ذكرى انفجار المرفأ تعيد اللبنانيين إلى الشارع

متظاهرون اقتحموا وزارة الاقتصاد وحاولوا دخول مبنى البرلمان

من المواجهات التي وقعت أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب مبنى مجلس النواب (أ.ف.ب)
من المواجهات التي وقعت أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب مبنى مجلس النواب (أ.ف.ب)
TT

ذكرى انفجار المرفأ تعيد اللبنانيين إلى الشارع

من المواجهات التي وقعت أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب مبنى مجلس النواب (أ.ف.ب)
من المواجهات التي وقعت أمس بين المتظاهرين وقوات الأمن قرب مبنى مجلس النواب (أ.ف.ب)

حاول محتجون مشاركون في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، أمس، اختراق الإجراءات الأمنية المحيطة بمبنى مجلس النواب اللبناني، بغرض اقتحامه، فيما استخدمت القوى الأمنية مدافع المياه، وأطلقت الغاز المسيل للدموع بغرض تفريقهم، في حين اقتحم متظاهرون مبنى العازارية في وسط بيروت، ودخلوا مكاتب وزارة الاقتصاد حيث قام بعضهم بالعبث بمحتوياتها.
واندلعت مواجهات بين القوى الأمنية والمحتجين في محيط مجلس النواب، في توتر أمني هو الأول منذ أشهر، مع إحياء الذكرى الأولى للانفجار المروع الذي وقع في مرفأ بيروت. وكان المتظاهرون الذين يشعرون بالغضب من عدم تحقيق العدالة لضحايا الانفجار ومن التدهور الشديد في الأحوال المعيشية يرشقون المبنى بالحجارة فيما حاول البعض تسلق بوابته. وأسفرت المواجهات عن تسجيل إصابات بحسب ما أفاد «الصليب الأحمر اللبناني» الذي تحدث عن نقل 8 جرحى من وسط بيروت و3 جرحى تمّ نقلهم من الجميزة، فيما أسعف 45 مصاباً في موقعهم.
ومع ارتفاع وتيرة الشغب، تحدثت قوى الأمن الداخلي عن «اعتداءات متكرّرة على العناصر وإصابة عدد منهم»، وطلبت من المتظاهرين السلميين، حفاظاً على سلامتهم «الخروج فوراً من الأماكن التي تحصل فيها الاعتداءات». وقالت قوى الأمن الداخلي في بيان لاحق، إنه «في ظل التعديات المتكررة على عناصر قوى الأمن الداخلي سوف نلجأ إلى استخدام الوسائل المشروعة والمتناسبة وفقاً للقوانين المرعيّة الإجراء بحق المتظاهرين غير السلميين».
في وقت تجمع فيه آلاف اللبنانيين قرب المرفأ المدمر، توجه مئات إلى الشوارع المؤدية إلى مجلس النواب، الذي انتشرت في محيطه تعزيزات أمنية مكثفة. وتوتر الوضع عندما رمى بعض المحتجين الحجارة على البوابة المقابلة قرب وزارة الاتصالات في شارع المصارف، محاولين اقتحام البرلمان من جهات عدة، كما أفيد بأن مجموعات من المحتجين رشقت بالحجارة مدخل مجلس النواب في شارع بلدية بيروت.
وحاول بعض المحتجين العبور عبر تسلق البوابة محاولين انتزاع الأسلاك الشائكة، مطالبين بـ«رفع الحصانة وبتحقيق العدالة»، بينما حاولت مجموعة من الشبان التقدم وهي مزودة بعصي وحجارة وقاطعة أسلاك شائكة. وتحدثت وسائل إعلام محلية عن أن القوى الأمنية ألقت القنابل المسيّلة للدموع باتجاه المتظاهرين في محيط المجلس لتفريقهم.
وكانت القوى الأمنية والجيش قد نفذت إجراءات أمنيّة مشدّدة على مداخل العاصمة للتدقيق في هويّات المارة وتفتيش سيّاراتهم، كما تم تفتيش السيارات والباصات المتوجّهة من الشمال نحو بيروت، في محلة المدفون في الشمال، وجرى التدقيق بهويات الركاب وتصويرها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.