الاحترار يجعل عواقب ثوران البراكين أكثر حدة

بركان جبل ميرابي الأكثر نشاطاً في إندونيسيا (أ.ف.ب)
بركان جبل ميرابي الأكثر نشاطاً في إندونيسيا (أ.ف.ب)
TT
20

الاحترار يجعل عواقب ثوران البراكين أكثر حدة

بركان جبل ميرابي الأكثر نشاطاً في إندونيسيا (أ.ف.ب)
بركان جبل ميرابي الأكثر نشاطاً في إندونيسيا (أ.ف.ب)

حذر باحثون بريطانيون، اليوم (الخميس)، من أن الاحترار المناخي سيزيد عواقب ثوران البراكين على نطاق واسع، ما يفاقم حدة الانخفاض الموقت في درجات الحرارة الذي يعقب هذا النوع من الأحداث، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال باحثون من جامعة كامبريدج ووكالة الأرصاد الجوية البريطانية «ميت أوفيس»، في بيان، إن حوادث «ثوران البراكين على نطاق واسع ستكون لها تأثيرات أكبر مع استمرار احترار المناخ».
https://www.youtube.com/watch?v=evo-CmGUaGg
وبينت الدراسة التي ستنشرها دورية «نيتشر كومونيكيشنز» أن أعمدة الرماد والغاز المنبعثة من حوادث ثوران البراكين الكبيرة سترتفع إلى مستويات أعلى في الغلاف الجوي، وستنتشر المواد البركانية المرتبطة بهذه الحوادث بسرعة أكبر على الأرض.
وسيمنع التأثير المشترك لهاتين الظاهرتين ضوء الشمس من الوصول إلى سطح الأرض، ما «سيؤدي إلى تضخيم تأثيرات التبريد الموقت» الذي يحدث بعد ثوران البركان، بزيادة تقترب من 15 في المائة.
على سبيل المثال، انعكست تبعات ثوران بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991 وعمود الدخان المنبعث منه، وهو ثاني أكبر ثوران بركاني في القرن العشرين على الكوكب برمته، إذ تسبب في انخفاض درجات الحرارة العالمية بمقدار 0.5 درجة مئوية عام 1992.

من ناحية أخرى، على صعيد حوادث الثوران الصغيرة التي تحدث سنوياً، من شأن الاحترار المناخي القوي أن يقلل بنسبة 75 في المائة من آثار التبريد الموقت.
وقال الباحثون إن ذوبان القمم الجليدية «سيزيد من وتيرة حوادث ثوران البراكين وحجمها في أماكن مثل آيسلندا».

وحذرت الباحثة أنيا شميت، المشاركة في إعداد الدراسة، من أن «تغير المناخ ليس ظاهرة مستقبلية، هو وضع نلمسه منذ الآن كما أظهر بوضوح تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هذا الأسبوع».
وأشار التقرير الصادر الاثنين، عن خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة، إلى أن احترار المناخ يحصل بسرعة أكبر من المتوقع، وليس أمام البشر المسؤولين «بلا شك» عن هذا الوضع، أي خيار سوى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بشكل كبير إذا كانوا يريدون الحد من الضرر.
كما اعتبر التقرير أن حدوث ثوران بركاني كبير واحد على الأقل في القرن الحادي والعشرين أمر «وارد»، قائلاً إنه «سيخفض درجات الحرارة لمدة سنة إلى ثلاث سنوات، خصوصاً على الأرض، وسيغير في المتساقطات القصوى».


مقالات ذات صلة

وزير الطاقة الأميركي: الاحتباس الحراري من الآثار الجانبية للاقتصاد الحديث

الولايات المتحدة​ وزير الطاقة الأميركي كريس رايت متحدثا خلال افتتاح مؤتمر سيرا ويك (رويترز)

وزير الطاقة الأميركي: الاحتباس الحراري من الآثار الجانبية للاقتصاد الحديث

قال وزير الطاقة الأميركي كريس رايت إن الاحتباس الحراري هو أحد الآثار الجانبية لبناء العالم الحديث، وتعهد بإنهاء سياسات المناخ التي انتهجها الرئيس السابق جو…

«الشرق الأوسط» (هيوستن)
صحتك يمكن أن تكون لموجات الحر عواقب صحية مدمرة (رويترز)

دراسة: الطقس شديد الحرارة قد يؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية

قد يؤثر المناخ الذي تعيش فيه على سرعة تقدمك في السن على المستوى الخلوي، أو ما يعرف بـ«الشيخوخة البيولوجية»، وفقاً لدراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
بيئة صورة أرشيفية لعظام (رويترز)

أسلاف البشر كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1.5 مليون سنة

توصلت دراسة نُشرت الأربعاء في مجلة «نيتشر» إلى أنّ أشباه البشر، وهم الممثلون الأوائل للسلالة البشرية، كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1.5 مليون سنة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة جبل جليدي يطفو في البحر بجزيرة غرينلاند (أ.ف.ب)

الجليد البحري العالمي وصل إلى «أدنى مستوى على الإطلاق» في فبراير

كشف العلماء عن أن الجليد البحري العالمي انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في فبراير (شباط)، وهو أحد أعراض تلوث الغلاف الجوي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
بيئة لقطة جوية للجبل الجليدي الضخم المعروف باسم «إيه 23 إيه - (A23a)» (أ.ف.ب)

يزن ألف مليار طن... الجبل الجليدي الأكبر بالعالم تجنّب الاصطدام بجزيرة غنية بالحياة البرية

توقف الجبل الجليدي الأكبر في العالم على بعد أكثر من 70 كيلومتراً من جزيرة نائية في القارة القطبية الجنوبية، متجنباً الاصطدام بهذا الملاذ الحيوي للحياة البرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
TT
20

البلاستيك الدقيق يعوق التمثيل الضوئي للنباتات ويعرض 400 مليون شخص لخطر المجاعة

جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)
جزيئات بلاستيكية دقيقة (أ.ف.ب)

أكدت دراسة جديدة أن تلوث الكوكب بالبلاستيك الدقيق يقلل بشكل كبير من إمدادات الغذاء ويهدد الملايين بالمجاعة، من خلال إعاقة عملية التمثيل الضوئي للنباتات.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قام فريق الدراسة بفحص وتحليل 157 دراسة سابقة حول تأثير البلاستيك الدقيق على النباتات.

ووجدوا أن البلاستيك الدقيق يمكن أن يُلحق الضرر بالنباتات بطرق متعددة. حيث يمكن للجسيمات البلاستيكية الدقيقة أن تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الأوراق وتضر بالتربة التي تعتمد عليها النباتات. وعندما تمتصها النباتات، يمكن لهذه الجسيمات أن تسد قنوات المغذيات والمياه، وتحفز جزيئات غير مستقرة تضر بالخلايا وتطلق مواد كيميائية سامة، يمكن أن تقلل من مستوى صبغة الكلوروفيل الضوئية.

ولفتت الدراسة إلى أن ما بين 4 في المائة و14 في المائة من المحاصيل الأساسية في العالم من القمح والأرز والذرة تُفقد بسبب الجزيئات البلاستيكية المنتشرة.

وقال الباحثون إن الأمر قد يزداد سوءاً، مع تدفق مزيد من البلاستيك الدقيق إلى البيئة.

وتأثر نحو 700 مليون شخص بالجوع في عام 2022. وقدَّر الباحثون أن تلوث البلاستيك الدقيق يمكن أن يزيد من عدد المعرَّضين لخطر المجاعة بمقدار 400 مليون شخص آخر في العقدين المقبلين، واصفين ذلك بأنه «سيناريو مثير للقلق» للأمن الغذائي العالمي.

وقال الباحثون إن الخسائر السنوية للمحاصيل، والناجمة عن المواد البلاستيكية الدقيقة، قد تكون مماثلة لتلك التي تسببت فيها أزمة المناخ في العقود الأخيرة.

حقائق

700 مليون شخص

تأثروا بالجوع في عام 2022

ويواجه العالم بالفعل تحدياً لإنتاج ما يكفي من الغذاء بشكل مستدام، حيث من المتوقع أن يرتفع عدد سكان العالم إلى 10 مليارات بحلول عام 2058.

وقال فريق الدراسة الجديدة التابع لجامعة نانجينغ في الصين: «لقد سعت البشرية إلى زيادة إنتاج الغذاء لإطعام عدد متزايد من السكان، لكنّ هذه الجهود الجارية أصبحت الآن معرَّضة للخطر بسبب التلوث البلاستيكي».

وأضاف: «تؤكد النتائج الحاجة الملحّة إلى خفض التلوث لحماية الإمدادات الغذائية العالمية في مواجهة أزمة الجزيئات البلاستيكية الدقيقة المتنامية».

ووصف عدد من الخبراء الدراسة الجديدة بأنها «مفيدة» و«جاءت في الوقت المناسب»، لكنهم حذَّروا من أن هذه المحاولة الأولى لقياس تأثير البلاستيك الدقيق على إنتاج الغذاء ستحتاج إلى تأكيد من خلال جمع مزيد من البيانات.