ليبيا: إحالة تعقيدات «القاعدة الدستورية» إلى «ملتقى الحوار»

المشري يتمسك بالاستفتاء على الدستور قبل إجراء الانتخابات

منسق البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زينينغا خلال اجتماع لجنة التوافقات أول من أمس (البعثة الأممية)
منسق البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زينينغا خلال اجتماع لجنة التوافقات أول من أمس (البعثة الأممية)
TT

ليبيا: إحالة تعقيدات «القاعدة الدستورية» إلى «ملتقى الحوار»

منسق البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زينينغا خلال اجتماع لجنة التوافقات أول من أمس (البعثة الأممية)
منسق البعثة الأممية في ليبيا ريزدون زينينغا خلال اجتماع لجنة التوافقات أول من أمس (البعثة الأممية)

فيما يوصف بأنه فشل الأفرقاء الليبيين المتكرر في التوصل لتوافق حول «القاعدة الدستورية» للانتخابات الرئاسية المرتقبة قبل نهاية العام الحالي، قالت البعثة الأممية لدى البلاد، أمس، إن أعضاء لجنة التوافقات المنبثقة عن «ملتقى الحوار السياسي» الليبي أقروا في مناقشات الاجتماع الافتراضي الرابع والأخير بأن «جميع إمكانات التوصل إلى حل وسط بشأن مقترح واحد قد استنفدت»، وبالتالي سيتم إحالة الموضوع مرة ثانية إلى «ملتقى الحوار» للبت فيه.
وقالت البعثة في بيانها، أمس، إن منسقها للدعم في ليبيا ريزدون زنينيغا، يسر الاجتماع الافتراضي الرابع والأخير للجنة التوافقات المنبثقة عن «ملتقى الحوار السياسي» في الثاني من أغسطس (آب) الحالي، مشيرة إلى أن الهدف من اجتماعات لجنة التوافقات كان التوصل إلى اتفاق بشأن مقترح توفيقي واحد أو أكثر، بناء على مقترح اللجنة القانونية، لقاعدة دستورية للانتخابات الوطنية المقبلة في 24 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ونوهت البعثة بأن قد طُرحت على اللجنة أربعة مقترحات كاملة قُدمت ضمن المواعيد النهائية التي حددها أعضاء اللجنة، لكنها مع تعثر مناقشتها في التوصل إلى مقترح واحد طالبت البعثة إحالة المقترحات الأربعة إلى الجلسة العامة لملتقى الحوار السياسي الليبي للنظر فيها واتخاذ قرار بشأنها.
واتفقت اللجنة على آلية للتصويت المتوقع من قبل الملتقى على مقترح واحد أو مقترحات. وسوف تُطرح آلية التصويت التي قُدمت - إلى جانب المقترحات - على الجلسة العامة للملتقى.
وفي كلمة خاطب بها أعضاء لجنة التوافقات، قال ريزدون زنينيغا الأمين العام المساعد ومنسق بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، «لقد بدأ الملتقى بمقترح واحد قدمته اللجنة القانونية المنبثقة عنه في مايو (أيار)، ثم تدارس مقترحاً آخر قدمه أعضاء اللجنة الاستشارية المنبثقة عنه في جنيف في يونيو (حزيران)، إلا أنه انتهى به المطاف بثلاثة مقترحات في جنيف، والآن هناك أربعة مقترحات من لجنة التوافقات».
وتابع زنينيغا: «علاوة على ما سبق، تم تكليف ثلاث لجان لإعداد قاعدة دستورية للانتخابات، وهي اللجنة المشتركة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، واللجنة القانونية واللجنة الاستشارية المنبثقتين عن الملتقى دون التوصل إلى نتائج حاسمة. وكانت لجنة التوافقات هي اللجنة الرابعة».
وفي ختام الاجتماعات، التي لم تنته إلى شيء ملموس، أعربت البعثة الأممية عن تقديرها «للجهود التي بذلها أعضاء لجنة التوافقات»، متوقعة أن يخرج الاجتماع المقبل للجلسة العامة للملتقى بمقترح للقاعدة الدستورية للتمكين من إجراء انتخابات وطنية على النحو الذي حددته «خريطة الطريق» التي أقرها الملتقى، ودعا إليه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2570 لسنة 2021، وسوف تيسر البعثة الاجتماع المرتقب لجلسة العامة للملتقى.
في شأن قريب، تمسك خالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، الذي أُعيد انتخابه لولاية رابعة أمس، بضرورة إجراء الاستفتاء على الدستور الذي سبق وأعدته الهيئة التأسيسية قبل أربعة أعوام.
وأكد المشري خلال لقائه وزير الخارجية الإيطالي لويغي دي مايو، مساء أول من أمس، بمقر المجلس بالعاصمة طرابلس، على ضرورة أن تكون «القاعدة الدستورية» اللازمة لإجراء الانتخابات «منطقية ولا يتم الأخذ بها إلا عند تعذر الاستفتاء على الدستور».
وفاز المشري، أمس، برئاسة المجلس الأعلى للدولة لفترة رابعة، بحصوله على 73 صوتاً من أصل 132 صوتاً.
وانطلقت جلسة إعادة انتخاب مكتب رئاسة المجلس الأعلى للدولة بحضور 91 عضواً صباح أمس، وهو عدد كافٍ لاكتمال النصاب القانوني، وفق ما أفاد به المشري خلال كلمة له.
ونافس المشري كل من سعيد كله وصلاح ميتو، لكن لم يستطع أي منهم حسم الرئاسة من الجولة الأولى للتصويت، المقدرة بـ66 صوتاً من أعضاء المجلس، لكن تمكن المشري من حسمها في الجولة الثانية بعد حصوله على 73 صوتاً، مقابل 55 صوتاً لصلاح ميتو.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».