أنقرة تبلغ جنيف احتجاجها على فتح مكتب لـ«الإدارة الكردية» السورية

TT

أنقرة تبلغ جنيف احتجاجها على فتح مكتب لـ«الإدارة الكردية» السورية

عبرت تركيا عن غضبها الشديد لافتتاح ممثلية لـ«الإدارة الذاتية» الكردية لشمال وشرق سوريا في جنيف، وطلبت من سويسرا تقديم إيضاحات حول الخطوة.
وقال بيان لوزارة الخارجية التركية إنه جرى استدعاء القائم بالأعمال السويسري في أنقرة للاحتجاج على افتتاح ممثلية لـ«الإدارة الذاتية» لشمال وشرق سوريا في جنيف.
وأضاف البيان أن الخارجية التركية طلبت من القائم بالأعمال السويسري، الذي جرى استدعاؤه إلى مقر الخارجية في أنقرة مساء أول من أمس، إيضاحاً بشأن الموضوع.
وتابع البيان: «تم التأكيد على أنه لا ينبغي السماح بأي شكل من الأشكال لـ(المنظمة الإرهابية الدموية) والجماعات المرتبطة بها، بممارسة محاولات الدعاية وكسب الشرعية تحت مسميات مثل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني، ويجب وقف الدعاية الإرهابية فوراً».
وأشار البيان إلى أن تركيا ستواصل بحزم كفاحها ضد «حزب العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي أيضاً، والجماعات التابعة له في كل مكان.
وتعدّ تركيا «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي، وتحالف «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، الذي تغلب على تشكيله «وحدات حماية الشعب» الكردية، تنظيمات إرهابية، تشكل امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» داخل سوريا.
وأعلنت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، الاثنين، افتتاح ممثلية تابعة لها لدى سويسرا. قائلة، في بيان، إنه «بات من الضروري فتح ممثليات للإدارة في الدول المؤثرة على الملف السوري، وذلك بعد أن حققت الإدارة انتصارات سياسية وعسكرية وقدمت تضحيات جمّة في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة».
كانت «الإدارة الذاتية» افتتحت أول ممثلية لها في العاصمة الروسية موسكو عام 2016، تبعه فتح ممثليات في باريس واستوكهولم وبرلين.
في سياق متصل، قتل عنصران من الفصائل الموالية لتركيا، جراء الاشتباكات مع قوات «قسد» على محور قرية أم الشعفة بريف تل تمر في ريف الحسكة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات التركية والفصائل الموالية لها نفذت، صباح أمس (الأربعاء)، قصفاً بقذائف المدفعية، على قرى الدردارة والسلطة والعبوش في تل تمر بريف الحسكة، تزامناً مع اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين «مجلس تل تمر العسكري» من ناحية، والفصائل الموالية لتركيا من الناحية التركية، وتم إسقاط طائرة مسيرة كانت تحلق في أجواء المنطقة.
على صعيد آخر، كشفت وسائل إعلام تركية عن القبض على مطرب سوري موال لنظام بشار الأسد، في تركيا وخضوعه للتحقيق بعدما أحيا الأسبوع الماضي حفل زفاف في ولاية هطاي الحدودية مع سوريا بجنوب تركيا، وأنه يخضع للتحقيق حالياً بتهمة الإساءة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وتفجرت أزمة وثار جدل واسع حول كيفية دخول المطرب السوري الموالي للنظام، والذي شارك مؤخراً في إحياء العديد من الاحتفالات بفوز بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة.
ولفتت وسائل الإعلام التركية إلى أن علي الديك، الذي يقيم في دبي والذي ألقي القبض عليه قبل مغادرة البلاد، أشار إلى إردوغان خلال إحيائه حفل زفاف في حي ساماندا بولاية هطاي بجنوب تركيا، قائلاً: «نحن هنا وين (أين) إردوغان»، مما أثار جدلاً واسعاً وتساؤلات عن الطريقة التي دخل بها إلى تركيا، حيث عُدّت العبارة تحمل تهكماً على الرئيس التركي.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أن الديك أشاد خلال الحفل أكثر من مرة بالرئيس السوري بشار الأسد وجيشه والمجموعات الموالية له والمناهضة لتركيا.
وفي المقابل، برر منظم الحفل، التركي رفيق إيريلماظ، حضور الديك حفل الزفاف، قائلاً إنه أحد أقارب صاحب الحفل، لذا طلب منه حضور العرس والغناء فيه، وأن الغناء كان باللغة العربية، ولم يكن الفنان يقصد الرئيس التركي بكلامه، بل كان ينادي على والد العريس، واسمه «إردوغان راي».
وأكد الديك من جانبه، في مقابلة مع إحدى القنوات المحلية في هطاي عبر «يوتيوب»، أنه لم يقصد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إطلاقاً، مضيفاً: «لقد قلت بالضبط: (وينو السيد إردوغان؟) (والد العريس). ثم سألت عن عم العريس ويدعي (محمود)، أي إنني كنت أقصد والد العريس وليس كما حرفها الصحافي الذي قام بنشر الخبر، ولا أدري لماذا قام بهذا الأمر».



​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
TT

​تأثيرات كارثية للصقيع في اليمن على السكان والزراعة

مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)
مزارعان يمنيان يتحسران على تلف مزروعاتهما بسبب شدة الصقيع (إكس)

يتكبد المزارعون اليمنيون خسائر كبيرة بسبب موجة الصقيع التي تشهدها البلاد بفعل الموجة الباردة التي تمر بها منطقة شبه الجزيرة العربية تزامناً مع عبور منخفض جوي قطبي، فيما يحذر خبراء الأرصاد من اشتدادها خلال الأيام المقبلة، ومضاعفة تأثيراتها على السكان والمحاصيل الزراعية.

واشتكى مئات المزارعين اليمنيين في مختلف المحافظات، خصوصاً في المرتفعات الغربية والوسطى من تضرر محاصيلهم بسبب الصقيع، وتلف المزروعات والثمار، ما تسبب في خسائر كبيرة لحقت بهم، في ظل شحة الموارد وانعدام وسائل مواجهة الموجة، مع اتباعهم طرقاً متعددة لمحاولة تدفئة مزارعهم خلال الليالي التي يُتوقع فيها زيادة تأثيرات البرد.

وشهد عدد من المحافظات تشكّل طبقات رقيقة من الثلج الناتجة عن تجمد قطرات الندى، خصوصاً فوق المزروعات والثمار، وقال مزارعون إن ذلك الثلج، رغم هشاشته وسرعة ذوبانه، فإنه أسهم في إتلاف أجزاء وكميات من محاصيلهم.

وذكر مزارعون في محافظة البيضاء (270 كيلومتراً جنوب شرقي صنعاء) أن موجة الصقيع فاجأتهم في عدد من الليالي وأتلفت مزروعاتهم من الخضراوات، ما دفعهم إلى محاولات بيع ما تبقى منها قبل اكتمال نضوجها، أو تقديمها علفاً للمواشي.

خضراوات في محافظة عمران أصابها التلف قبل اكتمال نضجها (فيسبوك)

وفي مديرية السدة التابعة لمحافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء)، اشتكى مزارعو البطاطس من تلف الثمار خلال الأيام الماضية، بينما كانوا ينتظرون اكتمال نضوجها للبدء في تسويقها ونقلها إلى منافذ البيع.

ويعتزم غالبية المزارعين التوقف عن الزراعة خلال الأسابيع المقبلة حتى تنتهي موجة الصقيع، مشيرين إلى أن تأثير الموجة يكون أشد على المزروعات في بداية نموها، بينما يمكن للمزروعات التي نمت بشكل كافٍ أن تنجو وتكمل نموها، إلا أنها لن تصل إلى مستوى عالٍ من الجودة.

أسبوع من الخطر

في غضون ذلك حذّر مركز الإنذار المبكر في محافظة حضرموت السكان من موجة برد شديدة، وتشكّل الصقيع على مناطق الداخل، خلال الأيام المقبلة، داعياً إلى اتخاذ أقصى التدابير، واتباع الإرشادات الصحية للوقاية من ضربات البرد القارس، واستخدام وسائل التدفئة الآمنة مع رعاية كبار السن والأطفال من تأثيراتها.

طفلة يمنية بمحافظة تعز تساعد عائلتها في أعمال الزراعة (فيسبوك)

ونبّه المركز المزارعين لضرورة اتباع إرشادات السلامة لحماية محاصيلهم من آثار تشكل الصقيع المتوقع تحديداً على المرتفعات والأرياف الجبلية في مختلف المحافظات.

وخصّ بتحذيراته الصيادين والمسافرين بحراً من اضطراب الأمواج، واشتداد الرياح في مجرى المياه الإقليمية وخليج عدن وحول أرخبيل سقطرى في المحيط الهندي، وسائقي المركبات في الطرق الطويلة من الغبار وانتشار العوالق الترابية نتيجة هبوب رياح نشطة السرعة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية.

وطالب المركز باتخاذ الاحتياطات لتجنيب مرضى الصدر والجهاز التنفسي مخاطر التعرض للغبار خاصة في المناطق المفتوحة والصحراوية.

وتتضاعف خسائر المزارعين في شمال اليمن بسبب الجبايات التي تفرضها الجماعة الحوثية عليهم، فعلى الرغم من تلف محاصيلهم بسبب الصقيع، فإن الجماعة لم تعفهم من دفع المبالغ المقررة عليهم، خصوصاً أنها - كما يقولون - لجأت إلى فرض إتاوات على محاصيلهم قبل تسويقها وبيعها.

طبقة من الثلج تغطي خيمة نصبها مزارع يمني لحماية مزروعاته من الصقيع (إكس)

ومن جهتهم، حذّر عدد من خبراء الأرصاد من خلال حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من موجة برد شديدة تستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، على مختلف المناطق والمحافظات، بما فيها الصحارى، وتصل فيها درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، مع احتمالات كبيرة لإتلاف مختلف المزروعات والمحاصيل.

صقيع وجراد

وتؤثر موجات الصقيع على أسعار الخضراوات والفواكه بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع تكلفته، وإلى جانب ذلك تقل جودة عدد من المنتجات.

وأوضح خبير أرصاد في مركز الأرصاد الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية أن كتلة هوائية قطبية بدأت، أخيراً، التقدم باتجاه المناطق الشمالية والصحراوية، مع هبوب الرياح الشمالية الجافة، متوقعاً أن تسهم في إثارة ونقل كميات كبيرة من الغبار يمتد تأثيرها إلى خارج البلاد.

يمني في محافظة ذمار يتجول على دراجته ملتحفاً بطانية (فيسبوك)

ووفق الخبير الذي طلب التحفظ على بياناته، بسبب مخاوفه من أي عقوبات توقعها الجماعة الحوثية عليه بسبب حديثه لوسائل إعلام غير تابعة لها، فمن المحتمل أن تكون هذه الكتلة الهوائية القطبية هي الأشد على البلاد منذ سنوات طويلة، وأن تمتد حتى السبت، مع وصول تأثيراتها إلى كامل المحافظات.

وبيّن أن التعرض للهواء خلال هذه الفترة قد يتسبب في كثير من المخاطر على الأفراد خصوصاً الأطفال وكبار السن، في حين سيتعرض كثير من المزروعات للتلف، خصوصاً في المرتفعات والسهول المفتوحة، مع احتمالية أن تنخفض هذه المخاطر على المزارع في الأودية والمناطق المحاطة بالمرتفعات.

ووفقاً للخبراء الزراعيين، فإن الصقيع يتسبب في تجمد العصارة النباتية في أوراق النباتات وسيقانها الطرية، وبمجرد شروق الشمس، وتغيّر درجات الحرارة، تتشقق مواضع التجمد أو تذبل، تبعاً لعوامل أخرى.

تحذيرات أممية من عودة الجراد إلى اليمن خلال الأسابيع المقبلة (الأمم المتحدة)

وطبقاً لعدد من الخبراء استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم، فإن تأثيرات الصقيع تختلف بحسب تعرض المزارع للرياح الباردة، إلا أن تعرض المزروعات للرياح الباردة في المرتفعات لا يختلف كثيراً عن وقوع نظيرتها في الأودية والسهول تحت تأثير الهواء الساكن شديد البرودة.

وفي سياق آخر، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تحذيراً من غزو الجراد في اليمن، بعد انتشار مجموعات قليلة منه على سواحل عدة دول مطلة على البحر الأحمر، بما فيها السواحل اليمنية.

وتوقعت المنظمة في تقرير لها أن تزداد أعداد الجراد وتتكاثر في اليمن خلال فصل الشتاء، وأن تتجه الأسراب إلى سواحل البحر الأحمر للتكاثر، ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الجراد في المنطقة، بما يشمل اليمن.

ويعدّ الجراد من أكثر التهديدات التي تواجهها الزراعة في اليمن، ويخشى أن يؤثر وصول أسرابه إلى البلاد على الأمن الغذائي.