شح البنزين يوقع ثلاثة قتلى شمال لبنان

تحذير من أزمة غاز

3 قتلى في إشكالين على محطات وقود في شمال لبنان (الوكالة المركزية)
3 قتلى في إشكالين على محطات وقود في شمال لبنان (الوكالة المركزية)
TT

شح البنزين يوقع ثلاثة قتلى شمال لبنان

3 قتلى في إشكالين على محطات وقود في شمال لبنان (الوكالة المركزية)
3 قتلى في إشكالين على محطات وقود في شمال لبنان (الوكالة المركزية)

قتل ثلاثة لبنانيين وجرح آخرون أمس (الاثنين) إثر إشكالين وقعا شمال لبنان بعد خلافات تتعلق بأحقية الحصول على مادة البنزين وسط أزمة محروقات خانقة تعيشها البلاد.
ووقع إشكال في مدينة طرابلس على خلفية نزاع حول بيع وشراء مادة البنزين في السوق السوداء تطور إلى إطلاق نار كثيف، فضلا عن إلقاء قنبلة يدوية ما أدى إلى وقوع قتيلين.
امتد الخلاف الذي بدأ في البداوي إلى محلة باب التبانة في طرابلس. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بإطلاق نار كثيف في الهواء حصل في منطقة باب التبانة، خلال تشييع القتيلين، وانتشرت قوات الأمن في المنطقة تحسبا لأي ردود فعل انتقامية وسط تبادل الاتهامات بين عائلتي القتيلين.
وفي الشمال أيضا لكن في منطقة بخعون في قضاء الضنية، وقع خلاف أمام إحدى محطات الوقود على خلفية الدور في طابور الانتظار، ما لبث أن تطور إلى استخدام السكاكين وإطلاق الأعيرة النارية ما أدى إلى سقوط قتيل وعدد من الجرحى.
ورغم تسليم القاتل نفسه إلى مخابرات الجيش اللبناني توترت الأوضاع في منطقة بخعون بين عائلتي القتيل والقاتل قبل أن يتدخل الجيش اللبناني.
وفي هذه الأجواء، خرج نائب «حزب الله» حسن فضل الله يقول إن حزبه مستمر في السعي لـ«الوصول إلى النتيجة المرجوة فيما يخص استيراد الحزب المازوت والبنزين من إيران». وانتقد فضل الله في بيان أمس، إصرار المصرف المركزي منفردا على التحكم بقرار تقنين الدعم عن المشتقات النفطية والدواء وإصرار تجار العتمة من القطاع العام والخاص على الكسب الحرام من خلال احتكار مادة المازوت لتهريبها أو لبيعها في السوق السوداء، وإبقاء الناس بلا كهرباء.
وكانت الأسواق اللبنانية شهدت انفراجا بسيطا في موضوع أزمة البنزين إذ أشار نقيب موزعي المحروقات فادي أبو شقرا إلى أن وضع السوق مرتاح بنسبة 50 في المائة بمادة البنزين ولكي يرتاح بنسبة 100 في المائة يجب أن يتم إعطاء موافقات مسبقة للشركات المستوردة والدولة والمنشآت لاستيراد البواخر وتعويم السوق.
أما فيما خص أزمة شح المازوت، فالأوضاع تتجه إلى الأسوأ حسبما أكد أبو شقرا، مشيرا إلى أن الدولة والمسؤولين لم يحركوا ساكناً رغم حاجة السوق الكبيرة لهذه المادة.
ويواصل أصحاب المولدات إطفاء مولداتهم الواحد تلو الآخر بسبب شح مادة المازوت. وغرقت مدينة صيدا (جنوب لبنان) بالعتمة الشاملة أول من أمس بسبب انقطاع الكهرباء عن معظم أحيائها، بعدما أعلن أصحاب المولدات إطفاء محركاتها بسبب نفاد مادة المازوت.
وعمد أهالي المدينة إلى قطع الطرقات ليلا احتجاجا على انقطاع الكهرباء وإطفاء المولدات ولا سيما في ظل موجات الحر التي يشهدها لبنان.
وبالموازاة، أعلن أبو شقرا أن البلاد قد تكون مقبلة على أزمة غاز، إذ إن الكمية المتوافرة في الأسواق تكفي لمدة 10 أيام فقط وإذا لم يتم حل الموضوع وفتح اعتمادات سيدخل لبنان أزمة غاز تضاف إلى أزمة المازوت والبنزين.
ويشتكي مستوردو المحروقات في لبنان من عدم موافقة مصرف لبنان على فتح اعتمادات لاستيراد الكميات الكافية من المحروقات في ظل تزايد الطلب عليها ولا سيما مادة المازوت بسبب انقطاع الكهرباء، وذلك رغم قرار الدولة مؤخرا بتخفيض الدعم ورفع دولار استيراد هذه المواد من 1500 ليرة إلى 3900 ما رفع سعر المحروقات على المواطن أكثر من 40 في المائة.
وكان مصرف لبنان اعتبر أنه لا يتحمل مسؤولية هذه الأزمة الحياتية، مشددا على أنه قام ويقوم بواجباته ولم يتأخر عن تأمين التمويل.
وأوضح المصرف المركزي أنه خلال شهر يوليو (تموز) 2021 فتح اعتمادات بما قيمته 708 ملايين دولار لاستيراد البنزين والمازوت، إضافة إلى 120 مليون دولار لاستيراد الفيول إلى كهرباء لبنان، أي ما مجموعه 828 مليون دولار لاستيراد المحروقات، ملمحا إلى تخزين وبيع هذه المواد في السوق السوداء، فضلا عن تهريبها إلى سوريا.
وتتجه الحكومة إلى إقرار رفع الدعم كليا عن المحروقات على أن يتم استثناء المستشفيات والأفران من رفع الدعم لتجنب رفع سعر الخبز ومشتقاته والطبابة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.