تقارير عن احتجاز وتعذيب مئات السوريين في سجون طرابلس

مهاجرون غير نظاميين بعد إنقاذهم من الغرق أمس (البحرية الليبية)
مهاجرون غير نظاميين بعد إنقاذهم من الغرق أمس (البحرية الليبية)
TT

تقارير عن احتجاز وتعذيب مئات السوريين في سجون طرابلس

مهاجرون غير نظاميين بعد إنقاذهم من الغرق أمس (البحرية الليبية)
مهاجرون غير نظاميين بعد إنقاذهم من الغرق أمس (البحرية الليبية)

وسط تكتم رسمي من السلطات المختصة في ليبيا، قال «المرصد الأورومتوسطي» ومنظمة تطلق على نفسها «رصد الجرائم الليبية»، إن مئات المهاجرين السوريين محتجزون في سجون العاصمة طرابلس، في وقت طالبت فيه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا بكشف حقيقة «مجموعة من السجون»، قالت وزيرة العدل بالحكومة، حليمة عبد الرحمن، إنها تمكنت من إغلاق بعضها.
وقال «المرصد الأورومتوسطي»، أمس، وهو منظمة مستقلة غير ربحية ومقرها جنيف، إن «قوات خفر السواحل الليبي اعتقلت خلال الأشهر الأربعة الماضية نحو 800 شاب سوري أثناء محاولتهم الهجرة إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، انطلاقاً من الشواطئ الليبية، واقتادتهم إلى أربعة مراكز احتجاز بالعاصمة، هي سجن الزاوية، وأبو سليم، وعين زاره، وغوط الشعال.
وأضاف المرصد أنه تلقى إفادات من أقارب هؤلاء السوريين المحتجزين، تُشير إلى أنهم «يعيشون ظروفاً إنسانية غاية في السوء، ويتعرضون لانتهاكات مركبة تمس سلامتهم وكرامتهم، إذ تبدأ حلقة المعاناة لحظة اعتراض خفر السواحل الليبي مراكبهم في عرض البحر، واحتجازهم وضربهم وإهانتهم، حتى إيداعهم مراكز الاحتجاز التي تفتقر لأدنى المتطلبات الإنسانية».
وسعت «الشرق الأوسط» للاتصال بجهاز الهجرة غير الشرعية بطرابلس، لكن دون رد. غير أن المرصد ذهب إلى أنه اطلع على إفادات وصور نشرها محتجزون سابقون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تفيد بـ«تعرضهم لمعاملة مهينة، تشمل الضرب بأنابيب بلاستيكية، وعدم توفير طعام مناسب، سواء من حيث الكمية أو الجودة. إضافة إلى تقديم مياه غير صالحة للشرب ولمرتين يومياً فقط». وتابع المرصد موضحاً: «يضطر المحتجزون لدفع مبالغ مالية تصل إلى أكثر من ألف دولار أميركي لقاء إخلاء سبيلهم، عبر ما يعرف بسماسرة يتلقون تلك الأموال باتفاق يبرم بينهم وبين مديري السجون، ومراكز الاحتجاز».
كما نقل المرصد عن مصادر محلية من مدينة درعا السورية أن المحتجز عزوز بركات الصفدي (40 عاماً)، من مدينة نوى بريف درعا، فارق الحياة بسبب مضاعفات صحية في سجن الزاوية بتاريخ 7 أغسطس (آب) الحالي، بعد إهمال إدارة السجن لطلباته المتكررة بالكشف الطبي، كونه يعاني من مشاكل في الغدة الدرقية، ولم تُسلم السلطات الليبية حتى اليوم جثته لعائلته، أو تحقق في أسباب الوفاة.
في السياق ذاته، قال «مرصد الجرائم الليبي»، إنه تلقى عشرات الاستغاثات من قبل شهود، وعائلات مهاجرين سوريين محتجزين في مركز احتجاز غوط الشعال. وقال إن عدد المحتجزين يفوق المائتين، وإنهم يعاملون «معاملة غير إنسانية ويتعرضون للتعذيب».
من جانبها، دعت «اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا وزيرة العدل بحكومة «الوحدة الوطنية»، حليمة عبد الرحمن، بالكشف عن «السجون الخارجة عن القانون، وأعدادها» التي سبق للوزيرة القول إنه تم إغلاقها مؤخراً، مطالبة بإطلاع الرأي العام على مصير السجناء الذين «أطلق سراحهم»، والإجراءات القانونية التي اتخذتها الوزارة حيال من كانوا يديرون هذه السجون.



السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
TT

السعودية ومصر لوضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى» بين البلدين

ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)
ولي العهد السعودي والرئيس المصري خلال لقاء سابق بينهما (واس)

تعكف الرياض والقاهرة على وضع هيكل «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري»، وفق ما أعلنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي. وهو ما عدَّه خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بمثابة «خطوة على طريق تعميق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية».

وقال عبد العاطي، في تصريحات متلفزة، مساء الخميس: «نعمل حالياً على وضع الهيكل التنسيقي للمجلس المصري - السعودي»، مؤكداً على «العلاقة الاستراتيجية الوطيدة، والتنسيق المستمر بين البلدين».

وكان الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قد شهدا في ختام مباحثاتهما بالقاهرة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، التوقيع على تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي» برئاسة الرئيس السيسي، وولى العهد السعودي.

ومنتصف الشهر الماضي، وافقت الحكومة المصرية على قرار تشكيل «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي». وأوضحت الحكومة في إفادة لها، أن «المجلس يهدف إلى تكثيف التواصل وتعزيز التعاون بين مصر والمملكة العربية السعودية في مختلف المجالات التي تهم الجانبين».

وعدَّ الإعلامي السعودي، خالد المجرشي، «مجلس التنسيق الأعلى السعودي - المصري» بمثابة «خطوة تؤكد إمكانية توسيع تكامل العلاقات بين الرياض والقاهرة، في إطار سلسلة من الخطوات التي بدأت قبل نحو عقد من الزمان».

وقال إن «المجلس يأتي في إطار بناء الآلية المستقبلية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مع توجيهات رسمية من قادة البلدين لتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري». واستشهد المجرشي بما سبق أن قاله وزير التجارة السعودي، ماجد القصبي، عن تكليفه بتشجيع الاستثمار في مصر.

ونهاية عام 2018، قال القصبي، خلال الجلسة الافتتاحية لاجتماعات «مجلس الأعمال المصري - السعودي»، إنه «تلقى تكليفاً واضحاً من ولي العهد السعودي بأن يعد نفسه وزيراً بالحكومة المصرية سعياً لتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، إن «وجود مجلس أعلى للتنسيق بين القاهرة والرياض من شأنه تذليل أي عقبات أمام التعاون الثنائي لا سيما أنه برئاسة الرئيس السيسي وولي العهد»، موضحاً أن «المجلس خطوة لتعميق العلاقات بين السعودية ومصر في مختلف المجالات».

بدر عبد العاطي خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان بالقاهرة في سبتمبر الماضي (الخارجية المصرية)

وأوضح عضو مجلس الشيوخ المصري (الغرفة الثانية بالبرلمان)، الدكتور عبد المنعم سعيد، أن «السعودية ومصر هما قبة الميزان في المنطقة، وتعزيز التعاون بينهما ضروري لمواجهة التحديات الإقليمية»، وَعَدَّ سعيد «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «نقطة بداية لمواجهة التحديات، وتحقيق الاستقرار الإقليمي».

وأضاف: «لا تستطيع دولة عربية واحدة مواجهة عدم الاستقرار الإقليمي»، مشيراً إلى أن «تعميق العلاقات السعودية - المصرية من خلال (مجلس التنسيق الأعلى) من شأنه حماية القاهرة والرياض من الأخطار، وأيضاً التنسيق لمواجهة ما يحيط بالمنطقة من تحديات».

وكان وزير الخارجية المصري أكد خلال مؤتمر صحافي مع نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في القاهرة، سبتمبر (أيلول) الماضي، أن «مجلس التنسيق الأعلى المصري - السعودي»، «سيكون مظلة شاملة لمزيد من تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، والدفع لآفاق التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والتنموية والاستثمارية، بما يحقق مصالح الشعبين».

ووفق بيان الحكومة المصرية، الشهر الماضي، «يتألف المجلس من عدد من الوزراء والمسؤولين من البلدين في المجالات ذات الصلة»، كما «يعقد اجتماعات دورية بالتناوب في البلدين، ويحق له عقد اجتماعات استثنائية كلما دعت الحاجة إلى ذلك». والمجلس «سيحل محل الاتفاق الخاص بإنشاء اللجنة العليا المصرية - السعودية المشتركة».