هل الأفضل الحصول على لقاح «فايزر» أو «موديرنا» لمواجهة متغير «دلتا» الجديد؟ سؤال يتردد في أميركا، حيث يتوفر كلا اللقاحين المعتمدين على تقنية مرسال الحمض النووي الريبوزي أو ما يطلق عليه «الرنا مرسال».
ويُثار نفس السؤال بصيغة مختلفة في بلدان أخرى اعتماداً على أنواع اللقاحات المتوفرة، وهو ما يسبب ارتباكاً في حملات التلقيح، وقد يكون أحد أسباب إحجام البعض عن التلقيح لعدم توفر اللقاح الذي يعتقدون أنه يجمع كل الخصائص الإيجابية التي يسعون إليها.
المفارقة أن هناك بعض الدراسات التي تغذي هذا التوجه غير المثمر، وهو ما دفع خبراء إلى التأكيد أن أهم شيء بالنسبة للقاحات هو الحماية من الأمراض الشديدة أو الموت، وهذا ما صُممت اللقاحات من أجله، وقالوا إنه انطلاقاً من هذا المعيار، فإن كل اللقاحات على درجة كبيرة من الأهمية.
ومن بين أحدث الدراسات التي صدرت مؤخراً وقدمت هذه الرسالة غير الإيجابية، تلك التي أجراها باحثو مستشفى «مايو كلينيك»، وقارن الباحثون خلالها بين فاعلية لقاحي «موديرنا» و« فايزر»، وتحفظ على نتيجتها باحث كبير في مركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي.
وذهبت هذه الدراسة التي لم تخضع نتائجها لمراجعة الأقران، وتم نشر تقرير عنها في 12 أغسطس (آب) بشبكة «سي إن بي سي»، إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل بلقاح «موديرنا» لديهم مخاطر أقل لحدوث عدوى «اختراق» ناجمة عن متغير «دلتا»، مقارنة بأولئك الذين تلقوا لقاح «فايزر».
وأكد الباحثون أن كلا اللقاحين لا يزال «يحمي بقوة» من الأمراض الشديدة، ولكن يبدو أن الاختلاف يكمن في درجة الحماية التي يقدمانها ضد العدوى، حيث كان خطر الإصابة أقل بنسبة 60 في المائة بين متلقي «موديرنا» منه بين متلقي «فايزر»، وفقاً لتحليل بيانات يوليو (تموز) من فلوريدا، حيث دفع متغير «دلتا» حالات «كوفيد – 19» إلى مستويات عالية جديدة.
ووجد باحثو «مايو كلينك» أيضاً أن لقاح «موديرنا» في ولاية مينيسوتا الشهر الماضي كان فعالاً بنسبة 76 في المائة في منع حدوث عدوى، بينما كان لقاح «فايزر» فعالاً بنسبة 42 في المائة فقط.
من جانبه، لم يعترض الدكتور أميش أدالجا، الباحث الأول في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، في بالتيمور بأميركا، على دقة النتائج، لكنه تحفظ على المقارنة، وقال إنه «عندما يتعلق الأمر باللقاحات، فإن أهم شيء بالنسبة لي هو أنها تحمي من الأمراض الشديدة والوفاة، وهذا ما صُممت اللقاحات من أجله، لا أن تكون مجال قوة سحرية توقف كل عدوى اختراق».
ورغم تحفظه، حاول أدالجا تفسير النتائج، مضيفاً: «دعونا نتذكر أن لقاح (موديرنا) هو جرعة أعلى من لقاح (فايزر)، وقد يكون هذا هو السبب في هذا التباين الذي تكشف عنه الدراسة».
واتفق أحمد سالمان، مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد «إدوارد جينر» بجامعة أكسفورد وعضو فريق تطوير لقاح «أكسفورد/أسترازينيكا»، مع هذا الطرح، وقال في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: «وفقاً للمعيار الذي أشار إليه أدالجا، فإن أغلب اللقاحات تعمل بشكل كبير، وإن تباينت نسب الفاعلية».
تباين فاعلية لقاحات «كورونا»... المعيار المُربك لحملات التلقيح
تباين فاعلية لقاحات «كورونا»... المعيار المُربك لحملات التلقيح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة