ارتفاع قياسي لوفيات «كورونا» في أفريقيا

دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جاكرتا قبل أيام (رويترز)
دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جاكرتا قبل أيام (رويترز)
TT

ارتفاع قياسي لوفيات «كورونا» في أفريقيا

دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جاكرتا قبل أيام (رويترز)
دفن إحدى ضحايا «كورونا» في جاكرتا قبل أيام (رويترز)

قالت منظمة الصحة العالمية إن عدداً قياسياً من المصابين بفيروس كورونا في أفريقيا قد توفوا بسبب تداعيات الإصابة هذا الأسبوع.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء عن فيونا أتوهبوي، مسؤولة منظمة الصحة العالمية المعنية بإدخال اللقاحات في المنطقة الأفريقية، القول في إفادة عبر الإنترنت، الخميس، إن أكثر من 6400 شخص توفوا هذا الأسبوع بسبب إصابتهم بمرض «كوفيد – 19» الذي يسببه الفيروس، بزيادة بنسبة 2 في المائة مقارنة مع الأسبوع السابق. وشكّلت الوفيات في جنوب أفريقيا وتونس أكثر من 55 في المائة. وأضافت المنظمة أن عدد الوفيات يزداد في 15 دولة.
وأشار أتوهبوي إلى أن عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا ارتفع بنسبة 19 في المائة خلال الأسبوع نفسه أيضاً.
وسُجلت أكثر من 200 مليون إصابة بـ«كوفيد – 19» في العالم منذ رصد فيروس كورونا للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) 2019، في وقت تشهد فيه الإصابات ارتفاعاً جديداً وتزيد الوفيات بوتيرة أقل وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية، استناداً إلى أرقام رسمية صباح أمس (الخميس).
وسُجلت أكثر من 600 ألف حالة يومية بمعدل وسطي في الأيام السبعة الأخيرة في العالم أي بارتفاع نسبته 68 في المائة مقارنة بأدنى مستوى لها في منتصف يونيو (حزيران) (360 ألف إصابة في اليوم) وهي عائدة خصوصاً إلى انتشار المتحورة دلتا شديدة العدوى التي رصدت للمرة الأولى في الهند.
وارتفعت نسبة الوفيات حول العالم (9.350 وفاة يومياً حالياً) بنسبة 20 في المائة منذ مطلع يوليو (تموز)، عندما كانت قد انخفضت إلى 7800 وفاة يومياً.
ويُلاحَظ تفاوت بين الزيادة في الإصابات والوفيات في بعض البلدان الأكثر تضرراً حالياً. ففي الولايات المتحدة، البلد الذي يسجل العدد الأكبر من الإصابات يومياً، ازدادت الحالات الجديدة بنسبة تجاوزت 820 في المائة منذ نهاية يونيو (حالياً 94 ألف حالة يومياً مقارنة مع 11 ألفاً حينها)، بينما ارتفعت نسبة الوفيات بنحو 105 في المائة، من 210 وفيات مطلع يوليو إلى 430 حالياً.
في بريطانيا، حيث كانت تُسجل قرابة 47 ألف حالة يومياً قبل بضعة أسابيع، فيما شكل ذروة تخطت بأشواط الموجة الأخيرة - 30 مرة أكثر مما كانت عليه في مايو (أيار) - تضاعف عدد الوفيات أكثر من عشر مرات، من ست وفيات يوميا إلى أكثر من 80. ويُعد هذا المعدل منخفضاً للغاية مقارنة مع 1250 وفاة تم تسجيلها يومياً في شهر يناير (كانون الثاني).
في المقابل، تواصل إندونيسيا، حيث تُسجل 35 ألف إصابة يومياً بانخفاض بنسبة 19 في المائة خلال أسبوع واحد، تسجيل عدد متزايد من الوفيات: 1700 حالة يومياً خلال الأيام السبعة الماضية، بزيادة بنسبة 8 في المائة على الأسبوع السابق. وتعد الموجة الحالية الأسوأ منذ بدء تفشي الوباء في البلد الذي يسجل حالياً العدد الأكبر من الوفيات الجديدة في العالم.
ويتزامن هذا التفاوت في الأرقام مع لا مساواة كبيرة لناحية الحصول على اللقاحات. تلقى 58 في المائة من الأميركيين و69 في المائة من البريطانيين جرعة واحدة على الأقل، مقارنة بـ18 في المائة من الإندونيسيين.
وتقدر السلطات الصحية الأميركية أن أولئك الذين تلقوا اللقاح هم أقل عرضة 25 مرة لدخول المستشفى أو الوفاة جراء «كوفيد – 19».
ويُعد إجمالي الإصابات المسجل رسمياً في العالم (200.065.905) أقل من الأرقام الفعلية على الأرجح، بسبب عدم رصد نسبة كبيرة من الحالات الأقل خطورة أو غير المصاحبة بأعراض، رغم تكثيف وتيرة إجراء الاختبارات في العديد من البلدان، بينما تتبع الدول سياسة مختلفة فيما يتعلق بإجراء الاختبارات.
أودى الوباء رسمياً بحياة أكثر من 4.25 مليون شخص في أنحاء العالم، وهو رقم تعتبره منظمة الصحة العالمية أقل من الرقم الفعلي.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».