في الوقت الذي دافع فيه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن «الحشد الشعبي» (المتطوعين الشيعة) بوصفه مؤسسة عراقية ضمن منظومة الأمن الوطني العراقي على الرغم من وجود من وصفهم بالمندسين الذين «يحاولون الإساءة إلى انتصاراتنا بارتكاب جرائم على أمن المواطنين»، فقد هاجم رجال دين شيعة البيان الذي أصدره شيخ الأزهر أحمد الطيب بخصوص انتهاكات ارتكبها الحشد الشعبي بحق سكان المناطق التي تم تحريرها في محافظة صلاح الدين.
وأشادت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة آية الله علي السيستاني أمس بالمعارك التي تخوضها القوات العراقية ضد تنظيم داعش ووصفتها بأنها معارك «مصيرية» للدفاع عن البلاد في حاضرها ومستقبلها.
وقال أحمد الصافي، معتمد المرجعية الشيعية في كربلاء أمام آلاف من المصلين في صحن الإمام الحسين خلال خطبة صلاة الجمعة: «إن القوات العراقية من الجيش والشرطة ومتطوعي الحشد الشعبي ورجال العشائر الغيارى تخوض معركة مصيرية للدفاع عن العراق في حاضره ومستقبله».
وأضاف: «إننا نعتز بوطنيتنا وهويتنا واستقلالنا وسيادتنا وإذا كنا نرحب بأية مساعدة تقدم من إخواننا وأصدقائنا فإننا نشكرهم عليها حيث إن هذا لا يعني أننا يمكن أن نغض الطرف عن هويتنا وسيادتنا لقد امتزجت دماء العراقيين من جميع الطوائف في هذه المعركة».
وقال: «إن تلاحم الصفوف بين مكونات الشعب العراقي له الأهمية في دحر الأعداء من الأراضي المغتصبة لأن العدو كان يستهدف تفتيت وحدة الشعب وأن التماسك بين أفراد الشعب لا بد أن يزداد وأن القوات العراقية والمتطوعين إنما يدافعون عن العراق هذا البلد الحضاري».
العبادي وفي كلمته التي ألقاها أول من أمس خلال مشاركته في الوقفة التضامنية مع القوات الأمنية اعترف بوجود مندسين بين صفوف القوات الأمنية قائلا «هناك بعض المندسين يحاولون الإساءة إلى انتصاراتنا بارتكاب جرائم على أمن المواطنين وممتلكاتهم لذا وجهنا بأوامر صارمة للقبض عليهم». وأضاف العبادي أن «هذه التجاوزات التي يحاول البعض استغلالها أبشع الاستغلال بالكذب ونرى هذا في مواقع التواصل الاجتماعي. هناك تزوير في محاولة للإساءة لقواتنا».
وكان المرجع الشيعي آية الله بشير النجفي وهو أحد المراجع الأربعة الكبار في النجف (آيات الله: علي السيستاني ومحمد سعيد الحكيم ومحمد إسحق الفياض وبشير النجفي)، طالب شيخ الأزهر بإرسال لجان تحقيق فيما قيل عن انتهاكات مورست ضد أبناء السنة في تكريت لا سيما في منطقة البوعجيل التي اتهم الكثير من أبنائها بالمشاركة في مجزرة سبايكر التي راح ضحيتها 1700 جندي ومتطوع من أبناء المحافظات الوسطى والجنوبية في الثاني عشر من يونيو (حزيران) عام 2014.
وقال النجفي في بيان له «نرجو أن ترسلوا محققين من قبلكم إلى الحكومة العراقية لاستبيان حقيقة الموقف ونحن معكم في هذا الاستبيان، فإن المهاجمين في الخطوط الأولى هم أبطال العراق من كل طوائفه من الشيعة وأهل السنة، ولا نظن بهم إلا خيرا». وأضاف: «إننا نوجه نظركم إلى أن تأثير بعض المندسين بين أصحاب القرار الديني لصالح (داعش) إنما يراد به إنعاش مشروع الجريمة ضد بلاد المسلمين، في سبيل إنجاح مهمة إسقاط كل الدول الإسلامية».
وعبر النجفي عن خشيته من أن «يكون رد فعل الحكومة العراقية والحشد الشعبي نتيجة هذه الصيحات هو ترك المناطق السنية لـ(داعش) لتقتل ما تبقى من أهل السنة ممن نجا منهم، وهو مخالف لهم في هواهم».
وفي السياق ذاته، أعرب زعيم المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم عن أسفه للبيان الذي أصدرته مشيخة الأزهر في مصر بشأن العمليات العسكرية في محافظة صلاح الدين. وقال الحكيم خلال زيارته جرحى العمليات العسكرية بمستشفى الشهيد محمد الماجد في قضاء سامراء بحسب بيان لمكتبه إن «هذا البيان لم يكن موفقا واستند إلى معطيات ومعلومات مفبركة وكاذبة وبعيدة عن الحقيقة»، مشيرا إلى أنه «كان الأحرى بالأزهر إرسال وفد للاطلاع على الواقع الميداني أو يسأل الحكومة العراقية أو الجهات المعنية في الميدان للاطلاع على حقائق الأمور حتى لا يظلموا الحشد الشعبي الذين يضحون بأنفسهم من أجل العراق». وأوضح أن «الأزهر اعتمد في بيانه على مغرضين وجماعات موتورة اعتاشت في الماضي والحاضر على الأزمة الطائفية بين العراقيين»، لافتا إلى أن «الخطة الداعشية في إيجاد الفرقة بين المذاهب الإسلامية تحولت اليوم إلى سبب في توحيد العراقيين جميعا».
من جهته، نفى نائب رئيس اللجنة الأمنية في محافظة صلاح الدين خالد الخزرجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «على أثر ما ورد من معلومات بهذا الشأن فقد قمنا بجولة ميدانية في المنطقة المستهدفة بالحملة الإعلامية بدءا من الدور، إلى العلم، فمنطقة البوعجيل، ولم نجد في واقع الأمر أية ممارسة من هذا النوع»، مبينا أن «الممارسات والانتهاكات في هذه المناطق أو سواها من مناطق صلاح الدين أو الأنبار أو نينوى هي تلك التي قام بها تنظيم داعش عبر عمليات الحرق والتفخيخ والتفجير». وأضاف أن «ما حصل حتى الآن هو إجراءات معكوسة في واقع الأمر وتتمثل في إعادة العوائل النازحة إلى منازلها حيث تمت إعادة 250 عائلة إلى منازلها في قضاء الدور وهناك ترتيبات لإعادة ما تبقى من العوائل النازحة». واتهم الخزرجي من «ساهم في إدخال (داعش) إلى محافظة صلاح الدين وطبّل لها وزمّر وهم من يقومون بإثارة مثل هذه المسائل من أجل تشويه ما حصل والتغطية على النصر الذي تحقق ضد الدواعش».
النجفي والحكيم يطالبان الأزهر بالتحقيق في انتهاكات الحشد الشعبي في تكريت
السيستاني يصف المعركة الحالية مع «داعش» بأنها «مصيرية»
النجفي والحكيم يطالبان الأزهر بالتحقيق في انتهاكات الحشد الشعبي في تكريت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة