لقطة لنملة ميتة تكشف مزايا تصوير مبتكرة

صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)
صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)
TT
20

لقطة لنملة ميتة تكشف مزايا تصوير مبتكرة

صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)
صورة النملة الميتة (الفريق البحثي)

اكتشف باحثون من جامعة توركو الفنلندية طريقة جديدة للتصوير بالأشعة السينية تعتمد على قدرات التلوين لمعدن الهاكمانايت الطبيعي، والتي تتيح مزايا في الوضوح وإبراز التفاصيل برهنت عليها لقطة لنملة ميتة عرضها الباحثون في دراستهم.
و«الهاكمانايت» معدن طبيعي يضيء في الظلام، ومن المعروف أيضاً قدرته على تغيير اللون من الأبيض الفاتح إلى الوردي أو البنفسجي عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية، وفي الدراسة المنشورة أول من أمس في العدد الأخير من دورية «أدفانسيد أوبتيكال ماتريال»، اختبر الباحثون قدرته على التلوين عند التعرض للأشعة السينية.
وخلال الدراسة قام الباحثون تحت قيادة ميكا لاستوساري، الرائدة في المواد ذات الخصائص المتعلقة بالضوء واللون في قسم الكيمياء بجامعة توركو، بإنشاء الهاكمانايت صناعياً؛ مما مكّنهم من التحكم في خصائص المادة وتكييفها لاستخدامات مختلفة عن طريق إضافة أو استبدال الذرات في البنية الأساسية للمادة، وقاموا بدراسة سلوك أربعة أنواع من الهاكمانايت الاصطناعية عند التعرض للأشعة السينية في منشأة كارلسروه لإشعاع السنكروترون في ألمانيا باستخدام مسرع الجسيمات الذي يولد أشعة سينية بطاقة قابلة للانضباط، وكانت نتائج جميع العينات مفاجآت إيجابية، وكانوا قادرين على الحصول على معلومات قيمة حول كيفية تأثير إضافة ذرات مختلفة في البنية الأساسية على قدرات التلوين.
ويقول سامي فوري، الباحث بجامعة توركو وأحد المشاركين بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشرها «يمكن اعتبار (الهاكمانايت) مادة معجزة إلى حد ما نظراً لإمكانات استخدامها العديدة، الآن، سيشمل مرجع استخدام المعدن أيضاً التصوير بالأشعة السينية، كما ثبت من خلال صورة الأشعة السينية لجسم نملة ميتة».
ويضيف «يتمتع استخدام (الهاكمانايت) للتصوير بميزة أنه لا يتطلب أدوات تحليل باهظة الثمن حتى يتم عرض الصورة، حيث يمكنك رؤية الصورة بعينيك وتسجيلها باستخدام الكاميرا، فعلى سبيل المثال، تم التقاط صورة جسم النملة الميتة باستخدام كاميرا (DLSR) العادية بعد التعرض للأشعة السينية، ومع ذلك، فإن أفضل ميزة لها هي أن فيلم (الهاكمانايت) في الصورة ليس فيلماً يستخدم مرة واحدة، حيث يمكن مسح الصورة بمساعدة الضوء أو الحرارة».



خدش بـ50 مليون يورو: لوحة روثكو ضحية «لحظة سهو» في متحف هولندي

في مهبّ العبث (غيتي)
في مهبّ العبث (غيتي)
TT
20

خدش بـ50 مليون يورو: لوحة روثكو ضحية «لحظة سهو» في متحف هولندي

في مهبّ العبث (غيتي)
في مهبّ العبث (غيتي)

أتلف طفلٌ لوحة فنّية تُقدَّر بملايين الجنيهات الإسترلينية من إبداع الفنان الأميركي الشهير مارك روثكو، وذلك خلال عرضها في متحف بمدينة روتردام الهولندية.

ونقلت «بي بي سي» عن متحدّث باسم متحف «بوغمانز فان بيونيجين» قوله إنّ الإدارة تدرس «الخطوات المقبلة» لمعالجة الضرر الذي لحق بلوحة «غراي أورانج أون مارون 8» لروثكو.

ووفق منصة «ألغمين داغبلاد» الهولندية، فقد وقع الضرر «في لحظة غفلة وسهو». وأوضح المتحدّث أنّ التلف كان «سطحياً»، مضيفاً: «ثمة خدوش صغيرة واضحة في الطبقة السفلية من الطلاء غير المصقول».

تُقدَّر قيمة هذه اللوحة التجريدية بنحو 50 مليون يورو، وأوضح المتحف أنه جرى التواصل مع خبراء في مجال الترميم من داخل هولندا وخارجها، وأنهم يدرسون حالياً «الخطوات التالية لإصلاح اللوحة»، مع توقُّع أن تعود للعرض مجدداً لاحقاً.

من جانبها، صرَّحت مديرة الترميم في شركة «فاين أرت ريستوريشن»، صوفي ماكالون، بأنّ اللوحات الحديثة غير المصقولة، مثل لوحة روثكو المتضرّرة، «مُعرَّضة بشكل خاص للتلف»، موضحةً أنّ السبب يعود إلى «التركيبة المُعقَّدة للمواد المستخدمة، وغياب الطبقة الخارجية الواقية، وكثافة مجالات اللون السطحية التي تجعل حتى أدق التلفيات واضحة فوراً».

وكانت لوحة روثكو معروضة ضمن مخزن مفتوح للجمهور يقع بجوار المتحف الرئيسي، في إطار معرض يضمّ مجموعة مُختارة من الأعمال المفضّلة لدى الزوار. وعلَّق مدير التسويق في هيئة ترميم الفنون، «بلودين وسميث»، جوني هيلم، بأنّ لهذا الحادث «تداعيات على مؤسّسات بريطانية مثل المتحف البريطاني»، مشيراً إلى أنّ هذه المؤسّسات تدرس أيضاً فتح مخازنها للجمهور، متسائلاً: «كيف سيؤثر هذا الحادث في قراراتها؟».

وأضاف هيلم أنّ ترميم لوحة روثكو سيكون مَهمّة شاقة، نظراً إلى «تعقيد المزيج الذي استخدمه الفنان من الأصباغ والراتنج وأنواع مختلفة من الصمغ». وأوضح أنّ كون اللوحة «غير مصقولة»، أي مكشوفة بشكل مباشر للبيئة، يزيد من صعوبة عملية الترميم.

وفي المرحلة الحالية، يُرجّح أن يكون فريق الترميم بصدد توثيق حجم الضرر والبحث في «طرائق معالجة ناجحة سابقاً لأعمال روثكو»، وفق هيلم، الذي أشار إلى أنّ «أعمال روثكو يبدو أنها سيئة الحظّ»، لافتاً إلى واقعة سابقة تعرّضت فيها لوحة «بلاك أون مارون» للتلف المُتعمَّد عام 2012.

ففي أكتوبر (تشرين الأول) من ذلك العام، أتلف ويديميش أومانيك اللوحة عمداً خلال عرضها في متحف «تيت مودرن» بلندن؛ وصدر بحقه حُكم بالسجن لعامين. لاحقاً، قدَّم أومانيك اعتذاراً عن فعلته. ووفق ممثّل الادّعاء المدني في المحاكمة، جورج ماكينلي، بلغت تكلفة إصلاحها حينها نحو 200 ألف جنيه إسترليني، واستغرقت عملية الترميم نحو 18 شهراً.