قالت الرئاسة الفلسطينية إنه لم يعد ممكناً احتمال الوضع الحالي، محذرة من أن السياسة الإسرائيلية ستؤدي إلى الانفجار الشامل الذي لا يمكن رد عواقبه. موقف الرئاسة الغاضب جاء في أعقاب قتل إسرائيل لأربعة فلسطينيين في جنين في الضفة الغربية، فجر الاثنين.
وقتل الجيش الإسرائيلي، قبل أن يصحو معظم الفلسطينيين من نومهم، أربعة شبان في جنين شمال الضفة، واختطف جثماني اثنين منهم، أثناء عملية اعتقال في مخيم جنين، ما أثار غضباً رسمياً وشعبياً واسعاً.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن الرئاسة «تدين الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة جنين، وتعبّر عن غضب واستنكار شديدين لهذه الجريمة النكراء، ونؤكد أن استمرار هذه السـياسة الإسرائيلية، سيؤدي إلى انفجار الأوضاع وإلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار.
وحمّل أبو ردينة حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية كاملة عن هذا التصعيد وتداعياته، مطالباً الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي بالضغط عليها لوقف اعتداءاتها بحق شعبنا، كي لا تصل الأمور إلى مرحلة لا يمكن السيطرة عليها.
وأكد الناطق الرئاسي أن «الدرس الذي يجب أن تستوعبه إسرائيل أن الأوضاع لم تعد تحتمل، وأن استمرارها بعمليات القتل والاستيطان، سيؤدي إلى الانفجار الشامل الذي لا يمكن التكهن بعواقبه على المنطقة بأسرها».
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية لن يدوم وسيزول، مؤكداً أن ما حدث في أفغانستان، وقبلها في فيتنام، يؤكد أن الحماية الخارجية لأي دولة لن يجلب لها السلام والأمن، مشدداً على أن «بوابة الأمن والاستقرار، تكون فقط من خلال الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وليس من خلال سياسة القتل والاعتقال والهدم والحصار». الاقتحام الإسرائيلي لجنين جاء فيما كانت السلطة تطالب بوقف الاقتحامات للمدن الفلسطينية، ممررة هذا الطلب من بين طلبات أخرى، للولايات المتحدة باعتبارها أساساً لبناء الثقة على الأرض وتعزيز العلاقات. لكن إسرائيل اقتحمت مخيم جنين مع تعزيزات عسكرية، رغم تقديرات المؤسسة الأمنية في تل أبيب بأن الأوضاع متفجرة في الضفة الغربية وقطاع غزة كذلك.
واتهمت إسرائيل الفلسطينيين ببدء إطلاق النار في محاولة لنفي اتهامات لها بإعدام الشبان. وقال المتحدث باسم الجيش إن وحدات المستعربين التابعة لها عملت في مهمة لاعتقال مطلوبين في قلب مخيم جنين للاجئين، وإن قواتهم جوبهت بنيران كثيفة من مسافات قصيرة فردت بإطلاق النار على الفلسطينيين وقامت بتحييدهم.
وتركت القوات الإسرائيلية خلفها جثماني صالح عمار (19 عاماً) ورائد أبوسيف (21 عاماً)، اللذين تم تشييعهما، أمس، في موكب شعبي ضخم، فيما اختطفت جثماني نور الدين جرار وأمجد حسينية.
من جهتهم، رفض الفلسطينيون الرواية الإسرائيلية، وقال وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، إن الجريمة النكراء «تؤكد على السياسة اليمينية المتطرفة للحكومة الجديدة في إسرائيل، التي تواصل القتل والاستيطان وهدم البيوت ومحاولات التهجير». وأضاف الشيخ أن على المجتمع الدولي أن يخجل من صمته حيال عدم توفيره الحماية للشعب الفلسطيني من هذا البطش.
كما دانت وزارة الخارجية، «المجزرة البشعة التي أعدمت خلالها بدم بارد أربعة شهداء من أبناء شعبنا، وأصابت آخرين»، مؤكدة، في بيان صحافي، أن هذه الجريمة هي عملية قتل مبيّتة ومخطط لها مسبقاً من قبل قوات الاحتلال، تضاف إلى مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية، وأن صمت الدول على هذه الجريمة وغيرها، أصبح يعني تواطؤاً مع الجريمة وحماية لمرتكبيها.
وفيما حذرت السلطة من تدهور محتمل للأوضاع، نادت فصائل فلسطينية بتوسيع المواجهة، فدعت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إلى «استمرار معركة التحرير حتى رحيل الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية». كما نادت الجبهة الشعبية، وهي فصيل منضوٍ تحت إطار منظمة التحرير، الفلسطينيين إلى الانتقال إلى ميادين المواجهة والاشتباك المفتوح مع الاحتلال، لتفجير انتفاضة شاملة أكثر تطوراً واتساعاً واشتعالاً على امتداد الأرض المحتلة.
مقتل 4 فلسطينيين خلال عملية اعتقال... والفصائل تدعو لانتفاضة
الرئاسة الفلسطينية: الأوضاع لم تعد تحتمل
مقتل 4 فلسطينيين خلال عملية اعتقال... والفصائل تدعو لانتفاضة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة