64 جريمة قتل منذ مطلع 2021 في المجتمع العربي داخل إسرائيل

الشرطة فكت رموز 22 % مقابل 70 % من المجتمع اليهودي

مظاهرة في تل أبيب مارس الماضي تطالب الشرطة بالتصدي للجريمة في المجتمع العربي (أ.ف.ب)
مظاهرة في تل أبيب مارس الماضي تطالب الشرطة بالتصدي للجريمة في المجتمع العربي (أ.ف.ب)
TT
20

64 جريمة قتل منذ مطلع 2021 في المجتمع العربي داخل إسرائيل

مظاهرة في تل أبيب مارس الماضي تطالب الشرطة بالتصدي للجريمة في المجتمع العربي (أ.ف.ب)
مظاهرة في تل أبيب مارس الماضي تطالب الشرطة بالتصدي للجريمة في المجتمع العربي (أ.ف.ب)

رغم ادعاءات الشرطة الإسرائيلية بوضع خطط جديدة كبيرة لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي، ورفضها الاتهامات الموجهة لها بالتمييز والإهمال، كشف تقرير صحافي أن وضع الجريمة يستفحل ويزداد عن السنة الماضية، وأنه في مقابل فك رموز 70 في المائة من الجرائم التي تقع في المجتمع اليهودي، فإنها لم تنجح في فك رموز سوى 22 في المائة من الجرائم التي وقعت في المجتمع العربي.
وقال تقرير لصحيفة «هآرتس»، نشر أمس الأحد، إن عدد الجرائم التي وقعت في المجتمع العربي منذ بداية السنة وحتى نهاية الشهر الماضي، بلغ 64 جريمة، بزيادة 13 جريمة عن السنة الماضية التي وقعت فيها 51 جريمة. وللمقارنة، فإن عدد الجرائم في الوسط اليهودي انخفضت من 26 إلى 21 في هذه السنة. وتدل هذه الأرقام على أن المجتمع العربي الذي يشكل 19 في المائة من المواطنين في إسرائيل، تعرض لأكثر من 66 في المائة من جرائم القتل في عموم إسرائيل، السنة الماضية، بينما تعرض هذه السنة لما يعادل 75 في المائة من هذه الجرائم.
وقالت الصحيفة إن الشرطة تمتنع بشكل متعمد عن نشر معطيات حول فك رموز الجرائم، حتى لا تبدو كمن يعترف بتقصيره. وفي بيان للشرطة حول هذه المشكلة، حاولت إلقاء المسؤولية على المواطنين العرب «الذين يخشون من عصابات القتل ولا يتعاونون مع الشرطة عند جمع الأدلة لإدانة المجرمين». لكن النيابة اعترفت بأن «سلطات إنفاذ القانون في إسرائيل برمتها، فشلت في معالجة موضوع العنف في المجتمع العربي، وكان بإمكاننا العمل أكثر وتحقيق نتائج أفضل». وقال مصدر فيها إن «أسباب تنامي الجريمة يعود إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وانتشار البطالة والفقر في الوسط العربي أكثر منها في الوسط اليهودي، بالإضافة إلى انتشار ظاهرة الثأر والنظرة السلبية إلى حرية المرأة والعنف بشكل عام».
وأما لجنة مكافحة العنف التابعة للجنة المتابعة العليا للعرب في إسرائيل، فهاجمت الشرطة بشدة على محاولتها التملص من المسؤولية، وقال إن «انتشار العنف هو مسؤولية جماعية، لنا نحن العرب دور فيها ونسعى لنشر ثقافة التسامح والابتعاد عن الثأر والقتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة، ولكن في غياب شرطة جدية تعمل بمهنية، لن نستطيع مكافحة الجريمة. فإذا كان 78 في المائة من ملفات الجرائم تغلق من دون العثور على مرتكبيها، ومن دون حساب للمجرمين، فإن هذا يشكل تشجيعاً للمجرمين، ليرتكبوا جرائمهم وهم مطمئنون إلى حقيقة أن الشرطة لن تفك رموز 80 في المائة من الجرائم».
يذكر أن جرائم العنف في المجتمع العربي في إسرائيل باتت موضوع القلق الأول لدى فلسطينيي 48، وهم يخرجون بمظاهرات احتجاجية على تقاعس الشرطة، وفي الوقت ذاته يديرون حملات توعية وتثقيف في المدارس والجوامع والكنائس والخلوات والشبكات الاجتماعية والإعلام. وقد خصصت الحكومة الإسرائيلية مبلغ مليار شيقل (320 مليون دولار) في موازنة السنة الحالية لمكافحة الجريمة في المجتمع العربي بشكل خاص.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.