طامحون لخلافة أوباما يتدفقون على نيوهامشير لبدء حملة مبكرة

4 مرشحين محتملين يعقدون تجمعات في «منصة الانطلاق» نحو البيت الأبيض

طامحون لخلافة أوباما يتدفقون على نيوهامشير لبدء حملة مبكرة
TT

طامحون لخلافة أوباما يتدفقون على نيوهامشير لبدء حملة مبكرة

طامحون لخلافة أوباما يتدفقون على نيوهامشير لبدء حملة مبكرة

رغم أن الانتخابات الرئاسية الأميركية لن تجري إلا بعد 605 أيام، فقد تدفق مرشحون جمهوريون إلى البيت الأبيض في عطلة نهاية الأسبوع إلى ولاية نيوهامشير، ليبدأوا حملتهم في وقت مبكر. وكثف 4 منهم، بينهم جيب بوش نجل وشقيق الرئيسين السابقين جورج بوش الأب والابن، منذ أول من أمس، اللقاءات مع الناخبين في هذه الولاية الصغيرة الواقعة التابعة لمنطقة نيوإنغلاند (شمال شرق) التي تنظم تقليديا أول انتخابات تمهيدية في السباق إلى البيت الأبيض. فالولاية الصغيرة جدا غير المكتظة سكانيا والمعروفة باسم «ولاية الغرانيت» تلعب دور منصة انطلاق المرشحين نحو الانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016.
وشارك جيب بوش الذي وصل، أول من أمس، والذي لم يزر نيوهامشير منذ 15 سنة، في اجتماعات انتخابية عدة. ولم يعلن حاكم ولاية فلوريدا السابق رسميا بعد ترشيحه على غرار الآخرين، لكنه شكل لجنة تحضيرية وصرح أول من أمس بأنه «يفكر بإمكانية خوض» الانتخابات. أما النجم الصاعد في الحزب الجمهوري حاكم ويسكونسن سكوت واكر، فقد شارك خلال اليومين الماضيين في 5 لقاءات مع مناصرين محتملين ومتبرعين. وهاجم واكر، أول من أمس، جيب بوش، بتصريح أدلى به لصحيفة «تامبا باي» قال فيه إن «الناخبين سيقولون إذا واجهنا هيلاري كلينتون، فسنحتاج إلى اسم للمستقبل وليس للماضي من أجل الفوز».
وبدوره، قال فرغس كولن الرئيس السابق للجمهوريين في نيوهامشير، الذي استقبل جيب بوش في منزله أول من أمس في لقاء مسائي: «إن الاثنين يسعيان للظهور بشكل جيد». وأضاف: «كلا منهما يعلم أهمية إعطاء الانطباع الأول. فالكثير يتوقف على ذلك».
وتيد كروز يعلم ذلك أيضا؛ فالسيناتور المحافظ الذي لا يخفي هو الآخر طموحاته الرئاسية، سيصل اليوم الأحد إلى هذه الولاية. أما ريك بيري الذي يكثف تنقلاته في البلاد بعد أن غادر قصر الحاكم في تكساس في يناير (كانون الثاني) الماضي فقد شارك يومي الخميس والجمعة الماضيين في 8 لقاءات.
كذلك قام طامحون جمهوريون آخرون أمثال سيناتور كنتاكي راند بول وحاكم نيوجيرسي كريس كريستي في الآونة الأخيرة بزيارة نيوهامشير، وقبل ذلك آيوا الولاية الصغيرة الأخرى التي تلعب دورا أساسيا في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة. ورأى كولن أنه «السباق الأكثر انفتاحا الذي شاهدته في حياتي. لم يسجل أي منهم تقدما كافيا ليشعر بالارتياح أو ليستحق لقب المرجح. وهذا أمر غير عادي».



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.