هل تعاني من إحدى علامات «خطر الوفاة المبكرة؟»

الخبراء أشاروا الى أنماط مختلفة من السلوك لدى من ماتوا ومن نجوا (رويترز)
الخبراء أشاروا الى أنماط مختلفة من السلوك لدى من ماتوا ومن نجوا (رويترز)
TT

هل تعاني من إحدى علامات «خطر الوفاة المبكرة؟»

الخبراء أشاروا الى أنماط مختلفة من السلوك لدى من ماتوا ومن نجوا (رويترز)
الخبراء أشاروا الى أنماط مختلفة من السلوك لدى من ماتوا ومن نجوا (رويترز)

يخاف الكثيرون من فكرة الموت، لكن الخبراء يقولون إن عاداتك اليومية يمكن أن تكشف ما إذا كنت معرضاً لخطر الموت المبكر بشكل أكبر، وفقاً لصحيفة «الصن».
ويقول الأطباء إن العلامات التحذيرية قد تبدأ في الظهور بالفعل قبل وفاتك بعشر سنوات.
وكتب الخبراء في المجلة الطبية البريطانية، أن ضعف الوظيفة الحركية الجسدية، الذي يزداد سوءاً من سن 65. يرتبط بزيادة خطر الوفاة.
ونظر الباحثون في سبع وظائف مختلفة قد تكون قادرة على اكتشاف ما إذا كان الشخص سيموت صغيراً.
وشمل ذلك الوظائف اليومية مثل الطهي واستخدام المرحاض والتسوق وارتداء الملابس.
كانت العلامات الأخرى هي المدة التي يستغرقها الشخص للنهوض عن الكرسي وسرعة المشي وقوة القبضة.
وأوضح الخبراء أن الاكتشاف المبكر للتغيرات في الوظيفة الحركية يمكن أن يوفر «فرصاً للوقاية والتدخلات المستهدفة». ومن غير الواضح ما هي التدخلات المذكورة، حيث يختلف كل مريض فيما يحتاج إليه.
وأضاف العلماء: «رغم التركيز على الموت كنتيجة في هذه التحليلات، يجب أن يكون هدفنا دائماً إضافة الحياة إلى السنوات، وليس فقط سنوات في الحياة».
ونظر الخبراء في بيانات من 6 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 35 - 55 سنة بين عامي 1985 - 1988. مع التركيز على تأثير العوامل الاجتماعية والسلوكية والبيولوجية على الصحة على المدى الطويل.
ثم قاموا بفحص البيانات في عامي 2007 و2016 ودراسة المشاركين في عدد من العوامل، بما في ذلك الحياة اليومية والمهارات الأخرى مثل قوة القبضة. ثم تم تسجيل الوفيات من جميع الأسباب حتى أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
من أجل جعل البيانات عادلة، أخذ الخبراء في الاعتبار عوامل التأثيرات المحتملة الأخرى مثل القضايا الصحية الأساسية. ووجدوا أن ضعف الوظيفة الحركية كان مرتبطاً بزيادة مخاطر الوفاة بنسبة 22 في المائة لسرعة المشي و15 في المائة لقوة القبضة و14 في المائة للنهوض عن الكرسي.
عندما يتعلق الأمر بالأنشطة اليومية مثل الطهي والتسوق، زادت الصعوبات في ممارسة مثل هذه الأنشطة بنسبة 30 في المائة.
وقال الخبراء إن هناك أنماطاً مختلفة من السلوك لدى من ماتوا ومن نجوا.
على سبيل المثال، كان لدى المشاركين الذين ماتوا سرعة أقل في النهوض من الكرسي، مقارنة بأولئك الذين نجوا، قبل عشر سنوات من وفاتهم.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».