مخاوف حيال اقتصاد الصين تهبط بأسعار النفط أكثر من 3 %

{أرامكو} السعودية تنفي الدخول في أنشطة لتعدين {بيتكوين}

تراجع نشاط المصانع في الصين يقلق أسواق النفط (رويترز)
تراجع نشاط المصانع في الصين يقلق أسواق النفط (رويترز)
TT

مخاوف حيال اقتصاد الصين تهبط بأسعار النفط أكثر من 3 %

تراجع نشاط المصانع في الصين يقلق أسواق النفط (رويترز)
تراجع نشاط المصانع في الصين يقلق أسواق النفط (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، وسط مخاوف حيال الاقتصاد الصيني بعد أن أظهر مسح أن نمو نشاط المصانع تراجع بشكل حاد لدى ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم مع تفاقم المخاوف بشأن زيادة إنتاج النفط من منتجي أوبك.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 3.3 في المائة إلى 72.15 دولار للبرميل بحلول الساعة 15:33 بتوقيت غرينيتش بعد أن هبطت إلى مستوى متدن عند 72.07 دولار في وقت سابق من الجلسة.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.7 في المائة إلى 71.16 دولار للبرميل بعد انخفاضها إلى 71.01 دولار للبرميل.
وقال إدوارد مويا كبير المحللين في أواندا: «الصين تقود الانتعاش الاقتصادي في آسيا، وإذا تزايد التراجع، فستزداد المخاوف من أن تشهد التوقعات العالمية انخفاضا كبيرا». وأضاف، وفق «رويترز»: «توقعات طلب الخام ليست على أرض صلبة وربما لن يتحسن ذلك لحين حدوث تحسن على صعيد اللقاحات عالميا».
وأظهر مسح أعمال أمس، تراجع نمو نشاط المصانع في الصين بشكل حاد في يوليو (تموز) مع تقلص الطلب للمرة الأولى منذ أكثر من عام، ويرجع ذلك إلى أسباب منها ارتفاع أسعار المنتجات، مما يبرز التحديات التي تواجه مركز التصنيع العالمي.
ومما أثر أيضا على الأسعار، خلص مسح لـ«رويترز» إلى أن إنتاج النفط من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفع في يوليو إلى أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2020، إذ خففت المنظمة قيود الإنتاج بموجب اتفاق مع حلفائها، بينما ألغت السعودية أكبر مصدري النفط تدريجيا تقليص الإمدادات الطوعي.
وخلصت حسابات أجرتها «رويترز» استنادا إلى تقرير لإنترفاكس نقلا عن بيانات من وزارة الطاقة الروسية أمس، إلى أن إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز ارتفع إلى 10.46 مليون برميل يوميا في يوليو من 10.42 مليون برميل يوميا في يونيو (حزيران).
ومن المتوقع حدوث زيادة أخرى بعد أن اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا الشهر الماضي على زيادة إمدادات النفط من أغسطس (آب) لتهدئة أسعار النفط مع تعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس «كورونا».
كان نائب رئيس الوزراء ألكسندر نوفاك قد قال إن روسيا ستبدأ في زيادة إنتاج النفط بمقدار 100 ألف برميل يوميا كل شهر اعتبارا من أغسطس، وستصل إلى مستوى إنتاج ما قبل الأزمة في مايو (أيار) 2022. وأوردت إنترفاكس أن إجمالي إنتاج النفط ومكثفات الغاز بلغ 44.24 مليون طن مقابل 42.64 مليون طن في يونيو الذي يقل عدد أيامه واحدا.
في غضون ذلك، نفت شركة أرامكو السعودية، أكبر شركة نفط في العالم من جهة القيمة السوقية، أمس الاثنين التقارير التي جرى تداولها مؤخرا وتزعم أن الشركة ستدخل في أنشطة لتعدين البيتكوين.
وأكدت أرامكو، في بيان توضيحي على موقعها الإلكتروني، «قطعا، الادعاءات التي تزعم أننا نخطط للدخول في أنشطة البيتكوين، لا صحة لها جملة وتفصيلا».
يذكر أن عملة البيتكوين قد تراجعت اليوم إلى ما دون 40 ألف دولار، بعد أن صعدت خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى أعلى مستوياتها منذ مايو. وقال محللون إن عمليات جني الأرباح هي السبب وراء الانخفاض.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.