«الصحة العالمية» للدول الغنية: امنحوا «الجرعة المعززة» لفقراء العالم

دعت إلى تجميدها حتى نهاية سبتمبر المقبل

باكستاني يتلقى جرعة لقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)
باكستاني يتلقى جرعة لقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)
TT

«الصحة العالمية» للدول الغنية: امنحوا «الجرعة المعززة» لفقراء العالم

باكستاني يتلقى جرعة لقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)
باكستاني يتلقى جرعة لقاح في كاراتشي أمس (إ.ب.أ)

أطلقت منظمة الصحة العالمية، أمس (الأربعاء)، نداء إلى الدول، خصوصاً الغنية، التي تعتزم منح مواطنيها جرعة ثالثة (معززة)، اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا»، لمنح هذه اللقاحات الدول الفقيرة لتتمكن من تلقيح 10 في المائة من سكانها على الأقل.
ودعا المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس إلى تجميد الجرعات المعززة (الثالثة) للقاحات المضادة لفيروس كورونا، لوضع هذه الجرعات في تصرف البلدان التي لم تحصِّن سوى قسم ضئيل من سكانها.
وقال، خلال مؤتمر صحافي لمنظمة الصحة العالمية عقد في جنيف: «نحتاج إلى قلب الوضع بسرعة والانتقال من توجيه غالبية اللقاحات إلى الدول الغنية، إلى توجيه غالبيتها إلى الدول الفقيرة»، مؤكداً أن التجميد يجب أن يستمر «حتى نهاية سبتمبر (أيلول) على الأقل». وأضاف أن الهدف من هذه الخطوة هو ضمان تطعيم 10 في المائة على الأقل من سكان كل دولة.
وقالت كاثرين أوبراين، مديرة قسم التطعيم واللقاحات والمنتجات الحيوية في المنظمة: «نريد بدلاً من ذلك التركيز على أن يحصل الناس الأكثر عرضة لخطر المرض الشديد والوفاة على الجرعتين الأولى والثانية».
إلى ذلك، من المقرر أن تبدأ ألمانيا التبرع على الفور بكل ما تبقى لديها من جرعات من لقاح أسترازينيكا المضاد لكورونا لبرنامج «كوفاكس» الدولي الذي يزود البلدان النامية باللقاحات، حسبما قال وزير الصحة ينس سبان، في مقابلة مع المجموعة الإعلامية الألمانية.
ووصل عدد جرعات اللقاحات المعطاة في العالم إلى 21.‏4 مليار جرعة.
كشفت البيانات المجمعة لوكالة «بلومبرج» للأنباء عن إعطاء أربعة مليارات و215 مليون جرعة من اللقاحات المضادة للفيروس حول العالم. وتتصدر الصين دول العالم من حيث عدد الجرعات التي تم إعطاؤها، تليها الهند ثم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والبرازيل واليابان والمملكة المتحدة وتركيا. ولا يعكس عدد الجرعات التي تم إعطاؤها نسبة مَن تلقوا التطعيم بين السكان، نظراً لتباين الدول من حيث عدد السكان.
- صفقة أوروبية
وأعلنت المفوضية الأوروبية، أمس (الأربعاء)، إقرار عقد لشراء ما يصل إلى 200 مليون جرعة من لقاح كوفيد - 19 مع شركة الأدوية الأميركية «نوفافاكس». ولا يزال يتعين موافقة وكالة الأدوية الأوروبية على اللقاح قبل توزيعه على الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي الـ27 واستخدامه فيها.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في بيان صحافي: «فيما تنتشر سلالات فيروس كورونا الجديدة في أوروبا وحول العالم، يعد هذا العقد الجديد مع شركة تختبر بالفعل لقاحها بنجاح ضد تلك السلالات، حماية إضافية لسكاننا».
وتوقع المفوضية العقود نيابة عن الدول الأعضاء التي يمكنها شراء جرعات اللقاح وفقاً لقاعدة توزيع تأخذ حجم السكان في الحسبان.
وبموجب العقد يمكن للدول الأعضاء شراء ما يصل إلى 100 مليون جرعة من لقاح «نوفافاكس» وينص على خيار شراء 100 مليون جرعة إضافية لاحقاً. وهذا هو العقد السابع من نوعه الذي تقره المفوضية بعد بيونتيك/فايزر وأسترازينيكا وسانوفي وجونسون آند جونسون وكيورفاك، ومودرنا.
وأضافت المفوضية أن هذا العقد يضمن أن يكون لدى التكتل ما يكفي من جرعات اللقاح أيضاً بحلول نهاية العام الجاري وفي 2022.
وبحسب المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، جرى توزيع أكثر من نصف مليار جرعة من اللقاحات على الدول الأعضاء حتى الآن.


مقالات ذات صلة

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».