قائد «قسد» يُطمئن الجوار... و«الإدارة الذاتية» تفتح مكتباً في جنيف

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)
TT

قائد «قسد» يُطمئن الجوار... و«الإدارة الذاتية» تفتح مكتباً في جنيف

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي (أ.ف.ب)

قال قائد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مظلوم عبدي، إن قواته ستواصل محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي إلى جانب قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، «ولن تكون قوة تهدد استقرار جيرانها»، في وقت أعلنت الإدارة الذاتية افتتاح ممثلية دبلوماسية رسمية لها في مدينة جنيف بسويسرا، بحضور أعضاء من الحكومة السويسرية ومعارضين سوريين ونشطاء من المجتمع المدني.
وقال عبدي في تغريدة على حسابه الشخصي بموقع «تويتر» إن قواته «تجدد الالتزام بالعمل مع الشركاء في التحالف الدولي لمحاربة (داعش) الإرهابي».
وكان المتحدث الرسمي لقوات التحالف الدولي العقيد الأميركي وين ماروتو، قد نشر في تغريدة: «إن القوات الأميركية موجودة في المنطقة بتفويض واضح بموجب القانون الدولي، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم (2254) الذي تم تبنيه في ديسمبر (كانون الأول) 2015»، وأكد أن مهمة التحالف الدولي في شمال شرقي سوريا مع شركائها في قوات «قسد» «هي هزيمة تنظيم («داعش») وفلوله».
وأضاف عبدي في تغريدته أن «قسد» هي «قوة سورية مهمتها الدفاع عن مكاسب الشعب السوري، وأنها لم ولن تكون قوة تهدد استقرار جيرانها».
كلام عبدي جاء بعد ردود الفعل والبيانات التي استنكرت تصريحات القيادي في صفوف «قسد» محمود برخدان الذي هدد فيها «الحزب الديمقراطي الكردستاني» العراقي وقوات «بيشمركة» إقليم كردستان، حيث قال في مقابلة مع وكالة «هاوار» الكردية نُشرت في 2 من الشهر الحالي: «في حال هاجمت قوات (البيشمركة) قوات الدفاع الشعبي (الكريلا) لن نقف على الحياد، أوضحنا موقفنا وطرفنا قبل الآن»، وحذر برخدان أن قوات «قسد» لن تصمت حيال الهجمات التي تشن على قوات الدفاع الشعبي: «نطالب الحزب الديمقراطي الكردستاني بعدم إرسال قواته إلى مناطق الدفاع المشروع وألا تهاجم قوات الدفاع الشعبي، هم أبناء هذا الوطن والأرض».
من جهة أخرى، أعلنت الإدارة الذاتية في بيان أول من أمس، عن افتتاح ممثلية دبلوماسية رسمية تابعة لها في مدينة جنيف، وقالت في بيانها إن الانتصارات السياسية والعسكرية والتضحيات التي قدمتها قواتها العسكرية «قسد» في سـبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة، «خصوصاً الحرب على الإرهاب المتمثّل بتنظيم (داعش) والذي كان للإدارة وقواتها الدور الأكبر في القضاء على التنظيم المذكور، بات من الضرورة الشروع بفتح ممثليات للإدارة بالدول المـؤثرة في المـلف السـوري».
وذكرت الإدارة أن فتح ممثلية لها في مدينة جنيف بسويسرا، «لما لها من أهمية بالغة وحضور أساسي في الملف السوري، حيث احتضنت الكثير من المؤتمرات المفصلية لوضع خريطة طريق لحلّ الأزمة السورية، ولهذه الغاية شرعنا اليوم بافتتاح ممثلية لنا في مدينة جنـيف»، حسب بيانها على موقعها الرسمي منشور أول من أمس.
وقال القيادي الكردي بدران جيا كرد الذي ترأس وفد الإدارة الذاتية في افتتاح بعثتها الدبلوماسية في مدينة جنيف: «إن الهدف من افتتاح الممثلية هو تطوير العلاقات مع سويسرا حكومةً وشعباً، وستكون هذِه الممثلية بمثابة جسر بيننا»، وتوجه بالشكر للحكومة السويسرية وخارجتيها الذين كانوا مشاركين في مراسيم الافتتاح وأضاف قائلاً: «نشكر كل من ساهم بإنجاح الخطوة، ومن الضروري أن تمثل الإدارة و(قسد) في كل مكان، بعد تضحيتها لترسيخ الأمن العالمي من خلال حربها على تنظيم (داعش) على مدى سنوات متتالية».
جدير بالذكر أن الإدارة الذاتية لديها 7 مكاتب وبعثات دبلوماسية في دول فاعلة بالملف السوري، بينها ألمانيا وفرنسا وهولندا وفنلندا والنمسا والدنمارك وبلجيكا، إلى جانب مكاتب رسمية في كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ومصر.



الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون أول هجوم مميت باتجاه إسرائيل منذ نوفمبر 2023

طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)
طائرة حوثية من دون طيار أُطلقت من مكان غير معروف لمهاجمة السفن في البحر الأحمر (رويترز)

تبنّت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أول هجوم مميت ضد إسرائيل بطائرة مسيّرة استهدفت تل أبيب وأدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين، بالتزامن مع إبلاغ سفينة شحن في خليج عدن عن تعرّضها لهجوم دون إصابات، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عنه.

وتشنّ الجماعة الحوثية منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تدعي أنها تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما تزعم أنها تقوم بهجمات في البحر المتوسط وموانئ إسرائيلية بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلحة.

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

بدا الأمر هذه المرة مختلفاً مع إفاقة السكان في تل أبيب على دوي انفجار المسيّرة التي يرجّح الجيش الإسرائيلي أنها مطوّرة من طائرة «صماد 3» ذات المكونات الإيرانية.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن جماعته استهدفت أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب) بواسطة طائرة مسيّرة جديدة اسمها «يافا»، زاعماً أنها قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية، وأنها حققت أهدافها بنجاح.

وهدّد المتحدث الحوثي بأن تل أبيب ستكون منطقة غير آمنة وستكون هدفاً أساسياً في مرمى جماعته التي ستركز على الوصول إلى العمق الإسرائيلي، مدعياً وجود بنك أهداف عسكرية وأمنية حساسة.

وكانت الجماعة في الأسابيع الماضية تبنّت منفردة ومشتركة مع فصائل عراقية مدعومة من إيران هجمات سابقة ضد سفن في ميناء حيفا وأخرى في البحر المتوسط، دون أن يكون لها أي أثر، وذلك ضمن ما تسميه الجماعة المرحلة الرابعة من التصعيد.

صورة وزّعها الحوثيون لاستهداف إحدى السفن في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

ومع هذه التطورات يشكك مراقبون يمنيون في قدرة الجماعة الحوثية على تنفيذ هجمات مؤثرة في إسرائيل، ولا يستبعدون أن يكون الهجوم الأخير تم تنفيذه من مناطق أخرى غير يمنية، بتخطيط إيراني، في حين قامت الجماعة بتبنيه لدرء خطر الرد الإسرائيلي على طهران.

ومنذ أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وجدت الجماعة الحوثية فرصة لتبييض جرائمها ضد اليمنيين ومحاولة التحول لاعباً إقليمياً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين، مع الهروب من استحقاقات السلام واستغلال التطورات لتجنيد مئات الآلاف بذريعة الاستعداد لمحاربة إسرائيل بينما أعين قادة الجماعة مصوّبة على بقية المناطق اليمنية المحررة.

حصاد الهجمات والضربات

مع استمرار الهجمات الحوثية ضد السفن، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية وشركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري، الجمعة، بأن سفينة أُصيبت بمقذوفات مجهولة على بُعد 83 ميلاً بحرياً، جنوب شرقي مدينة عدن اليمنية دون إصابات.

وفي بيان متلفز، تبنى المتحدث العسكري الحوثي، يحيى سريع، الهجوم الذي قال إنه استهدف السفينة «لوبيفيا» لعدم التزام الشركة المشغلة لها بالحظر الذي فرضته جماعته على الموانئ الإسرائيلية؛ وهو ما يرفع عدد السفن التي تعرّضت للهجمات إلى 171 سفينة.

وكان الجيش الأميركي أفاد، الخميس، بأن قواته نجحت في تدمير صاروخين أرض - جو وأربع طائرات حوثية من دون طيار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، أن هذه الأسلحة تقرّر أنها تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة، وقد تم اتخاذ الإجراءات لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أماناً.

وتبنى زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، الخميس، مهاجمة 170 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن منذ بدء التصعيد في نوفمبر الماضي، كما أقرّ بتلقي أكثر من 570 غارة منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، معترفاً بسقوط 57 قتيلاً و87 جريحاً، جراء الضربات.

حاملة الطائرات الأميركية «روزفلت» حلّت محل الحاملة «أيزنهاور» للتصدي لهجمات الحوثيين (أ.ب)

وأصابت الهجمات الحوثية، حتى الآن، نحو 30 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان؛ إذ أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.

وأثّرت الهجمات على مصالح أكثر من 55 دولة، وفقاً للجيش الأميركي، وهدّدت التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر، وهو حجر أساس للاقتصاد العالمي؛ إذ دفعت الهجمات أكثر من 10 شركات شحن كبرى إلى تعليق عبور سفنها عبر البحر الأحمر؛ ما تسبب في ارتفاع أسعار التأمين على السفن في المنطقة.

صورة جوية لسفينة شحن أصابها صاروخ حوثي في خليج عدن وأدى إلى مقتل 3 من بحارتها (الجيش الأميركي)

وتسبّب تصعيد الحوثيين في إصابة مساعي السلام اليمني، التي يقودها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ بالجمود؛ إذ تسود المخاوف من انهيار التهدئة الهشّة المستمرة منذ عامين، وعودة القتال على نطاق أوسع.

وتقول الحكومة اليمنية إن الحل ليس في الضربات الغربية الدفاعية ضد الحوثيين وإن الوسيلة الأنجع هي دعم قواتها المسلحة لاستعادة الحديدة وموانئها وجميع مؤسسات الدولة المختطفة وإنهاء الانقلاب المدعوم إيرانياً.

وفي أحدث تصريحات لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، الخميس، دعا الجماعة الحوثية إلى «تحكيم العقل والتعاطي الإيجابي مع المساعي الحميدة لإحلال السلام، (...) والتوقف عن المتاجرة المكشوفة بأوجاع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».