«الناتو» يدين الهجوم على ناقلة النفط قبالة عُمان ويؤكد أهمية حرية الملاحة

أعلام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة سابقة لزعماء الحلف ببروكسل (أ.ب)
أعلام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة سابقة لزعماء الحلف ببروكسل (أ.ب)
TT

«الناتو» يدين الهجوم على ناقلة النفط قبالة عُمان ويؤكد أهمية حرية الملاحة

أعلام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة سابقة لزعماء الحلف ببروكسل (أ.ب)
أعلام الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي خلال قمة سابقة لزعماء الحلف ببروكسل (أ.ب)

أدان حلف شمال الأطلسي «الناتو»، اليوم الثلاثاء، الهجوم على ناقلة النفط التي تديرها شركة إسرائيلية قبالة ساحل عُمان.
وقال حلف الناتو في بيان، «ننضم إلى حلفائنا في الإدانة الشديدة للهجوم العنيف الأخير الذي استهدف الناقلة ميرسر ستريت قبالة ساحل عمان»، مشيرا إلى أن «بريطانيا والولايات المتحدة ورومانيا توصلت إلى أن إيران مسؤولة إلى حد كبير عن هذا الحادث».
وتابع الحلف، أن «الحلفاء ما زالوا قلقين حيال تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار وتدعوها إلى احترام التزاماتها الدولية»، منوها بأن «حرية الملاحة أمر مهم لكل حلفاء الناتو».
وتعرضت سفينة «ميرسر ستريت» التابعة لشركة الشحن «زودياك» التي تديرها عائلة عوفر الإسرائيلية، يوم الخميس الماضي، لهجوم في خليج عمان، أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم، بريطاني وروماني.
واتهمت إسرائيل إيران صراحة بالوقوف خلف الهجوم، وقال لابيد في تغريدة بحسابه على «تويتر»: «إيران ليست فقط مشكلة إسرائيلية، بل مصدر للإرهاب، والدمار وعدم الاستقرار الذي يضر بنا جميعا. لا يجب السكوت أبدا أمام الإرهاب الإيراني الذي يستهدف حرية الملاحة».
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، أن «الهجوم الإيراني على سفينة تديرها شركة إسرائيلية في بحر العرب يعد تطورا خطيرا»، داعيا في الوقت ذاته إلى التحرك بشكل عاجل للرد على إيران.
من جهته، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة اتهامات وزيري الخارجية البريطاني والأميركي لبلاده بأنها تقف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط بـ«التصريحات الفارغة»، مؤكدا أن بلاده «سترد على الفور بقوة وحزم على أي مغامرة محتملة».
وأعلنت شركة «زودياك ماريتايم»، المشغلة للسفينة، التي يملكها الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها لندن، الجمعة، مقتل اثنين من أفراد طاقم السفينة، أحدهما روماني والثاني بريطاني. ودعا لبيد الجمعة إلى تحرك دولي ضد «الإرهاب الإيراني الذي يقوض حرية الملاحة».
وكتب في تغريدة: «أعطيت تعليمات للبعثات الدبلوماسية في واشنطن ولندن والأمم المتحدة لتعمل مع محاوريها الحكوميين والوفود ذات الصلة في مقر الأمم المتحدة في نيويورك». ورأى محللون أن الهجوم على ناقلة النفط مؤشر إلى «حرب الظل» الجارية بين إسرائيل وإيران، التي تم في سياقها استهداف العديد من السفن للبلدين في مياه الخليج.



قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
TT

قلق أميركي من سعي إيران لإعادة حضورها العسكري في سوريا

عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)
عناصر من الميليشيات الإيرانية في سوريا (المرصد السوري لحقوق الإنسان)

تخشى الولايات المتحدة من محاولات إيران لاستعادة حضورها العسكري في سوريا، بما في ذلك خط إمداد «حزب الله»، رغم سحبها الكبير لقواتها من الأراضي السورية بعد انهيار نظام الأسد، الشهر الماضي، في ضربة لاستراتيجيتها الإقليمية، وفقاً لمسؤولين غربيين وإقليميين.

وقال مسؤول أميركي رفيع لصحيفة «وول ستريت جورنال» إن الانسحاب الإيراني من سوريا يمثل نهاية لجهود طهران الإقليمية لنشر النفوذ وشن حروب بالوكالة ضد أميركا وإسرائيل، حيث فر أعضاء في «فيلق القدس»، وتم تفكيك الميليشيات.

وأنفقت إيران مليارات الدولارات لدعم الأسد خلال الحرب، وأرسلت قوات من «الحرس الثوري» إلى سوريا؛ لمساعدة حليفها على البقاء في السلطة.

بدأت إيران بسحب قواتها بعد انهيار الجيش السوري في أواخر العام الماضي، في ظل ضربات إسرائيلية متواصلة، وكانت غاضبة من الأسد الذي ظل غائباً خلال صراعها مع إسرائيل.

وامتدت شبكة إيران في سوريا من الشرق لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حدود لبنان لتسليح «حزب الله».

وقال مسؤولون غربيون وعرب إن معظم المقاتلين المدعومين من إيران في شرق سوريا، بينهم ضباط من «الحرس الثوري»، فروا إلى القائم بالعراق، بينما هرب بعض الإيرانيين المقيمين في دمشق إلى طهران، ومقاتلو «حزب الله» عبروا إلى لبنان.

وقالت باربرا ليف، المسؤولة عن شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأميركية، عن مغادرة القوات الإيرانية من سوريا: «إلى حد كبير، نعم... إنه أمر استثنائي».

الرئيس السوري بشار الأسد في لقاء مع وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته لسوريا في 2 ديسمبر 2024 (د.ب.أ)

وقالت ليف إن سوريا أصبحت الآن أرضاً معادية لإيران، وأضافت: «هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا العودة، لكن الأوضاع هناك معادية للغاية».

وهاجم المرشد الإيراني، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، الانتقادات لحضور إيران الإقليمي، قائلاً: «بعض الأشخاص بسبب افتقارهم للفهم وقلة الوعي والتحليل الصحيح للقضايا يقولون إن الدماء التي أريقت في سبيل الدفاع عن الأضرحة قد ذهبت هدراً». وأضاف: «هذا التصور خطأ كبير؛ لأنه لولا قتال الجنرال سليماني ومدافعي الأضرحة لما بقي أثر من المراقد المقدسة، سواء السيدة زينب أو حتى كربلاء والنجف».

وقال دبلوماسيون غربيون إن العسكريين الإيرانيين وحلفاءهم أُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات والذخائر العسكرية في أثناء هروبهم، وجرى تدميرها لاحقاً بواسطة إسرائيل، أو تم الاستيلاء عليها من قبل «هيئة تحرير الشام» وجماعات أخرى.

وقال مسؤول سابق في «البنتاغون» إن انهيار نظام الأسد قلل من تأثير إيران في المنطقة، وقدرتها على دعم الجماعات المسلحة لتحقيق أهدافها الإقليمية.

في الأيام الأخيرة، أفادت تقارير بأن إيران حاولت زيادة شحنات النقود إلى «حزب الله» في لبنان، وتم تأخير وتفتيش رحلة دبلوماسية إيرانية لدى وصولها إلى بيروت.

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من سلامي خلال جلسة مغلقة حول سوريا ديسمبر الماضي

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن إيران ستسعى لإعادة الجسر البري، ولكن من غير المحتمل أن تسمح الحكومة السورية الجديدة لـ«الحرس الثوري» الإيراني بتجديد وجوده العسكري بسبب دعمه للأسد.

وفي نهاية ديسمبر (كانون الأول)، توقع خامنئي ظهور «قوة شريفة في سوريا»، قائلاً إن «الشباب الشجعان والغيارى في سوريا سيقومون بطرد إسرائيل».

ویخشی المسؤولون الأمیركيون من أن إيران قد تحاول إعادة نفوذها في سوريا على المدى الطويل، عبر تفعيل الشبكات القديمة، واستغلال عدم الاستقرار في البلد.

قال أندرو تابيلر، المدير السابق لسوريا في مجلس الأمن القومي: «هذا فشل كارثي لإيران. حجم الكارثة سيعتمد على ما إذا كانت سوريا ستظل موحدة»، وأضاف: «قد تجد إيران طريقاٌ للعودة بفضل الانقسامات الطائفية التي لا تزال غير محلولة في ظل النظام الجديد».