تفاصيل الصفقة المذهلة لانتقال ميسي إلى باريس سان جيرمان

كيف تمكن نادي العاصمة الفرنسية من التوصل لاتفاق بدا مستحيلاً قبل ساعات من إتمامه؟

ميسي يتوسط ليوناردو مهندس الصفقة المدير الرياضي لسان جيرمان ورئيس النادي الخليفي (أ.ف.ب)
ميسي يتوسط ليوناردو مهندس الصفقة المدير الرياضي لسان جيرمان ورئيس النادي الخليفي (أ.ف.ب)
TT

تفاصيل الصفقة المذهلة لانتقال ميسي إلى باريس سان جيرمان

ميسي يتوسط ليوناردو مهندس الصفقة المدير الرياضي لسان جيرمان ورئيس النادي الخليفي (أ.ف.ب)
ميسي يتوسط ليوناردو مهندس الصفقة المدير الرياضي لسان جيرمان ورئيس النادي الخليفي (أ.ف.ب)

كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساءً في برشلونة يوم الخميس قبل الماضي عندما بدأ باريس سان جيرمان التحرك من أجل ضم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي. وكانت الأنباء المذهلة قد انتشرت قبل ساعتين بأن ميسي لن يبقى في «كامب نو»، كما أن الطريقة التي تحرك بها مسؤولو باريس سان جيرمان تعكس مدى رغبة النادي في الحصول على خدمات «البرغوث الأرجنتيني».
عادة ما تبدأ مفاوضات ضم لاعبين جدد عن طريق وسطاء أو وكلاء، وغالبا ما كانت الأندية التي تأمل في إغراء ميسي من برشلونة تسلك هذا الطريق. لكن باريس سان جيرمان تعامل مع الأمر بشكل مختلف تماما وانقض على الفور للتعاقد مع اللاعب. لقد اتصل المدير الرياضي لباريس سان جيرمان، ليوناردو، مباشرة بوالد ميسي، خورخي، ومحامي اللاعب، وانضم رئيس النادي الفرنسي، ناصر الخليفي، إلى المحادثات في وقت لاحق من تلك الليلة. من النادر أن يتدخل الخليفي في مثل هذه الأمور، لكنه فعل ذلك أيضا في صفقة نيمار من برشلونة قبل أربع سنوات، كما أن وجوده هنا يعكس حجم هذه الخطوة بالنسبة لباريس سان جيرمان.
في صباح هذا اليوم «الخميس قبل الماضي»، كان مثل هذا التحول في الأحداث يبدو مستحيلاً، حيث كان ميسي ووالده قد عادا إلى برشلونة من إيبيزا لكي يوقع اللاعب على عقد مدته خمس سنوات للبقاء في «كامب نو». وتم التخطيط للإعلان عن ذلك في تمام الساعة الثامنة مساءً، وكانت كل التفاصيل واضحة تماما: سوف يحصل ميسي على راتب عامين على مدى خمس سنوات لمساعدة النادي المتعثر ماليًا. لقد أصيب ميسي بالذهول عندما قال رئيس برشلونة، خوان لابورتا، إن قواعد الدوري الإسباني بشأن سقف الرواتب تعني أن النادي لن يتمكن من تسجيله في قائمة الفريق. لكن والده شدد على ضرورة إيجاد حل بسرعة، وقد أعجب ميسي ووالده بأن اثنين من أهم الشخصيات في باريس سان جيرمان جاءا إليهما مباشرة. كما تحدث ميسي مع المدير الفني للنادي الفرنسي، ماوريسيو بوكيتينو.
واستمرت المحادثات التي شارك فيها الخليفي وليوناردو وخورخي ميسي ومحامي اللاعب حتى وقت متأخر من ليلة هذا الخميس واستمرت طوال يوم الجمعة. وكان ميسي ومعسكره متحمسين للمشروع المقدم لهم، وقبلوا بأن يكون أجر اللاعب السنوي الصافي نحو 35 مليون يورو (29.6 مليون جنيه إسترليني)، بما في ذلك المكافآت، بموجب عقد لمدة عامين مع خيار التمديد لموسم آخر.
واستغرقت المفاوضات حول قضايا مثل الضرائب والجهات الراعية كثيرا من الوقت. وتمت مناقشة ما إذا كان النادي ينتهك بذلك قواعد اللعب المالي النظيف أم لا، لكن باريس سان جيرمان كان واثقا تماما من أنه لا يرتكب خطأ في هذا الصدد. وتتضمن صفقة ميسي، كما هو الحال في صفقة نيمار، بندا يضمن حصول اللاعب على مكافأة خاصة إذا فاز باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا.
وفي يوم السبت التالي تم التوصل إلى اتفاق شفهي، وأعد باريس سان جيرمان عقدًا رسميًا مع فريقه القانوني، وتم إرساله إلى ميسي في الساعة العاشرة صباحًا يوم الأحد، قبل وقت قصير من مؤتمره الصحفي الذي ودع فيه برشلونة بالدموع.
وعلى الرغم من أن ميسي قد نفى خلال ذلك المؤتمر الصحفي أن يكون هناك اتفاق مع باريس سان جيرمان، فإنه كان قد اتفق على كل شيء بالكامل. وأراد محامو ميسي يومين للتحقق من كل التفاصيل، ولم تكن الشائعات التي انتشرت آنذاك بأن اللاعب سيسافر إلى باريس صحيحة في تلك المرحلة. وبحلول مساء الاثنين، كان كل شيء على ما يرام وتم تأكيد الاتفاق النهائي في حوالي الساعة العاشرة صباحًا يوم الثلاثاء. وبعد فترة وجيزة، تحرك ميسي وعائلته إلى مطار برشلونة.
وبدأت الاحتفالات بانضمام ميسي في غرفة ملابس باريس سان جيرمان يوم الجمعة، ويعود السبب في ذلك إلى أن نيمار كان قد أبلغ الفريق بكل ثقة بأن زميله السابق في برشلونة سيأتي. وابتداء من ليلة الخميس، كان نيمار يتصرف تقريبًا وكأنه عضو في مجلس إدارة باريس سان جيرمان، حيث اتصل بميسي وبعث له برسائل وكان يحثه على الإقدام على هذه الخطوة. لقد كان ميسي سعيدا بكل تأكيد بفكرة اللعب مرة أخرى مع صديقه العزيز، لكن لم يكن هناك أدنى شك في أن برشلونة كان دائما خياره الأول. وفي الأسبوع الأخير من أبريل (نيسان) الماضي، رفض ميسي، من خلال والده، عرضًا من باريس سان جيرمان، مصممًا على البقاء في النادي الوحيد الذي يعرفه حقًا.
وفي الشهر السابق، حاول مانشستر سيتي إغراء اللاعب عن طريق المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا والمديرين التنفيذيين للنادي الذين سبق لهم العمل أيضا في برشلونة. وكان رد ميسي دائما هو أنه سيستمر في «كامب نو».
لكن هذه المرة لم يتحرك مانشستر سيتي لضم ميسي، نظرا لأن غوارديولا يشعر بالسعادة لتعاقد النادي مع صانع الألعاب الإنجليزي جاك غريليش، ويتطلع إلى التعاقد مع هاري كين من توتنهام كأولوية لتدعيم الخط الأمامي للفريق. وفي ظل تركيز تشيلسي على التعاقد مع روميلو لوكاكو من إنتر ميلان، فقد ابتعد أيضًا عن المحادثات مع ميسي. وبالتالي، تمكن باريس سان جيرمان من إبرام الصفقة الكبرى التي كانت تبدو مستحيلة قبل أقل من أسبوع واحد!


مقالات ذات صلة

باريس سان جيرمان يستعيد كيمبيمبي بعد غياب طويل

رياضة عالمية برسنيل كيمبيمبي (رويترز)

باريس سان جيرمان يستعيد كيمبيمبي بعد غياب طويل

استعاد فريق باريس سان جيرمان الفرنسي نجمه برسنيل كيمبيمبي بعد غياب طويل عن الملاعب بوجوده في القائمة التي تستعد لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية يستعد أرنو لإتمام صفقة الاستحواذ على نادي باريس في وقت لاحق هذا الشهر (رويترز)

عائلة أرنو: شراء نادي باريس استثمار طويل الأجل

قالت عائلة الملياردير برنار أرنو الأربعاء إنها تهدف إلى الارتقاء تدريجيا بنادي باريس اف.سي الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية ليصبح ضمن نخبة الكرة الفرنسية.

«الشرق الأوسط» (باريس)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».