أسعار المحروقات تعيد اللبنانيين إلى الشارع وتحذيرات من تفلت أمنيhttps://aawsat.com/home/article/3129056/%D8%A3%D8%B3%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%B1%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D8%B9-%D9%88%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%AA%D9%81%D9%84%D8%AA-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A
أسعار المحروقات تعيد اللبنانيين إلى الشارع وتحذيرات من تفلت أمني
المحطات تقفل بانتظار التسعيرة الجديدة
محتجون على رفع الدعم عن المحروقات قطعوا الطريق في منطقة الأوزاعي قرب الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (إ.ب.أ)
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
أسعار المحروقات تعيد اللبنانيين إلى الشارع وتحذيرات من تفلت أمني
محتجون على رفع الدعم عن المحروقات قطعوا الطريق في منطقة الأوزاعي قرب الضاحية الجنوبية لبيروت أمس (إ.ب.أ)
أعاد قرار المصرف المركزي في لبنان رفع الدعم عن المحروقات، اللبنانيين، إلى الشارع، وشهدت مختلف المناطق اللبنانية، أمس، تحركات احتجاجية وسط تحذيرات من تفلت أمني، فيما اصطفت مئات السيارات أمام محطات الوقود أملاً بتعبئة خزاناتها بالبنزين قبل ارتفاع أسعار المحروقات، والمتوقع أن يتجاوز خمسة أضعاف سعره الحالي. وقطع محتجون الطرقات في عدد من شوارع العاصمة بيروت، فيما عمدت مجموعة من الشبان إلى رشق موكب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، بالبيض، لدى مغادرته قصر بعبدا، بعد لقائه رئيس الجمهورية، وقطع محتجون أوتوستراد الناعمة (جنوب بيروت) احتجاجاً على قرار رفع الدعم. وشهدت المناطق الجنوبية احتجاجات واسعة، ففي مدينة صيدا قطع عدد من المحتجين بعض الشوارع الأساسية بحاويات النفايات احتجاجاً على قرار رفع الدعم. كما قام عدد من المواطنين بقطع الطرقات في مدينة النبطية عبر ركن سياراتهم وسط الطريق احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية المتردية. وأكد المحتجون في الجنوب أن الصمت في هذه الظروف لم يعد مجدياً. وشمالاً، قطع الأهالي في منطقة الكورة الطريق احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية وفقدان المواد الأساسية، لا سيما المازوت، ورفضاً لقرار رفع الدعم. وشهدت مناطق عدة في جبل لبنان تحركات احتجاجية وقطع المواطنون طريق عاليه الدولية. وكانت محطات الوقود عمدت منذ أول من أمس إلى إقفال أبوابها، فيما شهدت المحطات التي لم تقفل إقبالاً غير مسبوق، حيث امتدت طوابير السيارات مئات الأمتار، وربط أصحاب المحطات عودة العمل بصدور التسعيرة الرسمية. وأشار عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، إلى أن قرار مصرف لبنان فاجأ الجميع، مشدداً على أن النقابة تحت سقف القانون، وتنتظر القرار الذي سيصدر عن وزارة الطاقة لمعرفة ما يجب فعله. ولفت البراكس إلى أن النفط الموجود في الوقت الراهن في مستودعات المنشآت والمحطات تم شراؤه وفق تسعيرة 3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد، وأن الآلية التي اعتمدت حين تم الانتقال من تسعيرة الـ1500 إلى 3900 ليرة كانت أن وزارة الطاقة والمديرية العامة للنفط أغلقتا منشآت النفط وشركات التوزيع وأخذتا المخزون لديها واحتسبتا الفروقات لصالح مصرف لبنان، في حين بقيت المحطات تبيع المخزون الذي كان موجوداً لديها. ورفض الاتحاد العمالي العام قرار رفع الدعم عن المحروقات، ووصفه بـ«العشوائي»، مشيراً إلى أن هذا القرار سيؤدي حكماً إلى تباطؤ في الحركة الاقتصادية والتجارية. ولفت رئيس الاتحاد بشارة الأسمر، إلى الأعباء التي سيتكبدها المواطن من جراء هذا القرار، مشيراً إلى أنه مع رفع الدعم عن المحروقات سيصبح العاملون في القطاعين العام والخاص غير قادرين على الوصول إلى عملهم، كما أن العسكريين لن يتمكنوا من الالتحاق بمراكزهم. واعتبر الأسمر أن القرارات العشوائية التي تتخذها السلطة ستؤدي إلى فلتان أمني.
الاقتصاد اليمني في مواجهة انهيارات كارثية وشيكةhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5084337-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%A7%D9%86%D9%87%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D9%83%D8%A9
طفل يمني يعاني من سوء التغذية وتتوقع وكالة أممية تفاقم الوضع الإنساني خلال الأشهر المقبلة (الأمم المتحدة)
يتضاعف خطر انعدام الأمن الغذائي في اليمن بعد تفاقم الأزمة الاقتصادية، وانهيار سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، بفعل الحرب الحوثية على الموارد الرئيسية للبلاد، وتوسيع دائرة الصراع إلى خارج الحدود، في حين تتزايد الدعوات إلى اللجوء للتنمية المستدامة، والبحث عن حلول من الداخل.
وبينما تتوالي التحذيرات من تعاظم احتياجات السكان إلى المساعدات الإنسانية خلال الأشهر المقبلة، تواجه الحكومة اليمنية تحديات صعبة في إدارة الأمن الغذائي، وتوفير الخدمات للسكان في مناطق سيطرتها، خصوصاً بعد تراجع المساعدات الإغاثية الدولية والأممية خلال الأشهر الماضية، ما زاد من التعقيدات التي تعاني منها بفعل توقف عدد من الموارد التي كانت تعتمد عليها في سد الكثير من الفجوات الغذائية والخدمية.
ورجحت شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة حدوث ارتفاع في عدد المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في اليمن في ظل استمرار التدهور الاقتصادي في البلاد، حيث لا تزال العائلات تعاني من التأثيرات طويلة الأجل للصراع المطول، بما في ذلك الظروف الاقتصادية الكلية السيئة للغاية، بينما تستمر بيئة الأعمال في التآكل بسبب نقص العملة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية، وانخفاض قيمة العملة والتضخم في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة.
وبحسب توقعات الأمن الغذائي خلال الستة أشهر المقبلة، فإنه وبفعل الظروف الاقتصادية السيئة، وانخفاض فرص كسب الدخل المحدودة، ستواجه ملايين العائلات، فجوات مستمرة في استهلاك الغذاء وحالة انعدام الأمن الغذائي الحاد واسعة النطاق على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي) أو حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة) في مناطق نفوذ الحكومة الشرعية.
يشدد الأكاديمي محمد قحطان، أستاذ الاقتصاد في جامعة تعز، على ضرورة وجود إرادة سياسية حازمة لمواجهة أسباب الانهيار الاقتصادي وتهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، منوهاً إلى أن عائدات صادرات النفط والغاز كانت تغطي 70 في المائة من الإنفاق العام في الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهميتها في تشغيل مؤسسات الدولة.
ويضيف قحطان في حديث خص به «الشرق الأوسط» أن وقف هذه الصادرات يضع الحكومة في حالة عجز عن الوفاء بالتزاماتها، بالتضافر مع أسباب أخرى منها الفساد والتسيب الوظيفي في أهم المؤسسات الحكومية، وعدم وصول إيرادات مؤسسات الدولة إلى البنك المركزي، والمضاربة بالعملات الأجنبية وتسريبها إلى الخارج، واستيراد مشتقات الوقود بدلاً من تكرير النفط داخلياً.
أدوات الإصلاح
طبقاً لخبراء اقتصاديين، تنذر الإخفاقات في إدارة الموارد السيادية ورفد خزينة الدولة بها، والفشل في إدارة أسعار صرف العملات الأجنبية، بآثار كارثية على سعر العملة المحلية، والتوجه إلى تمويل النفقات الحكومية من مصادر تضخمية مثل الإصدار النقدي.
ويلفت الأكاديمي قحطان إلى أن استيراد مشتقات الوقود من الخارج لتغطية حاجة السوق اليمنية من دون مادة الأسفلت يكلف الدولة أكثر من 3.5 مليار دولار في السنة، بينما في حالة تكرير النفط المنتج محلياً سيتم توفير هذا المبلغ لدعم ميزان المدفوعات، وتوفير احتياجات البلاد من الأسفلت لتعبيد الطرقات عوض استيرادها، وأيضاً تحصيل إيرادات مقابل بيع الوقود داخلياً.
وسيتبع ذلك إمكانية إدارة البنك المركزي لتلك المبالغ لدعم العرض النقدي من العملات الأجنبية، ومواجهة الطلب بأريحية تامة دون ضغوط للطلب عليها، ولن يكون بحاجة إلى بيع دولارات لتغطية الرواتب، كما يحدث حالياً، وسيتمكن من سحب فائض السيولة النقدية، ما سيعيد للاقتصاد توازنه، وتتعافى العملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، وهو ما سيسهم في استعادة جزء من القدرة الشرائية المفقودة للسكان.
ودعا الحكومة إلى خفض نفقاتها الداخلية والخارجية ومواجهة الفساد في الأوعية الإيرادية لإحداث تحول سريع من حالة الركود التضخمي إلى حالة الانتعاش الاقتصادي، ومواجهة البيئة الطاردة للاستثمارات ورجال الأعمال اليمنيين، مع الأهمية القصوى لعودة كل منتسبي الدولة للاستقرار داخل البلاد، وأداء مهاهم من مواقعهم.
ويؤكد مصدر حكومي يمني لـ«الشرق الأوسط» أن الحكومة باتت تدرك الأخطاء التي تراكمت خلال السنوات الماضية، مثل تسرب الكثير من أموال المساعدات الدولية والودائع السعودية في البنك المركزي إلى قنوات لإنتاج حلول مؤقتة، بدلاً من استثمارها في مشاريع للتنمية المستدامة، إلا أن معالجة تلك الأخطاء لم تعد سهلة حالياً.
الحل بالتنمية المستدامة
وفقاً للمصدر الذي فضل التحفظ على بياناته، لعدم امتلاكه صلاحية الحديث لوسائل الإعلام، فإن النقاشات الحكومية الحالية تبحث في كيفية الحصول على مساعدات خارجية جديدة لتحقيق تنمية مستدامة، بالشراكة وتحت إشراف الجهات الممولة، لضمان نجاح تلك المشروعات.
إلا أنه اعترف بصعوبة حدوث ذلك، وهو ما يدفع الحكومة إلى المطالبة بإلحاح للضغط من أجل تمكينها من الموارد الرئيسية، ومنها تصدير النفط.
واعترف المصدر أيضاً بصعوبة موافقة المجتمع الدولي على الضغط على الجماعة الحوثية لوقف حصارها المفروض على تصدير النفط، نظراً لتعنتها وشروطها صعبة التنفيذ من جهة، وإمكانية تصعيدها العسكري لفرض تلك الشروط في وقت يتوقع فيه حدوث تقدم في مشاورات السلام، من جهة ثانية.
وقدمت الحكومة اليمنية، أواخر الشهر الماضي، رؤية شاملة إلى البنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات القائمة لتتوافق مع الاحتياجات الراهنة، مطالبةً في الوقت ذاته بزيادة المخصصات المالية المخصصة للبلاد في الدورة الجديدة.
وكان البنك الدولي توقع في تقرير له هذا الشهر، انكماش إجمالي الناتج المحلي بنسبة واحد في المائة هذا العام، بعد انخفاضه بنسبة 2 في المائة العام الماضي، بما يؤدي إلى المزيد من التدهور في نصيب الفرد من إجمالي الناتج الحقيقي.
ويعاني أكثر من 60 في المائة من السكان من ضعف قدرتهم على الحصول على الغذاء الكافي، وفقاً للبنك الدولي، بسبب استمرار الحصار الذي فرضته الجماعة الحوثية على صادرات النفط، ما أدى إلى انخفاض الإيرادات المالية للحكومة بنسبة 42 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي، وترتب على ذلك عجزها عن تقديم الخدمات الأساسية للسكان.
وأبدى البنك قلقه من مآلات قاتمة لتداعيات الصراع الذي افتعلته الجماعة الحوثية في المياه المحيطة باليمن على الاقتصاد، وتفاقم الأزمات الاجتماعية والإنسانية.