اتفقت الحكومة الإسرائيلية، اليوم (الاثنين)، على موازنة للدولة للمرّة الأولى منذ ثلاث سنوات بعد أزمة سياسية نظّمت في ظل أربعة انتخابات، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
ويتوجب على الكنيست (البرلمان) الذي يضم 120 مقعداً، إقرار الموازنة بحلول الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) بـ61 صوتاً على الأقل، في اختبار مهم لحكومة الائتلاف.
وقال رئيس الوزراء نفتالي بنيت بعد جلسة تصويت تواصلت طوال الليل وانتهت، صباح الاثنين «لدى إسرائيل موازنة للعامين 2021 و2022»، وأضاف «بعد ثلاث سنوات من الجمود، ستعود إسرائيل إلى العمل».
وأدت أزمة سياسية عاشتها البلاد في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى انعدام الاستقرار السياسي ما أدى إلى تنظيم أربع انتخابات في غضون عامين ومنع تمرير موازنة الدولة.
وتشكّلت الحكومة الإسرائيلية الجديدة من اتحاد يقوده القومي المتديّن بنيت الذي تحالف مع الوسطي يائير لبيد لتأسيس تكتل من ثمانية أحزاب متباينة فكريا.
وأسدل الائتلاف الذي يضم يساريين ومحافظين وعرباً إسلاميين الستار على حكم نتنياهو الذي استمر 12 عاماً.
ومن شأن إخفاق البرلمان في إقرار الموازنة أن يؤدي إلى انهيار حكومة بنيت وبالتالي تنظيم انتخابات جديدة.
وتفيد وزارة المالية بأن قيمة موازنة عام 2021 ستبلغ 432.5 مليار شيقل (134 مليار دولار، أو ما يعادل 113 مليار يورو) في حين تم تخصيص 452.5 مليار شيقل (140 مليار دولار، 118 مليار يورو) لعام 2022.
ونوّه وزير المالية أفيغدور ليبرمان إلى أن الإصلاحات في الموازنة ستركز على «خفض تكاليف المعيشة»، وقال، في بيان «استثمرنا مبالغ كبيرة في البنى التحتية والنقل والعقارات، وأقررنا إصلاحات كبيرة من شأنها أن تخفف الحواجز والبيروقراطية؛ ما سيسهل الأمور على الجميع لجهة الإدارة اليومية والأعمال التجارية أو الخاصة».
من ناحيته، انتقد نتنياهو الذي يتزعم المعارضة حالياً، الحكومة على خلفية رفع الضرائب رغم وعود بغير ذلك، قال: إنها خطوة من شأنها إبطاء النمو الاقتصادي، وقال إن الحكومة «ترفع سعر الكهرباء والخبز، وتفرض ضرائب على عمليات الشراء الإلكترونية وغيرها». وأضاف «إنهم يفعلون ذلك لتمويل مبلغ 50 مليار شيقل وعدوا به لمنصور عباس» زعيم «الحركة الإسلامية الجنوبية» المؤيدة لائتلاف بنيت.
من جهة أخرى، شكر رئيس «مجلس يشع» الاستيطاني الحكومة على «عملها الجاد» دعماً للمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وقال ديفيد الحياني «يسرني أنه من خلال التعاون تمكنا من إقرار موازنة أخرى ستسهم في تطوير هذا الجزء المهم من البلاد».
وكتبت وزيرة الداخلية أييليت شاكيد المنتمية لحزب «يمينا» بزعامة بنيت في تغريدة، أن الموازنة تزيد تمويل المستوطنات وكذلك بنى تحتية للضفة الغربية.