تركيا تواجه حرائق الغابات بمساعدات خارجية وسط غضب من إردوغان

اليونان تواصل مكافحتها وسط ارتفاع غير معتاد في درجات الحرارة

في اليونان المجاورة لتركيا واصلت فرق الإطفاء أمس التصدي لحريقين ضخمين في جزيرة رودس وسط حرارة يتوقع أن تتجاوز 40 درجة خلال النهار (إ.ب.أ)
في اليونان المجاورة لتركيا واصلت فرق الإطفاء أمس التصدي لحريقين ضخمين في جزيرة رودس وسط حرارة يتوقع أن تتجاوز 40 درجة خلال النهار (إ.ب.أ)
TT

تركيا تواجه حرائق الغابات بمساعدات خارجية وسط غضب من إردوغان

في اليونان المجاورة لتركيا واصلت فرق الإطفاء أمس التصدي لحريقين ضخمين في جزيرة رودس وسط حرارة يتوقع أن تتجاوز 40 درجة خلال النهار (إ.ب.أ)
في اليونان المجاورة لتركيا واصلت فرق الإطفاء أمس التصدي لحريقين ضخمين في جزيرة رودس وسط حرارة يتوقع أن تتجاوز 40 درجة خلال النهار (إ.ب.أ)

واصل عدد ضحايا حرائق الغابات في جنوب وجنوب غربي تركيا الارتفاع مع استمرار جهود السيطرة عليها لليوم السادس على التوالي، وسط انتقادات واسعة من المعارضة والشارع التركي لعدم قدرة حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان المستمرة في السلطة منذ أكثر من 19 عاماً على امتلاك الجاهزية للتعامل مع الحرائق التي تتكرر سنوياً. وقال وزير الزراعة والغابات التركي، بكر باكديميرلي، في تصريحات أمس (الاثنين)، من موغلا في جنوب غربي البلاد، حيث يتابع مع وزيري الداخلية والسياحة جهود السيطرة على الحرائق، إنه تمت السيطرة على 125 من أصل 132 حريقاً حتى الآن، فيما تتزايد الحرائق تدريجياً في بعض الولايات، آخرها ولاية إسبرطة (جنوب غرب) وتونجلي (شرق).
وقال باكديميرلي إن 13 طائرة على الأقل و45 طائرة هليكوبتر وطائرات مسيرة و828 عربة إطفاء تشارك في جهود إخماد الحرائق، لافتاً إلى أن هناك صعوبات تعرقل جهود مكافحة الحرائق، أهمها ارتفاع الحرارة وسرعة الرياح وانخفاض الرطوبة والتربة الصلبة، إلى جانب الوقت الذي يحتاجه الطيارون القادمون من دول تساعد تركيا في إخماد الحرائق، مثل روسيا وأوكرانيا وإسبانيا، للتأقلم مع الظروف في تركيا. وقال وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا إن شخصين لقيا حتفهما، مساء أول من أمس، في بلدة مانافجات التابعة لولاية أنطاليا جنوب البلاد، وإن 10 آخرين يتلقون العلاج في مستشفيات بالمنطقة، ليرتفع عدد الضحايا إلى 8 أشخاص، والمصابين إلى أكثر من 800. وتم إجلاء أكثر من 10 آلاف شخص من منازلهم منذ يوم الأربعاء الماضي، مع استمرار الحرائق في مانافجات في أنطاليا وميلاس في موغلا وعدد من المناطق الأخرى، وتم إخلاء عشرات الفنادق والمنتجعات السياحية في أنطاليا وموغلا وبودروم.
وتشارك فرق دعم من روسيا وأوكرانيا وإيران وأذربيجان في إخماد النيران بالتعاون مع الفرق المحلية ومتطوعين. وتعهدت الحكومة التركية بإعادة بناء المناطق المدمرة وتعويض المواطنين عن الخسائر الناجمة عن الحرائق. وأعلن الاتحاد الأوروبي إرسال 3 طائرات. وقالت المفوضية الأوروبية، في بيان صحافي أمس، إنها ساعدت بالفعل في تعبئة طائرة من طراز «كنديير» من كرواتيا وطائرتين من الطراز ذاته من إسبانيا، وهي جزء من وحدة الإنقاذ الاحتياطي الأوروبي لأصول الحماية المدنية. وهاجم زعيم المعارضة التركية رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو الرئيس رجب طيب إردوغان بسبب تعامل حكومته مع الحرائق التي أتت على مناطق واسعة من تركيا، وخلفت 8 قتلى وأضراراً مادية هائلة، قائلاً: «ليتك اشتريت طائرات إطفاء بدل الطائرات الخاصة... إردوغان اشترى 13 طائرة خاصة، كان يمكن أن يشتري طائرة واحدة لنفسه، و12 طائرة إطفاء أخرى لإخماد الحرائق».
وأضاف كليتشدارأوغلو أن إردوغان في السلطة منذ 19 عاماً، ولو اشترينا طائرة إطفاء واحدة كل عام، لكان لدى تركيا اليوم 19 طائرة، مشيراً إلى أن جمعية الملاحة الجوية التركية كان لديها 19 طائرة و19 طياراً لإخماد الحرائق في عام 2002. الذي تولى فيه حزب العدالة والتنمية برئاسة إردوغان السلطة، هي 4 في إسطنبول و4 في إزمير و4 في تشناق قلعة و4 في أدرميت، فأين ذهبت الآن؟
في المقابل، هاجم وزير الداخلية سليمان صويلو حزب الشعب الجمهوري بسبب انتقاداته لأداء الحكومة، قائلاً إن جميع مؤسسات الدولة تبذل جهوداً كبيرة لإخماد الحرائق بأسرع ما يمكن. وأضاف أن من واجبنا جميعاً أن نتضامن وأن نعمل على رفع معنويات أبطالنا الذين يعملون على إخماد الحرائق كما عملنا من قبل على رفع معنويات العاملين في قطاع الصحة وهم يكافحون وباء كورونا. وأشار صويلو، في تصريحات من بلدة ميلاس في موغلا أمس، إلى أن أجهزة وزارة الداخلية اكتشفت مئات الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل تركيا وخارجها تبث معلومات كاذبة حول الحرائق، مضيفاً أن 90 في المائة مما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي هي دعاية وأكاذيب. ولم يتطرق صويلو إلى ما زعمته صحيفة «يني شفق» القريبة من الحكومة بشأن إعلان جماعة، تسمى «أبناء النار»، قالت إنها تابعة لحزب العمال الكردستاني، مسؤوليتها عن إشعال الحرائق للضغط على الحكومة، وكذلك ما أعلنته الصحيفة ذاتها حول القبض على سوريين من الأكراد لضلوعهم في إشعال بعض الحرائق.
في الوقت ذاته، أقام حزب التحرير الشعبي التركي المعارض دعوى قضائية ضد رئيس الجمهورية والوزراء والولاة والمديرين التنفيذيين للمؤسسة التركية للطيران والملاحة الجوية وقادة القوات الجوية والدرك بشأن الإخفاق في السيطرة على حرائق الغابات المستمرة في 7 ولايات تركية منذ الأربعاء الماضي.
وشملت الشكوى كلاً من إردوغان ووزير الزراعة والغابات بكر باكديميرلي، ووزير الداخلية سليمان صويلو، ووالي أنطاليا إرسين يازجي، ووالي موغلا أورهان تافلي، ورئيس مجلس أمناء المؤسسة التركية للطيران، سيناب أشجي، ونائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة، عبد الله كايا، وعضو مجلس الأمناء في المؤسسة عدنان زنجين، وقائد القوات الجوية حسن كوتشوك أكيوز والقائد العام لقوات الدرك عارف شيتين، وقائدي قوات الدرك بولاياتي موغلا وأنطاليا. بالتوازي، تمكنت السلطات التركية من إحباط محاولة لافتعال حريق في موقع قريب من ثكنة عسكرية في ولاية إزمير غرب البلاد. وقالت مصادر أمنية إن مجهولين أضرما النار في منطقة أحراج بجوار ثكنة تابعة لقيادة مدرسة عناصر النقل ومركز التدريب في إزمير، وإن حراس الثكنة لاحظوا عملية إضرام النار وسارعوا إلى التدخل، وإن الفاعلين تمكنا من الهرب، وتم إخماد الحريق قبل أن يمتد إلى داخل الثكنة العسكرية، وبدأت السلطات تحقيقاً للكشف عن ملابسات المحاولة التخريبية. وفي اليونان المجاورة، واصلت فرق الإطفاء، أمس، التصدي لحريقين ضخمين في جزيرة رودس وفي شمال غربي بيلوبونيز، وسط حرارة يتوقع أن تتجاوز 40 درجة خلال النهار.
وأتت النيران على أكثر من 3 آلاف هكتار من غابات الصنوبر وبساتين الزيتون في أخاياس، قرب مدينة باتراس في جزر بيلوبونيز، وفقاً لتقديرات مرصد أثينا الوطني استناداً إلى صور التقطها القمر الصناعي الأوروبي البيئي «سنتينيل - 2».
ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن هيئة الأرصاد أن هذه المساحة قد تمتد، لأن الحريق، الذي اندلع أول من أمس، لم تتم السيطرة عليه بالكامل أمس. وزادت موجة الحر الشديدة التي تشهدها اليونان من صعوبة عمل السلطات في هذه المنطقة حيث تيبس الغطاء النباتي بسبب الحرارة وتوقعت الأرصاد أن تتراوح درجات الحرارة بين 44 و45 درجة في غرب بيلوبونيز.
وفي رودس، بدت السلطات متفائلة، معتبرة أن الحريق الذي اندلع أول من أمس في وسط الجزيرة تراجع أمس بسبب وصول تعزيزات كبيرة من العناصر ووسائل مكافحة الحرائق. وبدأت 4 طائرات ومروحيات قاذفة للمياه جولاتها باكراً صباح أمس في منطقة بانتاناسا حيث اندلع الحريق، بحسب الدفاع المدني.
وقال حاكم جنوب إيجة، جورج شاتزيماركوس، في بيان أمس: «بدت رودس عند الفجر أفضل بكثير مما كانت عليه في اليوم السابق، جبهات الحريق تراجعت، وباتت تحت السيطرة تقريباً». وأضاف أن الهدف الأول، وهو حماية السكان، قد تحقق، وتم إصلاح الأضرار التي لحقت بالشبكة الكهربائية. وقام عناصر الإطفاء احترازياً بإخلاء منطقة «وادي الفراشات» المشجرة، وسط جزر دوديكانيز، التي عادة ما تجذب المتنزهين والسياح. وقال الحاكم: «نواصل عملنا بقوة معززة وبثبات لا ينضب»، مؤكداً أنه لا داعي للذعر. وحذر رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، من أن اليونان تواجه أسوأ موجة حر منذ عام 1987. وقال، بعد اجتماع مع مسؤولي شركة توزيع الكهرباء اليونانية: «نحن نواجه أسوأ موجة حر منذ عام 1987 ما أدى إلى الضغط على شبكة الكهرباء». وأضاف أن السلطات تبذل قصارى جهدها، ودعا المشتركين إلى الحد من استهلاكهم، خاصة في فترة بعد الظهر وأثناء الليل لمواجهة الموقف.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)
طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)
TT

مقاتلتان روسيتان تعترضان قاذفتين أميركيتين قرب مدينة كالينينغراد الروسية

طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)
طائرتان مقاتلتان من طراز «ميغ - 31» تابعتان للقوات الجوية الروسية تحلّقان في تشكيل خلال عرض فوق الساحة الحمراء في موسكو بروسيا في 9 مايو 2018 (رويترز)

قال مسؤول أميركي، الثلاثاء، إن مقاتلتين روسيتين من طراز «سوخوي 27» اعترضتا قاذفتين أميركيتين من طراز «بي - 52 ستراتوفورتريس» بالقرب من مدينة كالينينغراد الروسية الواقعة على بحر البلطيق.

وكانت القاذفتان الأميركيتان في منطقة بحر البلطيق في إطار تدريب للولايات المتحدة مع حليفتها في حلف شمال الأطلسي فنلندا، التي تشترك في حدود بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وسط تصاعد التوتر الناجم عن الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وجاء اعتراض القاذفتين الأميركيتين بعد أيام فقط من إطلاق روسيا صاروخاً باليستياً فرط صوتي متوسط المدى على أوكرانيا، يوم الخميس الماضي، رداً على قرار الولايات المتحدة وبريطانيا السماح لكييف بضرب الأراضي الروسية بأسلحة غربية متقدمة.

وقال المسؤول الأميركي لوكالة «رويترز»، إن القاذفتين الأميركيتين لم تغيرا خط سيرهما المخطط له مسبقاً خلال ما عُدَّ اعتراضاً آمناً واحترافياً من المقاتلتين الروسيتين.