أوروبا تتأهب لعودة أكبر مؤتمر تكنولوجي «وجهاً لوجه»

تتأهب العاصمة البرتغالية لاستقبال فعاليات أكبر مؤتمر للتكنولوجيا في أوروبا بشكل طبيعي في نوفمبر المقبل (رويترز)
تتأهب العاصمة البرتغالية لاستقبال فعاليات أكبر مؤتمر للتكنولوجيا في أوروبا بشكل طبيعي في نوفمبر المقبل (رويترز)
TT

أوروبا تتأهب لعودة أكبر مؤتمر تكنولوجي «وجهاً لوجه»

تتأهب العاصمة البرتغالية لاستقبال فعاليات أكبر مؤتمر للتكنولوجيا في أوروبا بشكل طبيعي في نوفمبر المقبل (رويترز)
تتأهب العاصمة البرتغالية لاستقبال فعاليات أكبر مؤتمر للتكنولوجيا في أوروبا بشكل طبيعي في نوفمبر المقبل (رويترز)

أكد منظمو «قمة الويب» لـ«رويترز» الأربعاء أن أكبر مؤتمر للتكنولوجيا في أوروبا سيعود ليكون فعالية تُعقد بشكل تقليدي بالعاصمة البرتغالية لشبونة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، وذلك بعد أن أقيم الحدث عبر الإنترنت العام الماضي بسبب وباء «كورونا».
كان بادي كوسغريف؛ الرئيس التنفيذي لـ«قمة الويب»، قد قال في نوفمبر الماضي إنه جرى حجز المكان، وهو «ألتيس أرينا» في لشبونة، لنسخة 2021، وتوقع عودة إجراء الفعالية بالشكل المعتاد. وقال المنظمون الأربعاء إنهم على اتصال مستمر بالسلطات الصحية لإقامة حدث آمن من «كوفيد19».
وقالت كاثرين فاريل، مديرة الاتصالات، لـ«رويترز» إنه لم يتقرر بعد ما إذا كانت الكمامات أو الاختبارات ستكون إلزامية، لكن المكان يجري ترتيبات لضمان إمكانية التباعد الاجتماعي.
وبحسب الخطط الحالية للحكومة البرتغالية، فمن المقرر رفع الاستخدام الإجباري للكمامات بالأماكن الخارجية في سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن سيظل مطلوباً في التجمعات الكبيرة وسيكون إلزامياً في الأماكن المغلقة.
وقالت فاريل إن وقائع المؤتمر ستُبث عبر الإنترنت كما كانت الحال قبل الوباء. وقال الرئيس التنفيذي كوسغريف في بيان: «لا يمكننا أن نكون أكثر حماساً للعودة للوضع المعتاد. رؤية الناس يتواصلون بأمان بشكل طبيعي مرة أخرى وإعادة معايشة سحر التفاعلات وجهاً لوجه سيكون أمراً لا يصدق».
وقالت الشركة إن أكثر من ألف متحدث و1250 شركة ناشئة يصطفون لحضور القمة التي ستعقد في الفترة من 1 – 4 نوفمبر المقبل. وكان نحو 104 آلاف شخص قد حضروا الحدث الذي كان مقاماً عبر الإنترنت فقط العام الماضي. وقال المنظمون إنهم يتوقعون حضور أكثر من 40 ألف شخص المؤتمر هذا العام. وبيع ما يقل قليلاً فحسب عن 70 ألفاً و500 تذكرة لحدث 2019.
وتتمسك القارة الأوروبية بحظوظها في تجاوز أزمة «كورونا»، ويشهد الاقتصاد الأوروبي انتعاشاً في ظل نمو قوي وتراجع البطالة، لكن تهديد وباء «كوفيد19» لا يزال ماثلاً. وعلى وقع تقدم حملات التلقيح ضد الوباء ورفع القيود الصحية تدريجياً، عادت أوروبا لتسجيل نمو قوي في الفصل الثاني من السنة، بعد انكماش خلال الشتاء.
وأعلن «مكتب الإحصاءات الأوروبي (يوروستات)» نهاية الشهر الماضي أن إجمالي الناتج الداخلي ارتفع بنسبة اثنين في المائة عن الربع الأول من السنة، وهي نسبة لافتة تفوق كل التوقعات. وحققت الدول الـ19 التي تعتمد العملة الموحدة، نتائج أفضل من الولايات المتحدة (+1.6 في المائة) والصين (+1.3 في المائة).
وقال الخبير الاقتصادي في «مركز الأبحاث حول الاقتصاد والأعمال» كارل تومسون: «مع تراجع نسب الإصابات بـ(كوفيد19) وتقدم حملات التلقيح، أدت إعادة فتح اقتصاد منطقة اليورو إلى نمو أعلى من التوقعات»، بحسب شبكة «يورونيوز».
غير أن الاقتصاد الأوروبي يبقى أدنى بنسبة 3 في المائة من مستواه ما قبل الوباء. وتوقعت المفوضية الأوروبية في مطلع يوليو (تموز) الماضي أن يعود إجمالي الناتج الداخلي إلى مستواه ما قبل الأزمة الصحية في الفصل الأخير من 2021. أما دول الجنوب الأكثر تضرراً جراء انهيار القطاع السياحي نتيجة الوباء، فسيترتب عليها الانتظار حتى النصف الثاني من عام 2022.



«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)
شعار «أبل» على متجرها في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)
TT

«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)
شعار «أبل» على متجرها في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)

تقترب شركة «أبل» من تحقيق تقييم تاريخي غير مسبوق بقيمة 4 تريليونات دولار في سوق الأسهم، مدعومةً بالتفاعل الإيجابي من المستثمرين الذين رحبوا بالتقدم الكبير الذي حققته الشركة في تحسينات الذكاء الاصطناعي المنتظرة، والتي تهدف إلى تعزيز مبيعات «آيفون» التي شهدت تباطؤاً.

وقد تصدرت «أبل» المنافسة متفوقةً على «إنفيديا» و«مايكروسوفت» في السباق نحو هذا الإنجاز الضخم، بفضل ارتفاع أسهمها بنسبة 16 في المائة منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، مما أضاف نحو 500 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، وفق «رويترز».

وأوضح توم فورت، المحلل في مجموعة «ماكسيم»، أن الارتفاع الأخير في أسهم «أبل» يعكس الحماسة الكبيرة للمستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي، وتوقعاتهم بأن هذا التقدم سيؤدي إلى دورة فائقة من ترقيات «آيفون».

وبلغت القيمة السوقية لشركة «أبل» نحو 3.85 تريليون دولار عند الإغلاق الأخير، وهو ما يتجاوز القيمة المجمعة لأسواق الأسهم الرئيسية في ألمانيا وسويسرا. ومن الجدير بالذكر أن «أبل»، التي تعتمد بشكل كبير على ما تُسمى دورات «آيفون» الفائقة كاستراتيجية، كانت أول شركة أميركية تحقق هذا الإنجاز المذهل.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجِّهت إليها بسبب بطء تبنيها استراتيجية واضحة في مجال الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي كانت فيه شركات مثل «مايكروسوفت» و«ألفابت» و«أمازون» و«ميتا بلاتفورمز» قد بدأت بالفعل في الهيمنة على هذه التكنولوجيا الناشئة، نجحت «أبل» أخيراً في اللحاق بركب هذه الشركات. وفي ديسمبر (كانون الأول)، بدأت الشركة في دمج «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» في أجهزتها، بعد إعلانها في يونيو (حزيران) خططها لتضمين الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجموعة تطبيقاتها.

وتتوقع «أبل» ارتفاع الإيرادات الإجمالية خلال الربع المالي الأول، ولكنها تتوقع نمواً متواضعاً خلال موسم التسوق في العطلات، مما يثير تساؤلات حول الزخم المستقبلي لسلسلة «آيفون 16». ومع ذلك، تشير بيانات «إل إس إي جي» إلى أن المحللين يتوقعون انتعاشاً في الإيرادات من مبيعات «آيفون» في عام 2025.

وأوضح المحلل في «مورغان ستانلي»، إريك وودرينغ، في مذكرة له، أنه رغم أن الطلب على هواتف «آيفون» في الأمد القريب لا يزال ضعيفاً، فإن توسع ميزات «آبل إنتلجنس» وتوافرها الجغرافي سيسهمان في تحفيز الطلب على الهواتف، مشيراً إلى أن «أبل» ستكون «الاختيار الأول» للمستثمرين في السوق في عام 2025.

وقد دفع الارتفاع الأخير في أسهم «أبل» نسبة السعر إلى الأرباح إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات، حيث بلغت 33.5، مقارنةً بـ31.3 لشركة «مايكروسوفت» و31.7 لشركة «إنفيديا»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي السياق نفسه، قامت شركة «بيركشاير هاثاواي» التابعة لوارن بافيت، ببيع أسهم «أبل» هذا العام، في ظل المخاوف المتزايدة بشأن التقييمات المرتفعة.

ومع ذلك، يتوقع إريك كلارك، مدير المحفظة في صندوق «العلامات التجارية الديناميكية الرشيدة»، أن أسهم «أبل» قد تصبح أقل تكلفة في غضون ثلاث سنوات.

من جهة أخرى، تواجه «أبل» خطر فرض تعريفات جمركية انتقامية، إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وعده بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على الأقل على السلع القادمة من الصين. ومع ذلك، أشار وودرينغ إلى أن الشركة من المرجح أن تحصل على إعفاءات لمنتجات مثل «آيفون» و«ماك» و«آيباد»، على غرار التعريفات الجمركية التي فرضتها الصين في عام 2018.

وانخفضت أسهم «أبل» يوم الأربعاء الماضي وسط عمليات بيع في «وول ستريت»، بعد أن توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة أبطأ لخفض أسعار الفائدة في العام المقبل، إلا أن المستثمرين يتوقعون أن يدعم الاتجاه العام نحو التيسير النقدي أسواق الأسهم في عام 2025.

وقال سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في «سي إف آر إيه» للأبحاث، إن المستثمرين يرون في قطاع التكنولوجيا «القطاع الدفاعي الجديد» بسبب نمو أرباحه، مضيفاً أن تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون لها تأثير أكبر على بعض القطاعات الدورية الأخرى مثل السلع الاستهلاكية التقديرية والمالية، في حين سيكون لها تأثير أقل على قطاع التكنولوجيا.

ويعد اقتراب القيمة السوقية لشركة «أبل» من 4 تريليونات دولار دليلاً على هيمنتها المستمرة في قطاع التكنولوجيا، وهو إنجاز يعزز مكانتها بوصفها شركة رائدة في السوق ومبتكرة.