرس الذي يجب أن تستوعبه إسرائيل أن الأوضاع لم تعد تحتمل، وأن استمرارها بعمليات القتل والاستيطان، سيؤدي إلى الانفجار الشامل الذي لا يمكن التكهن بعواقبه على المنطقة بأسرها».
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية لن يدوم وسيزول، مؤكداً أن ما حدث في أفغانستان، وقبلها في فيتنام، يؤكد أن الحماية الخارجية لأي دولة لن يجلب لها السلام والأمن، مشدداً على أن «بوابة الأمن والاستقرار، تكون فقط من خلال الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وليس من خلال سياسة القتل والاعتقال والهدم والحصار». الاقتحام الإسرائيلي لجنين جاء فيما كانت السلطة تطالب بوقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية، ممررة هذا الطلب من بين طلبات أخرى، للولايات المتحدة باعتبارها أساساً لبناء الثقة على الأرض وتعزيز العلاقات. لكن إسرائيل اقتحمت مخيم جنين مع تعزيزات عسكرية، رغم تقديرات المؤسسة الأمنية في تل أبيب بأن الأوضاع متفجرة في الضفة الغربية وقطاع غزة كذلك.
واتهمت إسرائيل الفلسطينيين ببدء إطلاق النار في محاولة لنفي اتهامات لها بإعدام الشبان. وقال المتحدث باسم الجيش إن وحدات المستعربين التابعة لها عملت في مهمة لاعتقال مطلوبين في قلب مخيم جنين للاجئين، وإن قواتهم جوبهت بنيران كثيفة من مسافات قصيرة فردت بإطلاق النار على الفلسطينيين وقامت بتحييدهم.
وتركت القوات الإسرائيلية خلفها جثماني صالح عمار (19 عاماً) ورائد أبوسيف (21 عاماً)، اللذين تم تشييعهما، أمس، في موكب شعبي ضخم، فيما اختطفت جثماني نور الدين جرار وأمجد حسينية.
من جهتهم، رفض الفلسطينيون الرواية الإسرائيلية، وقال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، إن الجريمة النكراء «تؤكد على السياسة اليمينية المتطرفة للحكومة الجديدة في إسرائيل، التي تواصل القتل والاستيطان وهدم البيوت ومحاولات التهجير». وأضاف الشيخ أن على المجتمع الدولي أن يخجل من صمته حيال عدم توفيره الحماية للشعب الفلسطيني من هذا البطش.
كما دانت وزارة الخارجية، «المجزرة البشعة التي أعدمت خلالها بدم بارد أربعة شهداء من أبناء شعبنا، وأصابت آخرين»، مؤكدة، في بيان صحافي، أن هذه الجريمة هي عملية قتل مبيّتة ومخطط لها مسبقاً من قبل قوات الاحتلال، تضاف إلى مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية، وأن صمت الدول على هذه الجريمة وغيرها، أصبح يعني تواطؤاً مع الجريمة وحماية لمرتكبيها.
وفيما حذرت السلطة من تدهور محتمل للأوضاع، نادت فصائل فلسطينية بتوسيع المواجهة، فدعت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى «استمرار معركة التحرير حتى رحيل الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية». كما نادت الجبهة الشعبية، وهي فصيل منضوٍ تحت إطار منظمة التحرير، الفلسطينيين إلى الانتقال إلى ميادين المواجهة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال، لتفجير انتفاضة شاملة أكثر تطوراً واتساعاً واشتعالاً على امتداد الأرض المحتلة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.