إجلاء المئات مع اقتراب حريق من محطة حرارية بتركيا

أكد فخر الدين ألطون، رئيس دائرة الاتصال برئاسة الجمهورية التركية، أنه لم يتم تسجيل أضرار جسيمة بمحطة للطاقة الحرارية وصلت إليها حرائق الغابات غربي البلاد.
وشدد على أنه جرى وقف تشغيل المحطة بسبب وصول نيران حرائق الغابات إلى موقعها، وإجلاء جميع العاملين بها.

وكتب ألطون، فجر اليوم (الخميس)، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تعليقاً على النيران التي وصلت إلى موقع محطة «كمر كوي» للطاقة الحرارية بحي «يني كوي» في قضاء «ميلاس» التابع لولاية موجلا غربي البلاد: «نظرا لأنه كان من المتوقع تطور الأمور ووصولها إلى هذه النقطة، فقد تم وقف تشغيل محطة كمر كوي للطاقة الحرارية، وإجلاء جميع العاملين بها على الفور».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عنه القول إن النيران وصلت بالفعل إلى بعض النقاط بموقع المحطة، وإنه بعد إخلاء المحطة قامت فرق الإطفاء بفحص المكان ليتضح أن الوحدات الرئيسية بالمحطة لم تُصب بأضرار جسيمة، موضحاً أن الجهود مستمرة لاتخاذ جميع التدابير اللازمة بما في ذلك عمليات التبريد.
بدأت فرق الإغاثة التركية، اليوم (الخميس)، إجلاء مئات السكان بحراً فيما يقترب حريق بشكل خطر من محطة للطاقة الحرارية تخزّن آلاف الأطنان من الفحم.
وعلى وقع إنذارات الإخلاء، كان السكان يكدسون المقتنيات القليلة التي تمكنوا من أخذها من منازلهم على متن زوارق سريعة لحرس السواحل الذين جُندوا في مرفأ «أورين» قرب مدينة ميلاس التي تقع إلى جوارها محطة الطاقة، على ما أفاد صحافيو وكالة الصحافة الفرنسية على الأرض.

وهذه الحرائق غير المسبوقة في تركيا المندلعة منذ أسبوع ناجمة عن موجة حر قصوى تضرب جنوب البلاد على ارتباط بالاحترار المناخي، على ما يفيد خبراء.
وأكدت السلطات المحلية أن مخازن الهيدروجين المستخدمة لتبريد المحطة التي تعمل بالفيول والفحم، أُفرغت ومُلئت بالمياه احترازاً.
وطالت حرائق الغابات عدة ولايات جنوب وجنوب غربي تركيا، من بينها أنطاليا وأضنة وموجلا ومرسين وعثمانية، وأعلنها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في وقت سابق «مناطق منكوبة».
وأظهرت مشاهد بثها رئيس بلدية ميلاس، محمد توكات، حريقاً مستعراً عند مدخل المحطة، وكتب في تغريدة: «يجري الآن إخلاء المحطة بالكامل».

ونجحت فرق الإطفاء بداية في السيطرة على الحريق بفضل طائرتين قاذفتين للماء أرسلتهما إسبانيا ومروحيات أفرغت مياها من البحر على قمم الجبال والمناطق السكنية القريبة. إلا أن ألسنة النار اندلعت مجدداً بعد الظهر.
وغرد رئيس البلدية: «نرجوكم ونحذّركم منذ أيام. الحريق طوّق المحطة»، طالباً «إرسال طائرة قاذفة للمياه فوراً».
وشاهد فريق وكالة الصحافة الفرنسية في ميلاس عمال أحراج يحفرون خنادق حول المحطة المهددة لحمايتها من النيران.

ويجتاح أكثر من 180 حريقاً منذ الأربعاء الماضي غابات وأراضي زراعية، إضافةً إلى مناطق مأهولة على السواحل التركية على المتوسط وبحر إيجه، أوقعت ثمانية قتلى.
كذلك طالت النيران مواقع سياحية استعادت نشاطها في الفترة الأخيرة بعد أشهر من القيود المفروضة لاحتواء تفشي وباء «كوفيد - 19».
وأفاد مركز المراقبة عبر الأقمار الصناعية التابع للاتحاد الأوروبي بأن قوة الحرائق في تركيا بلغت كثافة «غير مسبوقة» منذ 2003.

وتواجه الحكومة التركية انتقادات كثيرة حول إدارتها للأزمة والنقص في طائرات مكافحة الحرائق.
وأقر الرئيس رجب طيب إردوغان خلال مقابلة مباشرة عبر التلفزيون مساء الأربعاء، بأن «الحريق قد يدمّر المحطة بالكامل».
وتأخذ المعارضة على إردوغان فشله في المحافظة على قاذفات المياه التي تملكها تركيا والتأخر في قبول المساعدة الدولية.
وحذر المجلس الأعلى التركي للمرئي والمسموع من جهته محطات التلفزة من بث معلومات حول الحرائق «قد تثير الخوف والقلق» في نفوس السكان.
واتهم إردوغان في مقابلته التلفزيونية المعارضة بالسعي لتحقيق منفعة سياسية من الوضع، في حين تتأثر دول الجوار مثل اليونان أيضاً بالحرائق.

وقال إن «حرائق الغابات تشكل تهديداً دولياً مثل جائحة كوفيد... مثل أي مكان في العالم، حدثت زيادة حادة في حرائق الغابات في بلادنا. يجب ألا يكون هناك مجال للسياسة في هذه القضية».
ويفيد خبراء بأن التغير المناخي في دول مثل تركيا يزيد من تواتر حرائق الغابات وحدّتها.
وقال وزير الزراعة التركي بكر باكديميرلي، إن الحرارة في مدينة مارمريس الواقعة على بحر إيجه بلغت مستوى قياسياً مع تسجيلها 45.5 درجة خلال الأسبوع الحالي.
وقال الوزير للصحافيين: «نحن نشن حرباً. يجب أن تبقى معنوياتنا عالية. أحث الجميع على التحلي بالصبر».