سنغافورة تترقب نمواً 7%

تتوقع سنغافورة نمواً يصل إلى 7% في 2021 بعد أسوأ ركود في تاريخها العام الماضي (أ.ف.ب)
تتوقع سنغافورة نمواً يصل إلى 7% في 2021 بعد أسوأ ركود في تاريخها العام الماضي (أ.ف.ب)
TT

سنغافورة تترقب نمواً 7%

تتوقع سنغافورة نمواً يصل إلى 7% في 2021 بعد أسوأ ركود في تاريخها العام الماضي (أ.ف.ب)
تتوقع سنغافورة نمواً يصل إلى 7% في 2021 بعد أسوأ ركود في تاريخها العام الماضي (أ.ف.ب)

عدلت وزارة التجارة والصناعة في سنغافورة الأربعاء من توقعاتها للنمو الاقتصادي خلال هذا العام من مستوى 4 إلى 6 في المائة، لتتراوح ما بين 6 و7 في المائة في أحدث التقديرات، مشيرة إلى أن ذلك النمو يرجع إلى الاقتصاد المحلي «الأقوى من المتوقع».
كما توقعت الوزارة أن تؤدي القطاعات الخارجية بصورة جيدة بعد نموها بنسبة 3.1 في المائة خلال الربع الثاني، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما وصفته وكالة إنتربرايز سنغافورة الحكومية بـ«الطلب العالمي القوي على أشباه الموصلات».
وقالت الوزارة إن إجمالي الناتج المحلي انكمش بنسبة أقل من المتوقع بلغت 1.8 في المائة خلال الربع الثاني، عقب أن قدرت التوقعات السابقة بانكماش بنسبة 2 في المائة على أساس ربعي.
ويرجع التعافي، مثل انتعاش الصادرات هذا العام، للطلب على الصادرات الإلكترونية والطبية. ويشار إلى أن سنغافورة أعادت فتح قطاعاتها بصورة كبيرة منذ أكثر من عام، على الرغم من أنها أعادت فرض قيود بصورة متقطعة بسبب تسجيل إصابات منخفضة ولكن متذبذبة بفيروس كورونا.
وفي منتصف الشهر الماضي، توقعت معظم البنوك والاقتصاديين انخفاضا طفيفا في النمو ربع السنوي خلال الفصل الثاني، بسبب إعادة الحكومة فرض بعض القيود لفترة قصيرة بعد ارتفاع طفيف في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في أبريل (نيسان) الماضي. وقالت الوزارة آنذاك إن الاقتصاد «كان مثقلاً بتشديد القيود»، معددة «حظر تناول الطعام داخل المطاعم والحد من القدرة التشغيلية للمعالم السياحية».
وظهر تأثير هذه الإجراءات في إعلان مطلع يوليو (تموز) عن انخفاض حاد في مبيعات التجزئة في شهر مايو (أيار) الماضي. ومنذ ذلك الحين تم رفع معظم القيود، مع سريان التخفيف.
وجدير بالذكر أن سنغافورة شهدت في عام 2020 أسوأ ركود اقتصادي في تاريخها بسبب وباء فيروس كورونا، وإن كان الركود أقل حدة مما كان متوقعا. وسجلت نسبة الركود 5.8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، بينما بلغت التوقعات الرسمية 6.5 في المائة في هذه الدولة التي تضررت فيها قطاعات التجارة والسياحة الحيوية بشدة.
وكانت سنغافورة قد سجلت أول ركود لها منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008 في الربع الثاني من عام 2020، عندما أغلقت الحكومة معظم أماكن العمل كجزء من التدابير المشددة التي فرضت لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
ولطالما كانت سنغافورة التي تتمتع بكونها أحد أكثر الاقتصادات انفتاحًا في العالم، تعتبر مؤشرا على وضع الاقتصاد العالمي، وقد دق التدهور الكبير في اقتصادها العام الماضي ناقوس الخطر... لكن الاقتصاد انتعش في النصف الثاني من عام 2020، وبدأت القطاعات الرئيسية مثل المصنوعات بالنهوض. وفي الربع الرابع من 2020، انكمش الاقتصاد بنسبة 3.8 في المائة على أساس سنوي، أي أقل مما كان متوقعا، وفقًا لبيانات النمو الأولية الصادرة عن وزارة التجارة.



«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» يُخفّض الفائدة مجدداً... وعودة ترمب ترفع الضغوط عليه

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» ينعكس على سيارة في واشنطن (رويترز)

خفّض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس؛ استجابةً للتباطؤ المستمر في ضغوط التضخم، التي أثارت استياء كثير من الأميركيين، وأسهمت في فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

وكعادته، يكتسب اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» أهمية؛ حيث يترقبه المستثمرون والأسواق لمعرفة مقدار الخفض الذي سيطال الفائدة لما تبقى هذا العام والعام المقبل، لكن أهميته هذه المرة كانت مضاعفة، كونها تأتي غداة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي أفضت إلى فوز الجمهوري دونالد ترمب، المعروف بانتقاداته للسياسة النقدية المتبعة عموماً، ولرئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خصوصاً.

ونقلت «سي أن أن» عن مستشار كبير لترمب أنه من المرجح أن يسمح الأخير لباول بقضاء بقية فترة ولايته التي تنتهي في مايو (أيار) 2026، بينما يواصل سياسته في خفض أسعار الفائدة.

وجاء خفض 25 نقطة أساس إلى نطاق 4.5 في المائة - 4.75 في المائة، بعدما خفّض في سبتمبر (أيلول) الماضي سعر الفائدة بمقدار بواقع 50 نقطة أساس.

وبعد نتائج الانتخابات، عزز المستثمرون رهاناتهم على الأصول التي تستفيد من فوز المرشح الجمهوري، أو ما يعرف باسم «تجارة ترمب»، التي تستند إلى توقعات بنمو اقتصادي أسرع، لكنها قد تؤدي أيضاً إلى تضخم أعلى.

وقفزت عوائد السندات الأميركية طويلة الأجل بنحو 20 نقطة أساس، في حين سجلت الأسهم الأميركية مستويات قياسية، وارتفع الدولار.

وقد باتت تحركات «الاحتياطي الفيدرالي» المستقبلية غامضةً بعد الانتخابات؛ نظراً لأن مقترحات ترمب الاقتصادية يُنظر إليها، على نطاق واسع، على أنها قد تسهم في زيادة التضخم.

كما أن انتخابه أثار احتمالية تدخل البيت الأبيض في قرارات السياسة النقدية لـ«الاحتياطي الفيدرالي»؛ حيث صرّح سابقاً بأنه يجب أن يكون له صوت في اتخاذ قرارات البنك المركزي المتعلقة بسعر الفائدة.

ويُضيف الوضع الاقتصادي بدوره مزيداً من الغموض؛ حيث تظهر مؤشرات متضاربة؛ فالنمو لا يزال مستمراً، لكن التوظيف بدأ يضعف.

على الرغم من ذلك، استمرّ إنفاق المستهلكين في النمو بشكل صحي، ما يُثير المخاوف من أن خفض سعر الفائدة قد لا يكون ضرورياً، وأن القيام به قد يؤدي إلى تحفيز الاقتصاد بشكل مفرط، وربما إلى تسارع التضخم من جديد.

وفي هذا الوقت، ارتفع عدد الأميركيين الذين قدّموا طلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف الأسبوع الماضي، ما يشير إلى عدم وجود تغييرات ملموسة في ظروف سوق العمل، ويعزز الآراء التي تشير إلى أن الأعاصير والإضرابات تسببت في توقف نمو الوظائف تقريباً في أكتوبر (تشرين الأول).

وقالت وزارة العمل الأميركية، يوم الخميس، إن الطلبات الأولية للحصول على إعانات البطالة الحكومية ارتفعت 3 آلاف طلب لتصل إلى 221 ألف طلب، معدَّلة موسمياً، للأسبوع المنتهي في 2 نوفمبر (تشرين الثاني).

وكان الاقتصاديون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا 221 ألف طلب للأسبوع الأخير، وفق «رويترز».

وتباطأ نمو الوظائف بشكل حاد في الشهر الماضي؛ إذ ارتفعت الوظائف غير الزراعية بواقع 12 ألف وظيفة فقط، وهو أقل عدد منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.