الجيش السوداني يسقط مسيرة إثيوبية اخترقت أجواءه

مصادر تحدثت عن عمليات تجسس في الفشقة

TT

الجيش السوداني يسقط مسيرة إثيوبية اخترقت أجواءه

قالت مصادر سودانية إن الجيش السودان أسقط طائرة تجسس إثيوبية بدون طيار «درون»، داخل أراضيه قرب الحدود بين البلدين عند منطقة الفشقة السودانية الخصيبة التي أعلن الجيش السوداني استعادتها والسيطرة عليها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد نحو ربع قرن من سيطرة ميليشيات وقوات إثيوبية عليها.
وقالت مصادر متطابقة إن الجيش السوداني استطاع السيطرة على المسيرة الإثيوبية التي اخترقت مجاله، وإسقاطها من دون إصابتها بأذى، فيما لم تدل السلطات في البلدين بأي تأكيدات رسمية بشأن الطائرة المسيرة حتى وقت متأخر من مساء أمس. وتداولت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي، تحمل مظلة «دعم القوات المسلحة السودانية»، صوراً لضباط وجنود سودانيين يتحلقون حول طائرة التجسس التي يزعمون أنها إثيوبية، وأنها اخترقت المجال الجوي السوداني بغرض التجسس على القوات السودانية المرتكزة في منطقة الفشقة التابعة لولاية القضارف في شرق السودان.
وفي ديسمبر 2020، أعلن الجيش السوداني استرداد معظم أراضي منطقة الفشقة الخصيبة من الميليشيات المدعومة بالقوات الاتحادية الإثيوبية، وأكمل سيطرته على المنطقة وأبعد «المستوطنين» والمزارعين الإثيوبيين منها إلى داخل حدود إثيوبيا.
ولم يقدم الجيش السوداني أي تفاصيل رسمية عن طبيعة العمليات التي يقوم بها في «الفشقة»، لكن رئيس مجلس السيادة والذي يشغل منصب القائد العام للجيش في ذات الوقت، عبد الفتاح البرهان، أعلن الأسبوع الماضي مقتل 84 جندياً أثناء عمليات استرداد الفشقة والدفاع عنها. واستولت الميليشيات الإثيوبية المدعومة من الجيش الاتحادي، على أراضي الفشقة السودانية منذ أكثر من ربع قرن، وأقامت عليها مشاريع زراعية ومستوطنات بشرية ومنشآت يعود ريعها لإثيوبيا بعد أن طردت المزارعين والرعاة السودانيين منها بقوة السلاح.
ودأب الجيش السوداني على تأكيد استمرار سيطرته على الفشقة، وأعلن عن تشييد منشآت وجسور في المنطقة المستعادة، وعلى عدم رغبته في التخلي عنها لأي سبب من الأسباب. وقال القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان الثلاثاء الماضي، في مخاطبة لجنوده بإقليم دارفور إن «القوات المسلحة ستظل صمام أمان البلاد، وعلى جاهزية تامة لحماية حدودها من كل معتدٍ». وتابع: «ستبقى القوات المسلحة في الفشقة للرد على أي عدوان يستهدف الأراضي السودانية».
ووفقاً لاتفاقية الحدود الدولية بين السودان وإثيوبيا لعام 1902، فإن الفشقة تقع داخل الحدود السودانية، وتوجد علامات الترسيم بشكل واضح. وبعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك التي اتهم بتدبيرها نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، اجتاحت الميليشيات المدعومة من أديس أبابا أراضي الفشقة وسيطرت عليها، وأخفت بعض العلامات الحدودية.
وتم تكوين لجنة مشتركة للحدود بين البلدين، اعترفت خلالها إثيوبيا بتبعية أراضي الفشقة للسودان، بيد أنها «ماطلت» في تقريب العلامات الحدودية وتجديد القديمة منها، إلى أن أعلنت في وقت لاحق عدم اعترافها بحدود 1902 وزعمت أن الفشقة تابعة لها، وهو ما يرفضه السودان وتدعمه المواثيق الدولية والعلامات الحدودية التي لم تفلح إثيوبيا في إزالتها أو إخفائها.



الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.