أم الألعاب السعودية: الإخفاق بدأ من «لندن 2012»... والأمل في «مهد»

نجوم «قوى» معتزلون يشخصون أسباب الظهور المخيب في «طوكيو»

مازن الياسين (وسط) اشتكى من تقليص فترة الإعداد للأولمبياد (الشرق الأوسط)
مازن الياسين (وسط) اشتكى من تقليص فترة الإعداد للأولمبياد (الشرق الأوسط)
TT

أم الألعاب السعودية: الإخفاق بدأ من «لندن 2012»... والأمل في «مهد»

مازن الياسين (وسط) اشتكى من تقليص فترة الإعداد للأولمبياد (الشرق الأوسط)
مازن الياسين (وسط) اشتكى من تقليص فترة الإعداد للأولمبياد (الشرق الأوسط)

شكّلت نتائج المشاركة السعودية في أم الألعاب بأولمبياد طوكيو الحالي مؤشراً سلبياً على تراجع هذه الرياضة خلال السنوات الأخيرة، التي تضمنت المشاركة في أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 وقبلها «لندن 2012».
وأكد نجوم ألعاب قوى سعوديون معتزلون أن تراجع أم الألعاب السعودية في المنافسات العالمية الكبرى والحضور الخجول في آخر دورتين أولمبيتين هو نتيجة طبيعية لما مرت عليه هذه اللعبة من انتكاسة بعد أولمبياد لندن 2012 حيث كان هناك كثير من المسببات التي جعلت أم الألعاب تكون أقل من الطموحات في المنافسات الكبرى.
وبيّن النجوم في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هناك كثيراً من الدروس المستفادة من المشاركة الأخيرة في أولمبياد طوكيو، التي مثّل المملكة فيها العداء مازن الياسين في منافسات الرجال، فيما شاركت ياسمين الصباغ بشكل شرفي في منافسات السيدات.
وقال العداء السعودي السابق مخلد العتيبي إن من أهم الأسباب التي جعلت ألعاب القوى تتراجع هو التوقف عن اكتشاف المواهب في المدارس في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد أولمبياد لندن، حيث نتج عن الاستغناء عن هذا الجانب التراجع الكبير في المشاركة السابقة في ريو دي جانيرو، واستمرت خلال أولمبياد طوكيو، ما يتطلب إعادة الاهتمام أكثر باللعبة وعودة دور المدارس في اكتشاف المواهب وصقلها من قبل المدربين المختصين، لكون ألعاب القوى من أهم الألعاب الأولمبية التي لها قيمة عالمية كبرى في المجال الرياضي.
وأضاف: «الجميع شاهد كيف أن الاستغناء عن اكتشاف المواهب ودعمها وصقلها في الأندية، ومن ثم المنتخبات، جعل هناك تراجعاً في المستوى العام للعبة، وضعفاً في عدد الأبطال الذين يمكن أن يحققوا منجزات كبيرة عبر هذه الألعاب».
وأشار إلى أن برنامج «مهد» الذي أطلقه الأمير عبد العزيز الفيصل وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية من المشروعات الجبارة التي يمكن أن تسهم في إعادة أم الألعاب السعودية إلى وضعها الذي كانت عليه منذ نحو عقدين أو قل، خصوصاً أن هناك مشروع دولة موجوداً، وبدعم من ولي العهد للنهوض بالألعاب الرياضية كافة، ومن بينها ألعاب القوى.
وزاد بالقول: «قلت بعد أولمبياد ريو أن هناك حاجة لمشروع دولة من أجل النهوض مجدداً بأم الألعاب، وبعد هذه السنوات أعيد وأكرر الكلام نفسه، وأرى واقعاً أن هناك عملاً يتم ودعماً كبيراً يحصل في الفترة التي يتولى فيها الأمير عبد العزيز بن تركي وزارة الرياضة حيث إن هناك اهتماماً واسعاً بكل الألعاب، وكانت نتيجته الحالية على الأقل وصول أكبر عدد من الألعاب الرياضية السعودية للأولمبياد، وأكبر بعثة في تاريخ المشاركات السعودية حيث كانت تقتصر المشاركات في السابق على ألعاب قليلة، من بينها ألعاب القوى في الغالب».
وعاد ليؤكد أن كثيراً من الأبطال السعوديين في ألعاب القوى كانوا من اكتشافات المدارس، ولذا من المهم التركيز على هذا الجانب من أجل اكتشاف مواهب جديدة.
وبيّن أنه يثق في أن التأهل الكبير لممثلي المملكة إلى طوكيو يمثل بداية من أجل تعزيز القدرات والطموحات، مع العمل في مشروع «مهد»، الذي سيكون له أثر مستقبلي رائع على الرياضة السعودية.
وعن ضعف المشاركة السعودية من حيث عدد اللاعبين في أولمبياد طوكيو قياساً بأولمبياد لندن، قال العتيبي: «في الحقيقة العدد لا يمثل دائماً مؤشراً على التفوق حيث إن التأهل في السابق لمنافسات ألعاب القوى الأولمبية أسهل من الوضع الحالي، لكن من المهم القول إن المنجز يجب أن يحضر».
وعن رأيه في المشاركة التي كانت للعداء مازن الياسين في الأولمبياد الأخير، قال العتيبي: «أعتبر أن المشاركة ممتازة جداً، فالوصول إلى الدور نصف النهائي يؤكد وجود عمل كبير تم من قبل العداء، خصوصاً أنه ينافس أبطالاً مختصين في العالم في نفس السباق الذي شارك فيه، وتحديداً من أميركا وجامايكا».
وأضاف العتيبي، وهو يشرف على عدد من الألعاب الرياضية حالياً في أحد القطاعات العسكرية، ومن بينهم مازن الياسين وعلي الخضراوي اللذان كانا في الأولمبياد الأخير: «مازن حطم رقمه الشخصي السابق وكان بإمكانه أن يحطم الرقم السعودي المسجل باسم يوسف مسرحي، كما أتصور، لكنه حاول الحفاظ على مخزونه اللياقي وجهده للأدوار المتقدمة حينما تقدم في الأدوار الأولى، كما أنه بالأرقام حقق أفضل الأرقام له، وهذا يؤكد أنه يتطور ولا يتراجع، ولذا أرشحه أن يحصد ذهبية أو فضية في الآسياد الآسيوي في العام المقبل».
وعن احتراف ألعاب القوى السعودية في ظل الاستراتيجية التي تتولاها وزارة الرياضة، والتي مكّنت كثيراً من النجوم في الألعاب المختلفة من توقيع عقود احترافية مع الأندية، والأثر المتوقع لذلك، قال العتيبي: «هذا أمر مهم، لكن في السابق كان القطاع العسكري الذي ينتمى له غالبية اللاعبين يفرغ اللاعبين، وكذلك المدارس في مراحل الناشئين والشباب من خلال خطابات وزارة التعليم، لكن كانت العوائق مرتبطة في الغالب ببعض القطاعات، ومن بينها القطاع الخاص، ما يعني أن التفريغ سيكون عاملاً إيجابياً».
وامتدح العتيبي العمل المكثف والجهد الذي يقوم به اتحاد ألعاب القوى الجديد برئاسة الدكتور حبيب الربعان، مبيناً أنه من الكفاءات المشهود لها، وهو ابن للعبة، ولذا يعرف كثيراً من الأمور التي تختصر عليه طريق التطوير وتتجاوز المصاعب.
فيما قال النجم السابق سعد شداد إن هناك كثيراً من الأسباب التي جعلت ألعاب القوى السعودية تتراجع في السنوات الأخيرة، مذكراً بوجود «12» بطلاً سعودياً في ألعاب القوى في أولمبياد لندن، قبل أن يتراجع للحد الأدنى في آخر دورتين أولمبيتين، بمشاركة لاعب ولاعبة في كل مشاركة.
وأضاف: «في المسافات القصيرة والطويلة كان هناك (7) عدائين، والبقية في منافسات أخرى».
وبيّن أنه اكتشف مازن الياسين من خارج الفريق، وكانت بدايته في بطولة العالم 2019 في الدوحة وخرج من النهائيات بزمن مشرف.
وزاد بالقول: «تعتبر مشاركة مازن مميزة جداً حيث تفوق على عدائين لديهم ميداليات وحصل على الترتيب (16) عالمياً، ولذا نحن نثق في أن يكون بطلاً آسيوياً في الآسياد المقبل».
وأشار إلى أن التوقف الذي كان في العام 2020 وإلغاء المنافسات في الألعاب كافة تقريباً، عدا لعبة كرة القدم، أثّر على الأعداد كثيراً، لأن هناك نجوماً على مستوى العالم واصلوا المشاركات والاستعدادات رغم جائحة «كورونا».
وأوضح أن البنية التحتية في المملكة لا تخدم بعض الألعاب، ومن أهمها ألعاب القوى، حيث توجد مصاعب كثيرة في توفير أماكن التدريب واعتذارات بعض المسؤولين في المدن الرياضية الرئيسية والجامعات عن استضافة التدريبات والاستعدادات، ما يجعل لاعبي ألعاب القوى يعيشون ظروفاً صعبة، مشدداً على أهمية إيجاد حلول سريعة لخدمة هذه الرياضات، ومن أهمها ألعاب القوى.
وأشار إلى أن أحد الأبطال السعوديين، تحتفظ «الشرق الأوسط» باسمه، لم يتمكن من تجديد جواز سفر له، نتيجة وجود مخالفات مرورية تقارب «46» ألف ريال، وهو مبلغ بسيط لا يعني الكثير في سبيل دعم البطل، الذي كانت حظوظه كبيرة في الوصول لطوكيو في سباق «200م».
وأشاد شداد، وهو مدرب حالي، بالخطوات التي تقوم بها وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية السعودية، ووقفة الأمير عبد العزيز الفيصل بجانب اللاعبين في الأولمبياد، وهو تواضع يحسب للوزير، الذي لديه طموح كبير، مبيناً أن هناك أهمية كبيرة لتسهيل كثير من المصاعب التي يتعرض لها اللاعبون في بقية الألعاب وإنشاء المراكز حتى يمكن أن يتحقق المنجز الذي يستحقه الوطن.
وشدد على أن هناك أهمية للعمل الميداني والابتعاد عن التنظير من قبل القائمين على الاتحادات الرياضية.
وعبّر عن الأمل في أن يكون هناك تفعيل أكثر في الوعود بأن يكون هناك دور متجدد للمدارس التي يتخرج فيها كثير من الأبطال، لكن دورها انحسر في السنوات الأخيرة، إن لم يكن انعدم فعلياً.
من جانبه، قال النجم السعودي محمد الخويلدي إن المواهب تراجعت في ألعاب القوى نتيجة التراجع في اكتشاف المواهب من المدارس، مبيناً أنه يتفق مع ما قاله مخلد العتيبي في هذا الجانب.
وأضاف: «قبل نحو (15 عاماً) كان مستوى اللاعبين في درجة الناشئين لألعاب القوى أفضل من درجة الشباب في الوقت الحالي، وهذا يؤكد حجم التراجع الذي تعرضت له اللعبة وخصوصاً في السنوات الثماني الأخيرة، وكان الحضور خجولاً في ريو دي جانيرو قبل أن يزرع العداء مازن الياسين الأمل مجدداً بقدرة الجيل الحالي من اللاعبين على إعادة أم الألعاب السعودية إلى الواجهة العالمية من خلال الحضور المشرف لها».
وبيّن أن هناك جيلاً من اللاعبين مروا بظروف قاهرة حيث كان الدعم ضعيفاً وأيضاً الظروف الدراسية والعملية، ومن بينهم هو شخصياً إلا أن ذلك لم يقف عائقاً أمام تجاوز كل هذه التحديات من أجل تحقيق الأهداف المرسومة، ويكون اللاعب اسماً كبيراً في مجال الهواية التي أحبها وأخلص من أجل الإنجاز فيها، ورفع راية الوطن في أكبر المحافل.
وأشار الخويلدي، الذي تم تعيينه مؤخراً رئيساً للجنة التطوير في الاتحاد السعودي لألعاب القوى، أن الدعم الكبير الذي تحظى به الرياضة السعودية من الحكومة وإطلاق مشروع «مهد» سيكون له أثر كبير، خصوصاً أن هناك موانع عملية ومادية منعت مواهب من المواصلة، وباتت الرياضة نتيجة الاستراتيجيات التي اعتمدتها وزارة الرياضة واللجنة الأولمبية محفزاً من أجل بروز جيل جديد من النجوم في أم الألعاب.
واعتبر أن التراجع في أم ألعاب السعودية كان على المستويات كافة حتى المستوى الخليجي.
واقترح أن يكون هناك ابتعاث للاعبين الموهوبين المتميزين في جميع الألعاب، لكن هناك تفضيلاً للدراسة بكل تأكيد إذا ما كانت هناك نقطة فاصلة بين الممارسة والإنجاز الرياضي والمستقبل التعليمي.
وأكد أن العمل للمستقبل بدأ، ويجب أن يستمر، حتى تتحقق الأهداف المرجوة، وتعود الرياضة السعودية بقوة للساحة، وخصوصاً في ألعاب القوى حيث الاهتمام العالمي الكبير بها.


مقالات ذات صلة

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

رياضة عالمية أليستير براونلي (أ.ب)

براونلي بطل الأولمبياد مرتين يعتزل لعبة «الثلاثي»

أعلن أليستير براونلي، الفائز بذهبيتين أولمبيتين في الثلاثي وبطل العالم مرتين، اعتزاله في عمر الـ36 عاماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آدم بيتي (رويترز)

بيتي: لست مستعداً لاتخاذ قرار المشاركة في «أولمبياد 2028»

قال السباح البريطاني آدم بيتي، بطل الأولمبياد 3 مرات، إنه غير مستعد الآن لاتخاذ قراره بشأن المشاركة في أولمبياد لوس أنجليس 2028، وذلك بعدما أصيب بالإحباط.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الوكالة الدولية للاختبارات أن 10.3 في المائة من الرياضيين لم يتم اختبار تعاطيهم للمواد المنشطة في الأشهر الـ6 (أ.ف.ب)

67 فائزاً بميداليات لم يخضعوا لاختبارات المنشطات قبل «أولمبياد باريس»

ذكر تقرير صادر من الوكالة الدولية للاختبارات أن 3.‏10 في المائة من الرياضيين، بما في ذلك 67 رياضياً فازوا بميداليات.

«الشرق الأوسط» (لايبزغ)
رياضة عربية إيمان خليف وقعت ضحية جدل حول هويتها الجنسية منذ وصولها إلى باريس (رويترز)

الجزائرية إيمان خليف تتقدم بدعوى قضائية لمزاعم تسريب سجلات طبية

تقدمت الملاكمة الجزائرية ايمان خليف حاملة ذهبية وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس الصيف الماضي بدعوى قضائية، الأربعاء، بسبب تقارير إعلامية عن سجلات طبية مسربة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية نواه لايلز (رويترز)

لايلز خارج قائمة المرشحين للفوز بجائزة أفضل رياضي على المضمار

لن يكون البطل الأولمبي في سباق 100 متر، الأميركي نواه لايلز، أحد مرشحَين نهائيَّين للفوز بجائزة أفضل رياضي على مضمار ألعاب القوى لهذا العام.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».