مصر تواجه أزمة الكهرباء اتفاقيات تجاوزت 23 مليار دولار

اتفاقات مع 4 شركات عملاقة

مصر تواجه أزمة الكهرباء اتفاقيات تجاوزت 23 مليار دولار
TT

مصر تواجه أزمة الكهرباء اتفاقيات تجاوزت 23 مليار دولار

مصر تواجه أزمة الكهرباء اتفاقيات تجاوزت 23 مليار دولار

ترجمت مصر اهتمامها بحل أزمة قطاع الكهرباء، التي مثلت أبرز تحديات الحكومة الصيف الماضي، بتوقيع اتفاقيات لتوليد الكهرباء بقيمة إجمالية تزيد على 23 مليار دولار، مع أربع شركات هي «أكوا باور» السعودية، و«مصدر» الإماراتية، و«سيمنس» الألمانية، و«ستيت غريد» الصينية، في ثاني أيام مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري المنعقد في مدينة شرم الشيخ. وقال الدكتور محمد اليماني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، لـ«الشرق الأوسط» أمس «إنه لا يجب أن نتوقع حلا فوريا لأزمة قطاع الكهرباء، فلا يزال أمامنا وقت لإنجاز الدراسات الفنية والقانونية والمالية المتعلقة بمذكرات التفاهم، قبل الانتقال لجدول زمني للتنفيذ». وشكلت أزمة انقطاع الكهرباء في فصل الصيف عن معظم المدن المصرية خلال العامين الماضيين أبرز أزمات الحكومة المصرية. ويواجه قطاع الطاقة الكهربائية في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان مشكلات عميقة جراء عدم تطويره خلال السنوات الماضية.
وتضم الاتفاقيات التي وقعت في شرم الشيخ، أمس، اتفاقية إطارية مع شبكة الكهرباء الوطنية الصينية لتطوير شبكة نقل الكهرباء بقيمة 1.8 مليار دولار. كما وقعت وزارة الكهرباء، أمس أيضا، أربع مذكرات تفاهم مع شركة «سيمنس» العالمية لإقامة مشروعات بإجمالي استثمارات 10 مليارات دولار.
وقال محمد اليماني، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مدينة شرم الشيخ، إن الاستثمارات التي تستهدفها الوزارة لسد العجز في القطاع موزعة بين استثمارات قصيرة الأمد يمكن أن يشعر بها المواطن المصري قريبا وأخرى طويلة الأمد. وأضاف اليماني أن «معظم الاستثمارات قصيرة الأمد تم التوافق عليها قبل بداية المؤتمر، لكن تركيزنا في المؤتمر على توقيع مذكرات التفاهم هو خطوة أولى على الطريق، يعقبها استكمال الدراسات القانونية والفنية والمالية ثم مرحلة التعاقد والجدول الزمني للتنفيذ». وتابع «لا يجب أن نتعامل مع الأمر كما لو أننا انتهينا من المشكلات بمجرد التوقيع على مذكرات التفاهم ثم ننتظر النتائج خلال شهور».
وقال بيان لوزارة الكهرباء، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن مذكرات التفاهم تشمل إنشاء محطة توليد كهرباء بنظام الدورة المركبة في محافظة بني سويف (جنوب القاهرة) وإنشاء محطات توليد كهرباء بنفس النظام في مدينتي النوبارية وسيدي كرير (شمال غربي القاهرة) وجنوب القاهرة وقنا (صعيد مصر) وكفر الدوار (دلتا النيل) بطاقة إجمالية 6600 ميغاوات.
وأضاف البيان أن المذكرات تنص أيضا على إنشاء مصنع لمهمات محطات الرياح ومحطات محولات.
كما وقعت وزارة الكهرباء المصرية مذكرتي تفاهم مع شركتي «أكوا باور» السعودية و«مصدر» الإماراتية للطاقة المتجددة، بإجمالي استثمارات 4.5 مليار دولار. وتشمل المذكرتان مذكرة مع تحالف «أكوا باور» السعودية و«مصدر» الإماراتية لتنفيذ محطة لتوليد الكهرباء بطاقة 2200 ميغاوات، ومحطات شمسية في عدة مواقع بقدرات إجمالية 1500 ميغاوات، ومحطة رياح 500 ميغاوات، بتكلفة نحو 2.4 مليار دولار. وذكر بيان لوزارة الكهرباء أن المذكرة الثانية مع شركة «أكوا باور» السعودية لإنشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم بقدرة 2000 ميغاوات قابلة للتوسع حتى 4000 ميغاوات، بتكلفة نحو 7 مليارات دولار.
ورفعت الحكومة المصرية دعم الكهرباء في موازنتها الحالية جزئيا، كما أعلنت أواخر العام الماضي أسعار شراء الطاقة من المحطات الشمسية وقسمتها إلى خمس شرائح، تبدأ من 84.8 قرش (0.12 دولار) للكيلووات/ ساعة لمشاريع القطاع المنزلي التي من المتوقع ألا تزيد قدرة أي منها على 10 كيلووات، في حين وصل السعر في الشريحة العليا إلى 102.5 قرش للكيلووات/ ساعة للمشاريع التي تدور قدرتها بين 20 و50 ميغاوات.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.