أمير الحرب السابق دوستم يعود إلى أفغانستان لإنقاذ معقله

من أبرز القادة الأوزبك ومعروف بوحشيته في الحروب

أمير الحرب الأفغاني السابق عبد الرشيد دوستم (غيتي)
أمير الحرب الأفغاني السابق عبد الرشيد دوستم (غيتي)
TT

أمير الحرب السابق دوستم يعود إلى أفغانستان لإنقاذ معقله

أمير الحرب الأفغاني السابق عبد الرشيد دوستم (غيتي)
أمير الحرب الأفغاني السابق عبد الرشيد دوستم (غيتي)

عاد أمير الحرب السابق عبد الرشيد دوستم، إلى أفغانستان، وفق ما أعلن مقربون منه أول من أمس (الخميس)، فيما تشدد حركة «طالبان» الضغط على معقله في شبرغان (شمال) والعديد من المدن الكبرى الأخرى.
وصل المشير دوستم، المقيم في تركيا منذ عدة أشهر لتلقي العلاج على الأرجح، إلى كابل مساء أول من أمس، حيث التقى بكبار المسؤولين لمناقشة الوضع في مدينة شبرغان، عاصمة ولاية جوزجان في شمال أفغانستان، وفق ما قال إحسان نيرو، أحد المتحدثين باسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف المصدر أن دوستم ينتظر الآن «لقاء الرئيس أشرف غني». وكان دوستم (66 عاماً) حليفاً للرئيس أشرف غني ونائباً له بين عامي 2015 و2019 لكنّه ما لبث أن بدّل ولاءه، على جاري عادته، ودعم عبد الله في الانتخابات الرئاسية التي خاضها الأخير ضدّ الرئيس المنتهية ولايته في نهاية 2019.
ويُعد دوستم من أبرز القادة الأوزبك، وهو معروف بتبديل ولاءاته في السياسة وبوحشيته في الحروب. لكنّ الرجل لا يزال يمتلك رصيداً سياسياً كبيراً على الرّغم من جرائم الحرب المتّهم بها، وأبرزها مجزرة راح ضحيّتها نحو ألفي عنصر من حركة «طالبان» داخل حاويات شحن في 2001. غير أنّ دوستم ينفي كلّ الاتهامات الموجّهة إليه.
سيشكّل وقوع معقله في شبرغان في أيدي «طالبان»، في حال تم، نكسة أخرى للحكومة التي دعت مؤخراً أمراء الحرب السابقين ومختلف الميليشيات إلى السعي لوقف تقدم المتمردين. استولت حركة «طالبان» في الأشهر الثلاثة الأخيرة على مناطق ريفية شاسعة ومعابر حدودية رئيسية خلال هجوم خاطف باشرته مع بدء انسحاب القوات الأجنبية الذي ينبغي أن يُنجَز بحلول 31 أغسطس (آب).
وبعدما لاقت مقاومة ضعيفة في الأرياف، انتقلت حركة «طالبان» قبل أيام للتركيز على المدن الكبرى محاصرةً عواصم عدة ولايات. ومن بين المدن المحاصَرة لشكركاه، عاصمة ولاية هلمند أحد معاقل المتمردين، حيث شن الجيش هجوماً مضاداً مساء الأربعاء وكثف قصفه الخميس بعد أن دعا السكان إلى مغادرة المدينة. ويدفع المدنيون العالقون في القتال الثمن باهظاً في لشكركاه البالغ عدد سكانها 200 ألف نسمة. فقد قُتل ما لا يقل عن 40 مدنياً وأُصيب 118 خلال 24 ساعة، وفق ما أعلنت (الثلاثاء) بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في أفغانستان. ودعا الاتحاد الأوروبي أول من أمس إلى «وقف عاجل وكامل ودائم لإطلاق النار» في أفغانستان، مندداً بتكثيف حركة «طالبان» هجماتها الدموية، بعد أن وعدت بشن هجمات جديدة بعد استهداف وزير الدفاع في كابل (الثلاثاء) في هجوم لم يُصب فيه بأذى.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.