«مقعد الرئيس» يربك افتتاح الدورة الاستثنائية لـ«النواب» الأردني

على خلفية انتقاد نائب رفْع أسعار المحروقات

النائب العدوان يرفض وساطة زملائه لمغادرة مقعد رئيس الوزراء (الشرق الأوسط)
النائب العدوان يرفض وساطة زملائه لمغادرة مقعد رئيس الوزراء (الشرق الأوسط)
TT

«مقعد الرئيس» يربك افتتاح الدورة الاستثنائية لـ«النواب» الأردني

النائب العدوان يرفض وساطة زملائه لمغادرة مقعد رئيس الوزراء (الشرق الأوسط)
النائب العدوان يرفض وساطة زملائه لمغادرة مقعد رئيس الوزراء (الشرق الأوسط)

على نحو استثنائي بدأت أولى جلسات الدورة الاستثنائية التي تقرر انعقادها مطلع الشهر الحالي للبرلمان الأردني، وذلك بعد إصرار نائب على الجلوس في مقعد رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الأمر الذي تسبب بجلبة واسعة تحت القبة خلال الجلسة الصباحية، أمس (الأربعاء).
ووسط دعوات رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات، للنائب عماد العدوان، إلى مغادرة كرسي رئيس الوزراء، اضطر العودات إلى رفع الجلسة إلى حين عودة النظام للقبة، وسط مشادات كلامية ساخنة بين النائب عن محافظة البلقاء، العدوان، ورئيس الوزراء.
ورفض النائب العدوان مغادرة مقعد الرئيس على خلفية انتقاده لقرار الحكومة الأخير رفع أسعار المحروقات في البلاد، ولدى طلب الرئيس الخصاونة من النائب مغادرة مقعده، قال النائب إن «الأمة مصدر السلطات، وأن المجلس هو مجلس الشعب»، مطالباً الخصاونة بمغادرة القبة فهو «غير مرغوب به».
من جهته رفض رئيس الوزراء الخصاونة كلام النائب، وخاطبه بالقول: «لن أسمح لك ولا لغيرك بمخاطبتي بهذا الكلام»، ثم يتوجه إلى منصة رئاسة النواب مطالباً «بتطبيق النظام الداخلي للمجلس، ووضع حد للفوضى»، ما أجبر رئيس مجلس النواب على رفع الجلسة للبحث في العقوبة المناسبة بحق النائب، الذي أفشل عقد أولى جلسات الدورة الاستثنائية صبيحة أمس.
وبعد فشل انعقاد الجلسة الصباحية، عاد رئيس مجلس النواب لدعوة المجلس للانعقاد بعد الظهر، وفي مطلع الجلسة، أكد «رفض المجلس لما قام به النائب»، مضيفاً أن «ما حدث غير مقبول بأي شكل من الأشكال»، رافضاً كذلك «المساس بشكل وأطر العلاقة الدستورية والأعراف التي تحكم عمل السلطتين، كما يرفض المساس بالمكانة الدستورية لرئيس وزراء الدولة الأردنية».
السابقة التي تسبب بها النائب العدوان، كشفت عن دورة استثنائية في العلاقة بين السلطتين، وحسب مراقبين فإن حادثة أمس تمهّد لسجالات نيابية حكومية على وقع مناقشة تشريعات مهمة تتصدرها قوانين البلديات واللامركزية وقانون ملحق للموازنة وقوانين ذات أثر اقتصادي.
وفي الجلسة المسائية التي عُقدت، أمس، وغاب عنها النائب العدوان، استبعد نواب أن يتعرض العدوان للعقوبات المنصوص عليها في النظام الداخلي للمجلس، محمّلين رئيس الوزراء «مسؤولية أحداث الجلسة الافتتاحية للدورة، وإصراره على قيام النائب العدوان من مقعده، واختصار صورة الرئيس بموقع محدد تحت القبة».
والدورة الاستثنائية وفق الدستور الأردني، تكون محصورة بما يَرِد على جدول أعمالها من قوانين وفق مرسوم ملكي بتنسيب من حكومته. ويتزامن عقد الدورة الحالية مع اقتراب انتهاء اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، توصياتها في قانونَي الأحزاب والانتخاب والتعديلات الدستورية وبرامج تمكين المرأة والشباب في الحياة السياسية نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، وهي التشريعات التي سيناقشها تمهيداً لإقرارها من مجلس الأمة مع بداية دورته العادية المقبلة المتوقع انعقادها منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».