«كورونا» يتغوّل غرب ليبيا... والإصابات تتزايد

مصر تدفع بثاني شاحنة أكسجين سائل إلى البلاد

أجهزة الشرطة تتابع تطبيق الحظر الجزئي في مدينة طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
أجهزة الشرطة تتابع تطبيق الحظر الجزئي في مدينة طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
TT
20

«كورونا» يتغوّل غرب ليبيا... والإصابات تتزايد

أجهزة الشرطة تتابع تطبيق الحظر الجزئي في مدينة طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
أجهزة الشرطة تتابع تطبيق الحظر الجزئي في مدينة طرابلس (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)

وسط تزايد أعداد المصابين بفيروس «كورونا» في ليبيا، دفعت مصر بثاني شاحنة أكسجين مسال إلى البلاد لتوزيعها على المستشفيات ومراكز العزل التي تشتكي من نقص المستلزمات الطبية في ظل تدفق المصابين عليها يومياً.
وقالت وزارة الصحة الليبية إن ثاني شحنة تحمل 100 ألف لتر من الأكسجين السائل وصلت من مصر إلى المنطقة الغربية، وذلك في إطار سعي الوزارة لحل مشكلة الأكسجين بمراكز العزل خصوصاً في المنطقة الغربية التي تعاني من تفاقم الوضع الوبائي وتزايد في استهلاك الأكسجين.
وأضافت الوزارة في بيان أمس (الثلاثاء)، أن هذه الشاحنة تأتي في إطار اتفاق بين وزير الصحة الليبي الدكتور علي الزناتي، ونظيرته المصرية هالة زايد، بشأن توريد الأكسجين بشكل عاجل. على أن تتوالى باقي الشحنات المتفق عليها بشكل يومي.
وسبق وتسلمت ليبيا نهاية الشهر الماضي كمية مماثلة في الأكسجين السائل من مصر ضمن اتفاق بين وزيري الصحة بالبلدين.
وثبتت الإصابة بالفيروس في ليبيا عند معدلات مرتفعة، إذ تسجل المختبرات المرجعية يومياً أكثر من ألفي حالة على الأقل بالإضافة إلى عشرات الوفيات، لكن أطباء ومواطنين يشيرون إلى أن الإصابات «تفوق ذلك بكثير».
وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، ومقره العاصمة طرابلس، إن 23 مختبراً أظهرت نتائجها أمس، 2139 عينة إيجابية، بينهم 1625 إصابة جديدة و514 لمخالطة لترتفع بذلك الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 258 ألف إصابة في عموم ليبيا، إلى جانب تعافي 194217 مصاباً، وتوفى 3609 حالات.
ونشر المركز الوطني الموقف الوبائي الأسبوعي في البلاد، خلال الفترة من 26 يوليو (تموز) إلى مطلع أغسطس (آب). وأشار إلى زيادة عدد العينات المفحوصة مقارنةً بالأسبوع الوبائي السابق، كما لفت إلى زيادة الحالات الإيجابية عن نفس الفترة، إلى جانب زيادة عدد حالات الوفيات لهذه الأسبوع (181) حالة مقارنةً بالأسبوع الماضي.
ولوحظ أن كثيراً من البلديات التي تواصل حظر التجول تستغيث من تفشي الوباء وتغوله في كثير من مناطقها وسط مناشدتها المواطنين توخي الحذر واتباع الإجراءات الوقائية، وضرورة إجراء مسحة سريعة قبل الانتقال جواً من مدينة إلى أخرى.
في السياق ذاته، بحث الزناتي مع سفير دولة مالطا لدى ليبيا تشارلز صاليبا، مساء أول من أمس، بطرابلس، سبل التعاون الصحي بين البلدين، وقالت وزارة الصحة في بيان إن الجانبين ناقشا الخطط والبرامج الخاصة بملف مجابهة جائحة «كورونا» وملف التطعيمات.
كما استعرضا مجالات التعاون الصحي المتمثل في الاستفادة من برامج التدريب للعناصر الطبية والطبية المساعدة؛ خصوصاً فيما يخص التمريض المتخصص، ومجال تبادل الزيارات الفنية وتوأمة المراكز الطبية والمستشفيات.
ولفتت الوزارة إلى أن السفير المالطي أبدى استعداد بلاده لتقديم كل الجهود وتسخيرها للتعاون في المجال الصحي، خصوصاً ملف مجابهة «كورونا».
وقال المركز الوطني إنه دشن دورة تدريبية لبعض مشرفي التطعيمات ببلدية طرابلس بفرع المركز بسوق الجمعة على لقاح «فايزر» المضاد لفيروس «كورونا» وذلك على كيفية وطريقة تحضيره لما له من خصوصية في عملية التخزين والنقل والتحضير حتى يصل إلى المواطن بأمان.
وتتابع أجهزة الشرطة في طرابلس عملية التزام المواطنين وسائقي السيارات بتطبيق قرار الحظر الجزئي في العاصمة. ودعت حكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي تسلمت مليوني جرعة من لقاح «سينوفارم» الصيني، المواطنين للتوجه إلى مراكز التلقيح، بينما أعلن الدبيبة أن دفعة ثانية من اللقاح ستصل خلال الأسابيع المقبلة، من دون أن يحدد مصدرها.


مقالات ذات صلة

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

آسيا قوات أمنية تقف خارج معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (رويترز)

يرتبط بـ«كورونا»... مختبر ووهان الصيني يخطط لتجارب «مشؤومة» جديدة على الخفافيش

حذر خبراء من أن العلماء الصينيين يخططون لإجراء تجارب «مشؤومة» مماثلة لتلك التي ربطها البعض بتفشي جائحة «كوفيد - 19».

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ وسط ازدياد عدم الثقة في السلطات الصحية وشركات الأدوية يقرر مزيد من الأهل عدم تطعيم أطفالهم (أ.ف.ب) play-circle

مخاوف من كارثة صحية في أميركا وسط انخفاض معدلات التطعيم

يحذِّر العاملون في المجال الصحي في الولايات المتحدة من «كارثة تلوح في الأفق» مع انخفاض معدلات التطعيم، وتسجيل إصابات جديدة بمرض الحصبة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك جائحة كورونا نشأت «على الأرجح» داخل مختبر ولم تكن طبيعية (أ.ف.ب)

فيروس كورونا الجديد في الصين... هل يهدد العالم بجائحة جديدة؟

أثار إعلان علماء في معهد «ووهان» لعلم الفيروسات عن اكتشاف فيروس كورونا جديد يُعرف باسم «HKU5 - CoV - 2» قلقاً عالمياً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك عالمة تظهر داخل مختبر معهد ووهان لأبحاث الفيروسات بالصين (إ.ب.أ)

يشبه «كوفيد»... اكتشاف فيروس كورونا جديد لدى الخفافيش في مختبر صيني

أعلن باحثون في معهد ووهان لأبحاث الفيروسات في الصين، أنهم اكتشفوا فيروس «كورونا» جديداً في الخفافيش يدخل الخلايا باستخدام البوابة نفسها.

«الشرق الأوسط» (بكين)
صحتك أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» بنيويورك (أ.ب)

دراسة: بعض الأشخاص يصابون بـ«متلازمة ما بعد التطعيم» بسبب لقاحات «كوفيد-19»

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إن اللقاحات التي تلقّاها الناس، خلال فترة جائحة «كوفيد-19»، منعت ملايين الوفيات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.