واشنطن: لا تفاوض مع «داعش»

المتهمون الثلاثة بالتخطيط للانضمام للتنظيم ينكرون التهم في محكمة نيويورك

الرجال الثلاثة المتهمون بالإرهاب أمام محكمة بروكلين وهم مواطن من كازاخستان وهو اخرور سيداخميتوف ومواطنان من أوزبكستان هما عبد الرسول حسانوفيتش جورابويف وابرور حبيبوف (أ.ب)
الرجال الثلاثة المتهمون بالإرهاب أمام محكمة بروكلين وهم مواطن من كازاخستان وهو اخرور سيداخميتوف ومواطنان من أوزبكستان هما عبد الرسول حسانوفيتش جورابويف وابرور حبيبوف (أ.ب)
TT

واشنطن: لا تفاوض مع «داعش»

الرجال الثلاثة المتهمون بالإرهاب أمام محكمة بروكلين وهم مواطن من كازاخستان وهو اخرور سيداخميتوف ومواطنان من أوزبكستان هما عبد الرسول حسانوفيتش جورابويف وابرور حبيبوف (أ.ب)
الرجال الثلاثة المتهمون بالإرهاب أمام محكمة بروكلين وهم مواطن من كازاخستان وهو اخرور سيداخميتوف ومواطنان من أوزبكستان هما عبد الرسول حسانوفيتش جورابويف وابرور حبيبوف (أ.ب)

مع أخبار بأن مندوبة منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسيف) في سوريا اقترحت التفاوض مع منظمة «داعش» لحماية الأطفال في المناطق التي تسيطر عليها، ومع أخبار بأن القوات العراقية التي تحارب للسيطرة الكاملة على مدينة تكريت تتفاوض مع «داعش» حول هدنة، شددت الخارجية الأميركية على أن الولايات المتحدة لن تتفاوض مع «داعش»، ومع أي منظمة إرهابية أخرى.
وأصدر البيت الأبيض بيانا يكرر ذلك مع زيارة الرئيس لأسرة عاملة الإغاثة الأميركية كايلا جين مولر، التي قتلت بينما كانت محتجزة رهينة لدى التنظيم في سوريا. اجتمع أوباما مع والدي كايلا (كارل، ومارشا) وشقيقها إريك، وذلك خلال زيارته لمستشفى قدامى المحاربين في فينيكس (ولاية أريزونا). وكانت كايلا مولر (26 عاما) خطفت في حلب، في أغسطس (آب) عام 2013 وقتلت في مطلع فبراير (شباط). وكان والداها انتقدا السياسة الأميركية القائمة على عدم دفع فدية مالية لإطلاق سراح مواطنين أميركيين محتجزين رهائن، خلافا لما تفعله دول غربية أخرى. وقال والدها يومها: «نحن نفهم سياسة عدم دفع فدية مالية، لكن، من جهة أخرى، يدرك أي والد أنه يجب فعل أي شيء لإعادة ابنه إلى العائلة». وأضاف: «حاولنا، وطلبنا، لكنهم يضعون السياسة قبل حياة المواطنين الأميركيين».
يوم الجمعة، نقلت أخبار من العراق بأن القوات العراقية التي تحارب للسيطرة الكاملة على مدينة تكريت، تجري مفاوضات مع ممثلين لمنظمة «داعش» لوقف القتال، وإعلان هدنة بين الجانبين.
في الأسبوع الماضي، نقلت وكالة «رويترز» من جنيف خبر مطالبة ممثلة منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسيف) في سوريا التفاوض مع تنظيم «داعش» حتى يسمح لممثلي المنظمة بالوصول إلى المناطق التي يسيطر عليها. وقالت هناء سنجر، في مؤتمر صحافي في جنيف، إنه يجب إجراء مثل هذه المفاوضات «على الأقل لحماية الأطفال».
لكن، رفضت دول كثيرة الدخول في أي مفاوضات مباشرة مع «داعش» لإطلاق سراح رهائن قام التنظيم في وقت سابق بذبحهم. وترفض دول كثيرة أي نوع من أنواع التفاوض مع «داعش».
من ناحية أخرى، وفي نيويورك، أنكر 3 رجال جميع التهم المنسوبة إليهم بدعم «داعش» أو محاولة الانضمام إليه. وكان الرجال، وهم من حي بروكلين، اعتقلوا في الشهر الماضي بتهم التخطيط لدعم تنظيم داعش، وتنفيذ أعمال عنف في الخارج وفي الولايات المتحدة. هؤلاء هم: مواطن من كازاخستان، هو اخرور سيداخميتوف (19 عاما). ومواطنان من أوزبكستان هما عبد الرسول حسانوفيتش جورابويف (24 عاما)، وابرور حبيبوف (30 عاما). وكان سيداخميتوف وجورابويف يعتزمان السفر إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى تنظيم داعش، وفقا لهذه الاتهامات. كما وجهت اتهامات لجورابويف بالاستعداد لتنفيذ أوامر من التنظيم المتطرف لارتكاب أعمال إرهابية في الولايات المتحدة، حتى إنه عرض قتل الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وقيل إن سيداخميتوف قال إنه يرغب في شراء سلاح آلي وإطلاق النار على رجال الشرطة الأميركية وعملاء مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) إذا حاولوا منعه من الانضمام إلى «داعش». واعتقل سيداخميتوف في مطار جون كنيدي الدولي بينما كان يحاول ركوب طائرة إلى إسطنبول.
أما جورابويف، فقد اشترى تذكرة طائرة إلى إسطنبول، بينما اتهم حبيبوف، الذي تم اعتقاله في فلوريدا، بمساعدة جورابويف في تمويل رحلته. وإذا أدينوا، يواجه كل رجل من الثلاثة عقوبة السجن لمدة تصل إلى 15 عاما.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.