الطلب الداخلي القوي ينعش الصناعات الألمانية

قلق من نقص المواد الأولية

ارتفعت طلبيات السلع الألمانية الصنع بأكثر من المتوقع في يونيو (رويترز)
ارتفعت طلبيات السلع الألمانية الصنع بأكثر من المتوقع في يونيو (رويترز)
TT

الطلب الداخلي القوي ينعش الصناعات الألمانية

ارتفعت طلبيات السلع الألمانية الصنع بأكثر من المتوقع في يونيو (رويترز)
ارتفعت طلبيات السلع الألمانية الصنع بأكثر من المتوقع في يونيو (رويترز)

أظهرت بيانات الخميس ارتفاع طلبيات السلع الألمانية الصنع أكثر من المتوقع في يونيو (حزيران) الماضي، مدفوعة بحجوزات للمنتجات الصناعية الكبيرة لعملاء محليين في المقام الأول.
وأظهرت بيانات نشرها مكتب الإحصاءات الاتحادي أن طلبيات السلع «المصنوعة في ألمانيا» قفزت 4.1 في المائة على أساس شهري بعد التعديل في ضوء العوامل الموسمية. وتفوق هذا على توقعات رويترز لارتفاع قدره 1.9 في المائة، وجاء بعد انخفاض معدل الصعود بنسبة 3.2 في المائة في مايو (أيار).
وأوضح المكتب أن القيمة الحقيقية للطلبات (بعد حساب التغييرات الموسمية) زادت بنسبة 28.1 في المائة خلال النصف الأول من عام 2021، على ما كانت عليه في الفترة الزمنية ذاتها من العام الماضي التي تأثرت بشدة من تفشي فيروس كورونا المستجد. ومقارنة بالنصف الثاني من عام 2020، بلغت الزيادة 8 في المائة، بحسب البيانات.
ورغم زيادة الطلبيات في قطاع الصناعة، فلم تتعاف المبيعات بالمعدل ذاته، حيث تسببت الاختناقات في التوريد ونقص المواد في الحد من الإنتاج. وبحسب بيانات المكتب، زاد الحجم الحقيقي للمبيعات خلال النصف الأول من هذا العام بنسبة 10 في المائة على ما كان عليه في الفترة الزمنية ذاتها من العام الماضي، كما تراجعت الخسائر بنسبة 1.4 في المائة من مايو إلى يونيو هذا العام.
وقال توماس جيتسل، كبير الاقتصاديين ببنك «في بي»: «في الواقع يعد وضع قطاع الصناعة مبهرا. سجلات الطلبيات ممتلئة»، ولكنه أشار إلى أن المشكلة تكمن في أن الأوساط الصناعية غير قادرة حالياً على تحويل الطلبات المتراكمة إلى إنتاج يسير بشكل جيد، إذ هناك عبء ناتج عن نقص المنتجات الأولية.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية زيادة عدد عقود التدريب الجديدة التي تم إبرامها في قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات العامة في ألمانيا حتى الآن مقارنة بما كانت عليه في الفترة الزمنية ذاتها في العام الماضي.
وأوضحت الغرفة أنه تم إبرام 195 ألف عقد تدريب جديد في هذه المجالات بألمانيا حتى نهاية يوليو (تموز) الماضي. وقال رئيس الغرفة بيتر أدريان لصحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونغ» الألمانية في تصريحات تم نشرها الخميس: «بذلك نكون أعلى بقليل عن أعداد العام الماضي». ولكنه أشار إلى أن الوضع في سوق التدريب لا يزال يبعث على التحدي، وأوضح أنه لا تزال هناك شركات غير قادرة على شغل كثير من أماكن التدريب لديها؛ لأنه لا يوجد متقدمون لهذه الأماكن. وأعرب أدريان عن أمله في زيادة عقود التدريب - حتى في ظل هذه الظروف - حتى نهاية العام. ويذكر أن الغرفة كانت أشارت إلى أدلة واضحة في نهاية يوليو الماضي بأن الاتجاه التنازلي في سوق التدريب قد توقف.
وكان تم تسجيل نحو 147 ألف عقد تدريب في مجالات الصناعة والتجارة والخدمات حتى نهاية يونيو الماضي، وزاد بذلك على ما تم تسجيله خلال الفترة الزمنية ذاتها من العام الماضي بنسبة 1.4 في المائة.


مقالات ذات صلة

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أوروبا روسيا تعتزم تنظيم أكبر احتفال في تاريخها بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية (رويترز)

روسيا تنظم «أكبر احتفال» بالذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية

أعلنت روسيا اليوم (الثلاثاء) أنها تعتزم تنظيم «أكبر احتفال في تاريخها» بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في سياق تمجيد القيم الوطنية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية «لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

«لاهوت التحرر» يفقد مؤسّسه الكاهن الكاثوليكي البيروفي غوستافو غوتيرّيس عن 96 عاماً

مطلع العقد السادس من القرن الماضي شهدت أميركا اللاتينية، بالتزامن مع انتشار حركات التحرر التي توّجها انتصار الثورة الكوبية.

شوقي الريّس (هافانا)
أوروبا رجل يلتقط صورة تذكارية مع ملصق يحمل صورة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول: «لماذا نريد مثل هذا العالم إذا لم تكن روسيا موجودة فيه؟» (رويترز)

«فليحفظ الرب القيصر»... مؤيدون يهنئون بوتين بعيد ميلاده الثاني والسبعين

وصف بعض المؤيدين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ«القيصر»، في عيد ميلاده الثاني والسبعين، الاثنين، وقالوا إنه أعاد لروسيا وضعها، وسينتصر على الغرب بحرب أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم جندي أوكراني يجلس داخل دبابة ألمانية الصنع من نوع «ليوبارد 2 إيه 5» بالقرب من خط المواجهة (أ.ف.ب)

هل انتهى عصر الدبابات «ملكة المعارك» لصالح الطائرات المسيّرة؟

رغم أن الدبابات ساعدت أوكرانيا في التقدم داخل روسيا، تعيد الجيوش التفكير في كيفية صنع ونشر هذه الآليات القوية بعد أدائها المتواضع خلال الفترة الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا بوتين يتحدث مع طلاب مدرسة في جمهورية توفا الروسية الاثنين (إ.ب.أ) play-circle 00:45

بوتين يتوعد الأوكرانيين في كورسك ويشدد على استمرار الحرب حتى تحقيق أهدافها

شدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن الهجوم الأوكراني في كورسك لن يوقف تقدم جيشه في منطقة دونباس، متعهداً بمواصلة العمليات الحربية حتى تحقيق أهداف بلاده.

رائد جبر (موسكو)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».