فرنسا تتوقع من المبعوث الجديد وقف الحرب في اليمن

السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا (تصوير: سعد الدوسري)
السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا (تصوير: سعد الدوسري)
TT
20

فرنسا تتوقع من المبعوث الجديد وقف الحرب في اليمن

السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا (تصوير: سعد الدوسري)
السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا (تصوير: سعد الدوسري)

أكد السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري صفا، أن تعيين المبعوث الأممي الجديد لليمن السويدي هانس غرونبدبيرغ، يمثل إشارة إيجابية وفرصة للسلام وإعادة انطلاق العملية السياسية وإيقاف الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات.
كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أعلن الجمعة الماضي تعيين السويدي هانس غروندبيرغ، مبعوثاً خاصاً إلى اليمن، خلفاً للبريطاني مارتن غريفيث الذي تم تعيينه وكيلاً للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة لشؤون الطوارئ.
وأوضح صفا في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن المبعوث الجديد يحظى بدعم فرنسا والمجتمع الدولي، لمساعدته في إيجاد تسوية حقيقية تنهي الصراع وتحقق السلام لكل اليمنيين.
وأضاف: «أتمنى أن يكون تعيين المبعوث الأممي فرصة لإعادة انطلاق العملية السياسية، اليمنيون يريدون السلام ووقف الحرب، وعلى الأطراف اغتنام هذه الفرصة».
وأشار جان ماري صفا إلى أن «مبادرة السلام الأخيرة للحل التي تبنتها الأمم المتحدة في اليمن لا تزال على الطاولة، وسوف نساعد المبعوث الجديد للوصول إلى نتيجة إيجابية تخدم مصلحة الشعب اليمني الذي عانى بما فيه الكفاية». كان السفير الفرنسي لدى اليمن، انتقد الحوثيين بشدة خلال تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، في مايو (أيار) الماضي، واصفاً خطابهم عن السلام بـ«العبارات الجوفاء»، مبيناً أن الشعب اليمني هو الضحية، وأن هجومهم على مأرب أسقط كل الأقنعة، على حد تعبيره.
وطالب صفا، الحوثيين، حينها، بقبول المبادرة السعودية للسلام بالكامل، معتبراً أنها تتماشى مع خطة الأمم المتحدة للسلام. كما لفت إلى أن عنصر المبادرة الأساسي هو فكرة التفاوض للوصول إلى حل سياسي مع جميع الأطراف اليمنية الأخرى مجتمعة في الحكومة.
كانت الحكومة اليمنية تعهدت أول من أمس بإنجاح مهمة المبعوث الأممي الجديد على لسان رئيسها معين عبد الملك، في حين أظهرت جماعة الحوثي موقفاً مرتبكاً حيث تراجعت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران عن موقفها المرحب بعد ساعات، وعدت تعيينه «لا يعني شيئاً»، حسب ما قاله المتحدث باسم الجماعة باسم محمد عبد السلام فليتة.
ويرفض الحوثيون منذ أشهر خطة أممية للسلام تقوم على المبادرة السعودية التي تقترح وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وإعادة الرحلات التجارية إلى مطار صنعاء عبر الوجهات التي تعمل منها حالياً الخطوط الجوية اليمنية، إلى جانب تخصيص إيرادات ميناء الحديدة لدفع رواتب الموظفين الحكوميين، ثم الشروع في مشاورات الحل الشامل.
وحظي خبر تعيين السويدي هانس غروندبيرغ، بترحيب إقليمي ودولي كبيرين، حيث أعربت السعودية ومجلس دول التعاون لدول الخليج العربية عن التطلع للعمل معه من أجل إيجاد حل شامل للأزمة اليمنية.
كما أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن تطلعهما للعمل من كثب مع المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، من أجل تحقيق حل دائم للصراع في اليمن.
وشغل غروندبيرغ منذ سبتمبر (أيلول) 2019، منصب سفير الاتحاد الأوروبي إلى اليمن، ولديه خبرة لأكثر من 20 عاماً في الشؤون الدولية، بما فيه أكثر من 15 عاماً من العمل في مجال حل النزاعات والتفاوض والوساطة، مع تركيز خاص على الشرق الأوسط، وفقاً للأمم المتحدة.
كما رأس السويدي هانس غروندبيرغ، قسم الشؤون الخليجية في وزارة الشؤون الخارجية السويدية في استوكهولم خلال الفترة التي استضافت فيها السويد المفاوضات التي يسرتها الأمم المتحدة، والتي أدت إلى اتفاقية استوكهولم في ديسمبر (كانون الأول) 2018.



ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)

ضربت غارات أميركية مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة ليل الأحد- الإثنين، استمراراً للحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الجماعة الموالية لإيران، سعياً لإرغامها على وقف تهديدها للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان ترمب أمر الجيش ببدء الحملة الواسعة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) وتوعدهم بـ «القوة المميتة» وبـ «القضاء عليهم تماما»، وسط تقارير أميركية تحدثت عن تكبد الجماعة حتى الآن خسائر كبيرة على مستوى العتاد والقادة.

وتزعم الجماعة أنها استأنفت هجماتها وتهديدها للملاحة نصرة للفلسطينيين في غزة بعد انهيار اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل وعودة الأخيرة لعملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المدمر.

وفي حين هدد وزير دفاع الجماعة الحوثية، الإثنين، بالمزيد من التصعيد وهون من أثر الضربات الأميركية، أقرت الجماعة بمقتل 3 أشخاص وإصابة 12 آخرين جراء الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء واستهدفت سيارة في محافظة حجة (شمال غرب).

وأوضحت الجماعة في بيان أن شخصا قتل وأصيب خمسة جراء الغارات التي ضربت منطقة جدر في شمالي صنعاء، إضافة إلى إصابة ستة آخرين جراء القصف الذي استهدف منطقة صرف التابعة لمديرية بني حشيش حيث المدخل الشرقي لصنعاء.

وقال البيان الصادر عن قطاع الصحة الذي يديره الحوثيون إن شخصين قتلا وأصيب طفل جراء غارة استهدفت سيارة في منطقة الطور حيث مديرية بني قيس في محافظة حجة.

وبحسب إعلام الجماعة الحوثية، استهدفت 4 غارات منطقة جدر مديرية بني الحارث في صنعاء، كما استهدفت 8 غارات منطقة «الملكة» في مديرية بني حشيش و5 غارات أخرى صرف في المديرية نفسها.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحل لا يكمن في الضربات الأميركية لإنهاء التهديد الحوثي وإنما في دعم القوات الحكومية على الأرض وتمكينها من تحرير الحديدة وموانئها وصولا إلى صنعاء وصعدة لاستعادة المؤسسات وإنهاء الانقلاب على الشرعية.

270 غارة

بهذه الغارات تكون الجماعة قد استقبلت نحو 270 غارة منذ بدء الحملة الأميركية الجديدة، لتضاف إلى حوالي ألف غارة وضربة بحرية تلقتها في عهد إدارة جو بايدن على مدار عام ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى إبرام هدنة غزة بين حركة حماس وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجددا للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

ألسنة لهب ودخان يتصاعدان إثر غارة أميركية ضربت موقعا للحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)
ألسنة لهب ودخان يتصاعدان إثر غارة أميركية ضربت موقعا للحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)

ويقول مراقبون يمنيون إن الضربات التي أمر بها ترمب تختلف عما كان عليه الحال مع إدارة بايدن، لجهة أنها لا تكتفي بالعمليات الدفاعية والاستباقية وإنما تتخذ منحى هجوميا أكثر كثافة وشمولية لمواقع الحوثيين ومراكز قيادتهم ومخابئهم الحصينة في الجبال مع التركيز على معقلهم الرئيسي في صعدة والذي يرجح اختباء زعيمهم فيه.

ولم يحدد الجيش الأميركي مدة زمنية لوقف الضربات، بينما رهنها المسؤولون في واشنطن بتوقف الحوثيين عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وهو أمر كما يبدو بعيد المنال مع بقاء قدرة الجماعة العسكرية على حالها، وتحولها من لاعب محلي إلى لاعب إقليمي يعوض خسارة إيران لفاعلية حزب الله اللبناني.

إصرار على التصعيد

على وقع هذه الغارات الأميركية والهجمات الصاروخية الحوثية باتجاه إسرائيل هدد وزير دفاع الجماعة الانقلابية محمد ناصر العاطفي، الإثنين، بالمزيد من التصعيد، زاعما أن جماعته «أصبحت تمتلك ترسانة عسكرية قتالية متعددة المهام وقاعدة صناعية نوعية».

كما ادعى وزير دفاع الحوثيين أن لدى الجماعة «من القدرات والمفاجآت الكبيرة والواسعة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ما يذهل العدو ويريح الصديق».

وهون المسؤول الحوثي من أثر الضربات الأميركية، وقال إنها لن تؤثر على قدرات الجماعة التي زعم أنها اتخذت «كافة التدابير الممكنة لمواجهة طويلة الأمد».

تقارير أميركية تحدثت عن مقتل قادة أساسيين في الجماعة الحوثية جراء ضربات ترمب (أ.ب)
تقارير أميركية تحدثت عن مقتل قادة أساسيين في الجماعة الحوثية جراء ضربات ترمب (أ.ب)

وكان الحوثيون قد استأنفوا هجماتهم الصاروخية تجاه إسرائيل منذ 17 مارس، وتبنّوا خلال أسبوعين إطلاق 10 صواريخ باليستية اعترضها الجيش الإسرائيلي دون أضرار.

يشار إلى أن الجماعة دخلت على خط التصعيد بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق في تل أبيب.

كما تبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات خلال 14 شهرا إلى مقتل 4 بحارة وغرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، إضافة إلى قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر».

وردت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين كان آخرها في 10 يناير الماضي، واستهدفت الضربات موانئ الحديدة ومستودعات الوقود ومحطات كهرباء في الحديدة وصنعاء إضافة إلى مطار صنعاء.