إردوغان: سنوقف نزوح «الإرهابيين» عبر إيران ونسعى لاستقرار أفغانستان

الخارجية حثت رعايا تركيا على المغادرة بعد وصول «طالبان» إلى كابل

إردوغان: سنوقف نزوح «الإرهابيين» عبر إيران ونسعى لاستقرار أفغانستان
TT

إردوغان: سنوقف نزوح «الإرهابيين» عبر إيران ونسعى لاستقرار أفغانستان

إردوغان: سنوقف نزوح «الإرهابيين» عبر إيران ونسعى لاستقرار أفغانستان

بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن بلاده تسعى لتحقيق الاستقرار في أفغانستان وتعهد بإغلاق الحدود مع إيران أمام تسلل من وصفهم بـ«الإرهابيين» إلى داخل الأراضي التركية أو الخروج منها، في إشارة إلى موجة نزوح من أفغانستان إلى تركيا عبر إيران. حثت وزارة الخارجية الأتراك في أفغانستان الراغبين في مغادرتها على إبلاغ السفارة التركية في كابل على الفور.
وجاء بيان الخارجية التركية بعدما أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، أمس (الأحد)، أن مسلحي حركة «طالبان» بدأوا دخول العاصمة كابل من جميع الاتجاهات.
من جانيه، أكد إردوغان سعي بلاده من أجل الاستقرار في أفغانستان، معترفاً بأنها تواجه موجة مهاجرين أفغان قادمة عبر إيران.
وقال إردوغان، في كلمة خلال مشاركته أمس مع نظيره الباكستاني عارف علوي في مراسم إنزال السفينة الحربية الأولى من نوع «كورفيت»، التي بنتها تركيا لصالح باكستان إلى البحر في حوض بناء سفن في إسطنبول: «إننا متفقون مع باكستان بشأن تطوير شراكتنا أكثر في مجال الصناعات الدفاعية، لافتاً إلى أن باكستان يقع على عاتقها واجبات حيوية لإحلال السلام والاستقرار في أفغانستان التي اشتد فيها الصراع في الآونة الأخيرة».
وأضاف الرئيس التركي: «سنواصل بذل كافة الجهود لتحقيق الاستقرار في أفغانستان والمنطقة في أقرب وقت».
وتابع إردوغان أن بلاده تواجه موجة مهاجرين أفغان قادمة عبر إيران، في اعتراف بوجود تدفق للأفغان عبر الحدود مع تركيا في ولاية وان شرق البلاد، بعدما نفى الأمر من قبل منتقداً أحزاب المعارضة التي حذرت من أزمة لاجئين جديدة في البلاد بسبب تدفق مئات الأفغان يومياً عبر الحدود مع إيران.
وقال إردوغان إن تركيا «ستمنع دخول الإرهابيين إلى أراضيها وخروجهم منها بشكل كامل عبر الجدران التي تبنيها على الحدود الإيرانية».
وأجرى إردوغان اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي أجرى أمس وأول من أمس رفقة رئيس أركان الجيش وقادة القوات المسلحة، جولة تفقدية على الحدود مع إيران. وشدد إردوغان على أهمية الأسوار التي تبنيها بلاده على حدودها، والتي وصفها بـ«جدران الأمان لتركيا».
وأشاد إردوغان بالوحدات التركية المنتشرة على الحدود الإيرانية، لدورها في تأمين الاستقرار والأمان في المنطقة، مطالباً، بإغلاق المداخل والمخارج على الحدود بشكل كامل.
وفي انتقاد مبطن للمعارضة التي اتهمت الحكومة بالتقصير في مواجهة موجة النزوح الواسعة من أفغانستان، قال إردوغان، خلال الاتصال: «أصبح الكذب يسود تركيا، سوف نتغلب على هذا معاً، وسنغلق المداخل والمخارج بشكل كامل بالأسوار التي بنيناها على الحدود».
وتتحدث حكومة إردوغان عن دور استثنائي لها في إدارة ملف اللاجئين والهجرة غير الشرعية وعن تحمل الكثير من الأعباء بسبب هذا الملف رغم تلقيها مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي لمواجهة أعباء اللاجئين السوريين، لكنها تواصل، بحسب مراقبين، استخدام هذا الملف كورقة ضغط ضد أوروبا.
وتقول الحكومة التركية إنه لا يمكنها معالجة مشكلة مثل الهجرة غير النظامية، التي تنشأ في جوارها، بنهج عنصري أو شعبوي، وإن هناك مفهوماً خاطئاً بشأن اللاجئين السوريين، وإمكانية عودتهم ببساطة إلى ديارهم إذا توصلت تركيا إلى اتفاق مع نظام بشار الأسد، كما تقول المعارضة.
وتؤكد الحكومة التركية أن ذلك مستحيل، ما لم تحصل المعارضة السورية على مكان آمن داخل التوازن الجديد في وطنهم.
وفي المقابل تتهم أوساط تركية مختلفة، بينها أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية وصحافيون ومفكرون، الحكومة بالسعي إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية لتركيا من خلال الترحيب باللاجئين السوريين والأفغان، وتجنيس مئات الآلاف منهم، في محاولة لخلق طبقة اجتماعية محافظة وشديدة التدين.
ويقول أصحاب هذا الرأي، إن الولايات المتحدة أوجدت، بسبب الانسحاب من أفغانستان، فراغاً في السلطة واستجابت الحكومة التركية لهذا التطور من خلال إفساح المجال لتيار شبيه بـ«طالبان» عبر مساعدة طالبي اللجوء الأفغان.
ومنذ أيام أعلن إردوغان أنه قد يستقبل زعيم «طالبان» في أنقرة قريباً، وهو ما اعتبر في نظر معارضيه، لعبة جديدة ذات هدف مزدوج هو الاستثمار في ملفي اللاجئين والإسلام السياسي في الوقت معاً، لكن حزب العدالة والتنمية الحاكم اعتبر أنه تم تحريف تصريحات إردوغان بشأن «طالبان»، من أجل دعم هذا الادعاء.
وبينما ينفي الحزب الحاكم أن تكون مقاربته للإسلام لها علاقة بعقلية «طالبان» المتشددة، يرى معارضوه أن إردوغان ينسق مع قطر التي تلعب دوراً في الملف الأفغاني، لتكون جسراً مع «طالبان». وأكد إردوغان، قبل أيام، أنه أجرى اتصالات مع الجانب القطري في هذا الشأن.
ويرى مراقبون أن إردوغان يسعى في هذه المرحلة إلى التواصل مع «طالبان» من أجل ضمان سلامة مطار كابل الدولي، كجزء من محاولة أوسع لإدارة الفراغ الجيوسياسي الذي ستتركه الولايات المتحدة وراءها، وأنه لا مشكلة لدى إردوغان في إضفاء الشرعية على «طالبان»، بدليل إعلانه الاستعداد للتفاوض معها واستقبال زعيمها في أنقرة.
واعتبر هؤلاء أن إردوغان يسعى فقط لتأسيس إطار سياسي يمكن تركيا من الاستثمار في هذا البلد في شتى المجالات، بينما يعلن أن الهدف هو جلب الاستقرار السياسي في أفغانستان، وأن هدفه ليس وقف وصول اللاجئين الأفغان إلى تركيا عبر إيران، بل توظيف هذه الورقة لصالحه أمام الاتحاد الأوروبي القلق بشدة من قضية اللاجئين والهجرة غير الشرعية، وسط دعوات القادة الأوروبيين المناوئين له إلى عدم السماح له ولنظامه بابتزازهم.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.