صفقة في الكنيست بين الائتلاف و«الموحدة» لتبادل رخص البناء

العرب اعتبروها تشريعاً للاستيطان في المناطق الفلسطينية

مواجهة بين فلسطينيين ومستوطنين يهود في غور الأردن بالضفة خلال يونيو الماضي (رويترز)
مواجهة بين فلسطينيين ومستوطنين يهود في غور الأردن بالضفة خلال يونيو الماضي (رويترز)
TT

صفقة في الكنيست بين الائتلاف و«الموحدة» لتبادل رخص البناء

مواجهة بين فلسطينيين ومستوطنين يهود في غور الأردن بالضفة خلال يونيو الماضي (رويترز)
مواجهة بين فلسطينيين ومستوطنين يهود في غور الأردن بالضفة خلال يونيو الماضي (رويترز)

أقر الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، في ختام دورته الصيفية، فجر أمس الخميس، قانونا يتضمن صفقة لإجازة مشاريع بناء في المستوطنات اليهودية التي يعيش فيها المتدينون اليهود من التيار الأرثوذكسي المتزمت، مقابل إجازة أبنية غير مرخصة في البلدات العربية.
وقد صودق على القانون بتأييد كتل الائتلاف، وبينها القائمة العربية الموحدة للحركة الإسرائيلية. وقال رئيس هذه القائمة، النائب منصور عباس، مبررا تصويته، إنه يتوقع أن تصادق اللجنة المختصة بهذا القانون على إجازة 35 ألف وحدة سكنية في المدن والقرى العربية لفلسطينيي 48. وأثار هذا الموقف انتقادات شديدة في الساحة السياسية العربية في إسرائيل، إذ اعتبره مصدر في القائمة المشتركة «صفقة مشبوهة يتم خلالها تبرير استمرار التوسع الاستيطاني على حساب أهلنا في المناطق الفلسطينية المحتلة».
وقالت (المشتركة)، إن الترجمة العملية لسياسة الحكومة نراها على الأرض، حيث يتم هدم مئات البيوت العربية في إسرائيل والضفة الغربية، آخرها هدم قرية العراقيب في النقب، صبيحة الخميس، وهدم عشرات البيوت في منطقة رام الله وغور الأردن، وفي هجمة بناء استيطانية تنفذها مؤسسات صهيونية مختلفة، مثل (الصندوق القومي الإسرائيلي).
وحسب صحيفة «هآرتس»، أمس، فإن الصندوق القومي المذكور، بدأ يدفع قدماً بتسجيل 530 عقاراً في الضفة الغربية في دائرة الأراضي، وصادق مجلس إدارته على خطة تضم 17 ألف صفقة عقارية في الضفة وإسرائيل، تبلغ تكلفتها مائة مليون شيكل (31 مليون دولار)، خلال خمس سنوات. وأوضحت الصحيفة، أن الحديث يدور عن صفقات أبرمتها المؤسسة قبل وبعد عام 1948، غير أنها لم توثق في دائرة «الطابو» الحكومية. وقالت إن الصندوق اشترى أراضي في جميع أنحاء الضفة، بما في ذلك في مناطق A وB، التي تخضع للسيطرة الإدارية للسلطة الفلسطينية. وتزعم المؤسسة أن الوثائق تشير إلى 360 صفقة أراض أبرمت في الضفة، من بينها 170 صفقة تم التوقيع على عقود شراء أراض، معظمها تمت بعد احتلال الضفة، في العام 1967، باسم شركة (هيمنوتا يهودا والسامرة). وبحسب تقديرات الصندوق القومي اليهودي، فإن بعض العقارات يسكنها فلسطينيون، وستلجأ سلطة الأراضي الإسرائيلية إلى إخلائها.
وذكرت صحيفة «هآرتس»، أن وزارة الأمن الإسرائيلية، حشدت الصندوق القومي اليهودي لشراء مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية الخاصة في الضفة الغربية، للمستوطنين الذين قاموا بزراعتها في حين لم يسمح لأصحابها بالدخول إليها. وتقوم مؤسسة «كيرن كييمت ليسرائيل»، الصندوق القومي، بتسجيل آلاف الأملاك الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس، في إجراء سيؤدي في بعض الحالات إلى تهجير فلسطينيين يسكنون فيها. ويشمل المخطط 17 ألف ملف يتعلق بتسجيل أراض في جميع أنحاء البلاد، بينها 530 ملفا توثق صفقات في مراحل مختلفة لشراء أملاك في الضفة، و2050 في منطقة القدس الشرقية المحتلة.
من جهة ثانية، هدمت السلطات الإسرائيلية، فجر أمس الخميس، قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، وذلك للمرة الـ191 على التوالي. وعبر السكان عن شجبهم واستنكارهم الشديدين لاستمرار السلطات الإسرائيلية بهدم المساكن والاستفزازات المتكررة لهم. وقال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن العراقيب، أحمد خليل أبو مديغم الطوري: «اليوم، وبعد أسبوعين من مهرجان التحدي والصمود الذي امتاز بالحضور والمشاركة وافتتاح مركز صمود العراقيب الثقافي، قامت قوات الخراب والدمار من وحدة «يوآف» التابعة لدائرة أراضي إسرائيل، بهدم بيوت العراقيب للمرة 191. ونحن نتوجه إلى جميع أعضاء الكنيست العرب داخل وخارج الحكومة الإسرائيلية، بالتكاتف حول قضية العراقيب خاصةً والنقب عامة، من أجل العيش بكرامة».
وقال الطوري: «الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بدون استثناء ترى في البدو عدوا لها، ولذلك وضعت سياسة ذات مبدأ «يجب ترحيلهم». ولكننا قررنا الاستمرار في النضال حتى الرمق الأخير لتثبيت حقنا في هذه الأرض المقدسة». وأكد، أن «قرية العراقيب تضم مقابر إسلامية ومنها تابعة لعائلة الطوري منذ 1905 التي تخدم أهل العائلة في العراقيب ورهط ومنطقة النقب، حتى اليوم، وكذلك آبار مياه وسدودا للزراعة حتى يومنا هذا».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.