البقالي يمنح المغرب ذهبية 3 آلاف متر... والعرب يعادلون حصيلة «أثينا 2004»

سيفان حسن تهدي هولندا ذهبية 5 آلاف متر وترصد ثلاثية تاريخية... والأميركية أولمان تتوج برمي القرص... وأزمة دبلوماسية بطلب العداءة البيلاروسية تسيمانوسكايا اللجوء لبولندا

البقالي يجتاز الموانع بنجاح لينتزع ذهبية 1500 متر منهياً الهيمنة الكينية (أ.ف.ب)
البقالي يجتاز الموانع بنجاح لينتزع ذهبية 1500 متر منهياً الهيمنة الكينية (أ.ف.ب)
TT

البقالي يمنح المغرب ذهبية 3 آلاف متر... والعرب يعادلون حصيلة «أثينا 2004»

البقالي يجتاز الموانع بنجاح لينتزع ذهبية 1500 متر منهياً الهيمنة الكينية (أ.ف.ب)
البقالي يجتاز الموانع بنجاح لينتزع ذهبية 1500 متر منهياً الهيمنة الكينية (أ.ف.ب)

عادل الرياضيون العرب أفضل حصيلة ذهبية في تاريخ مشاركتهم في الألعاب الأولمبية الصيفية، بعد منح سفيان البقالي المغرب لقب 3 آلاف متر موانع أمس في دورة طوكيو، فيما انتزعت العداءة الهولندية سيفان حسن ذهبية خمسة آلاف متر للسيدات في بداية سعيها
لنيل ثلاثة ألقاب أولمبية لا سابق لها، كما منحت الأميركية فاليري أولمان بلادها أولى ميدالياتها الذهبية في ألعاب القوى بتتويجها بمسابقة رمي القرص للسيدات.
وبعد سباق أنهى خلاله البقالي هيمنة الكينيين على اللقب لتسع مرات متتالية، ارتفعت الحصيلة العربية لأربع ذهبيات وفضيتين وأربع برونزيات، في نتيجة مماثلة لأفضل إنجاز لهم في ألعاب أثينا 2004.
وحتى الآن، تُوج السباح التونسي أيوب الحفناوي بذهبية سباق 400 متر حرة، والقطريان فارس حسونة في رفع الأثقال ومعتز برشم في الوثب العالي، بالإضافة إلى البقالي.
ومنح البقالي المغرب ذهبيته الأولى أيضاً منذ 2004، بعد تسجيله 8:08:90 دقيقة أمام الإثيوبي لاميشا غيرما الذي حصد الفضية (8:10:38 دقيقة) فيما أحرز الكيني بنجامين كيغن الميدالية البرونزية بزمن قدره (8:11:45 دقيقة). وكان البقالي، 25 عاماً، حل رابعاً في أولمبياد ريو 2016، قبل أن يحرز فضية مونديال لندن 2017 وبرونزية 2019 في قطر.
وقال البقالي بعد السباق: «أنا سعيد جداً بهذا الفوز، هو لقب غالٍ جداً بالنسبة لي بعد سنوات من العمل الجاد التي لم تكن سهلة، بعد أن حللت رابعاً في ريو، طمحت إلى أن أكون بطلاً أولمبياً وقد تحقق ذلك... أهدي هذا الفوز للشعبين المغربي والعربي».
وكان النجم السابق هشام الكروج آخر من منح المغرب ذهبية في الألعاب، عندما تُوج في أثينا 2004 بذهبيتي 1500 و5 آلاف متر.
وهذه المرة الأولى التي يفوز فيها عداء غير كيني بهذا السباق منذ أولمبياد موسكو 1980 عندما كان من نصيب البولندي برونيسلاف مالينوفسكي.
وتابع البقالي: «تربطني علاقة جيدة بمدربي (كريم التلمساني). هو بمثابة الأب لي... قررنا معاً أن نحسم اللقب قبل المانع المائي الأخير. أعرف جيداً العدائين المشاركين معي، خصوصا الكينيين».
وأشار البقالي إلى أن تتويج برشم، أول من أمس، أعطاه دفعة قوية في السباق. وبات البقالي سادس رياضي يحرز ذهبية للمغرب الذي رفع رصيده إلى سبع ذهبيات أولمبية؛ الأولى في سباق 3 آلاف موانع بعد أن حقق علي الزين البرونزية في سيدني 2000. وصل ابن مدينة فاس إلى طوكيو بفورمة جيدة بعد أن فاز هذا العام بهذا السباق في لقاء روما محققاً 8:08:54 دقيقة، وآخر في عام 2020.
واستهلت العداءة الهولندية سيفان حسن مشوارها نحو ثلاثية تاريخية بنجاح، بعد تتويجها السهل بذهبية سباق 5 آلاف متر. وتتطلع حسن، 28 عاماً، إلى المنافسة على لقبي 1500 متر و10 آلاف متر أيضاً في سابقة تاريخية. وفي مضمار مبلل وتحت زخات المطر، سجلت سيفان حسن 14:36:79 دقيقة في صدارة السباق أمام بطلة العالم مرتين الكينية هيلين أوبيري (14:38:36 دقيقة) والإثيوبية غوداف تسيغاي (14:38:87 دقيقة).
وكانت العداءة سيفان حسن إثيوبية الأصل، بطلة العالم في 1500 و10 آلاف متر، قد تصدرت مجموعتها وتأهلت، أمس، أيضاً إلى نصف نهائي 1500 متر، رغم تعثرها بقدم منافسة أخرى لتسقط أرضاً على كتفها قبل أن تنهض وتقاتل ببسالة محرزة المركز الأول.
وشهد سباق 5 آلاف متر سيطرة أفريقية في النسخ الأربع الأخيرة، مع تتويج ثلاث عداءات من إثيوبيا ورابعة من كينيا، قبل أن تجلب حسن اللقب لأوروبا.
في غياب الإثيوبية ليتسينبيت غيدي حاملة الرقم العالمي التي تركز على سباق 10 آلاف متر، انتظرت حسن حتى اللفة الأخيرة حتى ابتعدت بفارق مريح عن باقي المنافسات.
ومنحت الأميركية فاليري أولمان الولايات المتحدة أولى ميدالياتها الذهبية في ألعاب القوى في طوكيو بتتويجها بمسابقة رمي القرص للسيدات. وسجلت ابنة الـ26 عاماً مسافة 68.98 متر، أمام الألمانية كريستين بودينز التي حصدت الفضية (66.86 متر)، والكوبية خايمي بيريز التي نالت الميدالية البرونزية (65.72 متر)، فيما حلّت بطلة العالم مرتين الكرواتية ساندرا بيركوفيتش رابعة.
وحصدت بورتوريكو أول ذهبية في تاريخها في ألعاب القوى عن طريق جاسمين كاماتشو كوين في سباق 100 متر حواجز. وسجلت كاماتشو كوين البالغة 24 عاماً 12.37 ثانية، مانحة بلادها ثاني ذهبية في تاريخها والأولى في ألعاب القوى، أمام حاملة الرقم العالمي الأميركية كندرا هاريسون (12.52 ثانية). وقالت كوين القادمة من بلد يبلغ عدد سكانه نحو 3 ملايين نسمة وصاحبة 16 فوزاً من أصل 17 هذه السنة: «بالنسبة لبلد صغير، هذا يمنح الأمل للناس. أنا سعيدة للقيام بذلك».
من جهتها، لا تزال هاريسون صائمة في البطولات الكبرى، فقد عجزت عن التأهل إلى ريو 2016 لفشل صادم في التصفيات بعد أن حطمت الرقم القياسي العالمي، ثم حلت رابعة في مونديال لندن 2017 وثانية في الدوحة 2019.
وفي ظروف حارة ورطبة في الملعب الأولمبي، انتزع اليوناني ميتلياديس تيتنوغلو ذهبية الوثب الطويل في محاولته السادسة والأخيرة، محققاً 8.41 متر ليتساوى مع الكوبي خوان ميغل إيتشيفاريا. وقال تينتوغلو الذي أصبح رابع يوناني يحرز ذهبية في ألعاب القوى: «يا لها من وثبة رائعة، الأخيرة. لم أكن قادراً على الوثب بشكل جيد في البداية. لكن في النهاية تمكنت من حصد الميدالية... أنا محظوظ جداً».
وأصبحت ألين روتر فوكين، أول سيدة ألمانية تفوز بميدالية ذهبية في منافسات المصارعة، إثر تغلبها على الأميركية أديلين غراي، الفائزة بخمسة ألقاب عالمية، لوزن 76 كيلو.
وحصلت التركية ياسمين أدار والصينية زو كيان على الميدالية البرونزية.
وفي رفع الأثقال نالت الصينية ون ون لي ذهبية وزن +87 كلغ محققة رقماً أولمبياً جديداً، فيما حصدت البريطانية إميلي جايد كامبل الفضية، والأميركية سارة إليزابيث روبليس البرونزية.
واستيقظت طوكيو، أمس، على قضية دبلوماسية رياضية حسّاسة بطلب العداءة البيلاروسية كريستينا تسيمانوسكايا مغادرة اليابان والتوجه إلى بولندا هرباً من تهديدات من اتحاد بلادها بإجبارها على الانسحاب من الألعاب والعودة للبلاد فوراً.
ولبّت بولندا طلب العداءة البيلاروسية ومنحتها تأشيرة إنسانية بحسب ما أعلن نائب وزير الخارجية البولندي مارسين بريداتش أمس.
وكتب بريداتش على تويتر: «تسيمانوسكايا على اتصال مباشر بالفعل مع الدبلوماسيين البولنديين في طوكيو، وقد حصلت على تأشيرة إنسانية. وستفعل بولندا كل ما هو ضروري لمساعدتها على مواصلة مسيرتها الرياضية». وكان أرسيني زدانيفيتش، زوج تسيمانوسكايا، هرب أيضاً إلى أوكرانيا على أمل لقاء العداءة في بولندا.


مقالات ذات صلة

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

رياضة عالمية رئيس وادا البولندي فيتولد بانكا (واس)

رئيس «وادا»: واجهنا هجمات ظالمة وتشهيرية في عام مضطرب

تعرضت الهيئة الرقابية الرياضية لانتقادات شديدة بسبب السماح لسباحين من الصين ثبتت إيجابية اختباراتهم لمادة تريميتازيدين.

«الشرق الأوسط» (مونتريال)
رياضة عالمية موريناري واتانابي (رويترز)

واتانابي المرشح لرئاسة «الأولمبية الدولية» يطالب بمراجعة خطط تسويق الألعاب

قال موريناري واتانابي، المرشح لرئاسة اللجنة الأولمبية الدولية، اليوم (الأربعاء)، إنها يجب أن تعيد النظر في خططها التسويقية للألعاب الأولمبية لتقديم قيمة أعلى.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية شارلوت دوغاردان (أ.ب)

إيقاف البريطانية دوغاردان لعام بعد الاعتداء على حصان

أوقف الاتحاد الدولي للفروسية، الخميس، البريطانية شارلوت دوغاردان، وهي أكثر رياضية تحصد ميداليات أولمبية في تاريخ بلادها، لمدة عام واحد.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية الأمير ألبرت الثاني أمير موناكو يكرم الرياضيين الفائزين في حفل الاتحاد الدولي لألعاب القوى (أ.ف.ب)

سيفان حسن وليتزيلي تيبوغو «أفضل رياضيين» في 2024

اختير البطلان الأولمبيان البوتسواني ليتزيلي تيبوغو (200م) والإثيوبية سيفان حسن (ماراثون) أفضل «رياضي ورياضية في عام 2024».

«الشرق الأوسط» (موناكو)
رياضة عالمية ماثيو ريتشاردسون (رويترز)

منع بطل الدراجات الأولمبي ريتشاردسون من تمثيل أستراليا

قال الاتحاد الأسترالي للدراجات، اليوم الاثنين، إنه لن يُسمح لماثيو ريتشاردسون بالعودة للانضمام إلى الفريق في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (كانبرا)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».