الجيش اليمني و«المقاومة» يكسران هجمات حوثية في مأرب والجوف

مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط» : الميليشيات تتعرض لاستنزاف كبير

TT

الجيش اليمني و«المقاومة» يكسران هجمات حوثية في مأرب والجوف

في الوقت الذي كسرت فيه قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية هجمات حوثية في جبهات مأرب والجوف، أكد مصدر عسكري أن الميليشيات المدعومة من إيران تتعرض لعملية استنزاف كبيرة لقواتها.
واستطاعت قوات الجيش والمقاومة الشعبية أمس كسر هجوم حوثي في جبهة الجدافر، شرق محافظة الجوف، وكبدت الميليشيات الانقلابية خسائر كبيرة.
وبحسب العقيد محمد الحجي فإن قوات الجيش كسرت هجوماً حوثياً من ثلاثة محاور على مواقع الجيش، في جبهة الجدافر، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
فيما خاضت قوات الجيش اليمني والمقاومة البارحة الأولى معارك عنيفة لدحر الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران واستطاعت كسر هجمات شنتها على مواقع عسكرية في الجبهة الجنوبية لمحافظة مأرب.
وتمكنت قوات الجيش من كسر هجوم شنته الميليشيات الحوثية في جبهة رحبة، تكبدت الميليشيات على إثره خسائر فادحة في الأرواح والمعدات القتالية.
ثبات الجيش الوطني ساندته سلسلة غارات جوية نفذتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية على تجمعات وتعزيزات الميليشيات الحوثية في مواقع متفرقة بجبهة رحبة، وهو ما أودى إلى مصرع وإصابة العشرات من عناصر الحوثيين، وتدمير عدد من الآليات والمعدات القتالية.
من جانبه، أوضح العقيد محمد جابر مستشار رئيس هيئة الأركان اليمنية لشؤون القبائل، أن الميليشيات الحوثية فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم في مأرب، وأنه يتم استنزافها بشكل كبير.
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «الجميع يتابع المعارك المحتدمة في جميع الجبهات دون استثناء حيث حشدت ميليشيا الحوثي ومن ورائها إيران بكل إمكاناتها وخبراتها وقادتها الكبار والآلاف من المقاتلين ودفعت بهم إلى مأرب إلا أنها فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق أي تقدم ويتم استنزافها بشكل كبير».
ولفت جابر إلى أن أعداداً كبيرة من أبناء القبائل اليمنية استجابوا لدعوة محافظ مأرب للنفير العام، والتحقوا بمختلف الجبهات، وقال: «كانت الاستجابة لدعوة المحافظ كبيرة وواسعة، ونجد ذلك في الأعداد المقاتلة التي تم بها تعزيز مختلف الجبهات حتى إن بعض الجبهات لم تستوعب العدد الكبير من هذه التعزيزات لأن وجودها بشكل دائم يحتاج إلى إمكانات لوجيستية وقتالية كبيرة».
عن الوضع في البيضاء، يفيد العقيد محمد جابر بأن المعارك لا تزال مستمرة وغير ثابتة، ونتائجها باهضة الثمن من الناحيتين البشرية والمادية على الجميع. وتابع: «رغم أن ميليشيا الحوثي تسيطر على أجزاء من البيضاء فإنها لم تحقق أي استقرار أمني كما أن البيضاء لم تمنحها ميزة عسكرية أو قتالية تذكر».
وأضاف مستشار رئيس هيئة الأركان اليمنية للمواجهات مع الحوثيين في عقبة القنذع المحاذية لمحافظة شبوة، مبيناً أن الميليشيات كانت تسيطر على هذه العقبة وبيحان في شبوة لسنوات ولم تستطع تحقيق أي هدف قتالي على حد قوله. وأضاف «نؤكد اليوم أن الميليشيات الإرهابية الحوثية لن تستطيع الوصول إلى هدف من عقبة القنذع، كل ما في الأمر هي تغييرات تكتيكية بسيطة سوف تتغير في أقرب وقت، خصوصاً أن دعم الإخوة الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية متواصل ومستمر، ونشكر صقور الجو السعودي على وجودهم معنا في المعركة على مدار الساعة».


مقالات ذات صلة

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

العالم العربي استعراض الجماعة الحوثية لقدراتها العسكرية في العاصمة صنعاء والتي تتضمن أسلحة نوعية (رويترز)

تقرير أُممي يتّهم الحوثيين بالتنسيق مع إرهابيين وجني عشرات الملايين بالقرصنة

تقرير جديد لفريق الخبراء الأُمميّين المعنيّ باليمن يكشف عن تعاون الحوثيين مع تنظيم «القاعدة»، و«حركة الشباب» الصومالية، وابتزاز وكالات الشحن الدولية.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي توقعات بإقصاء من يرفضون المشاركة في فعاليات الجماعة الحوثية من وظائفهم (رويترز)

انقلابيو اليمن يستكملون «حوثنة» المؤسسات بهياكل إدارية جديدة

بدأت الجماعة الحوثية بإعداد آلية لدمج عدد من مؤسسات الدولة وتقليص الهيكل الإداري لها وتغيير مهامها في سبيل المزيد من السيطرة والنفوذ عليها وأدلجتها.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي جانب من لقاء وزير التخطيط اليمني مع مسؤولي البنك الدولي على هامش زيارته لواشنطن (سبأ)

اليمن يقدم رؤية شاملة للبنك الدولي لإعادة هيكلة المشروعات التنموية

قدمت الحكومة اليمنية إلى البنك الدولي رؤية شاملة لإعادة هيكلة المشروعات، في مسعى لزيادة المخصصات المالية للبلاد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي بمعية محافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان في زيارة سابقة للخطوط الأمامية بمأرب (سبأ)

الجيش اليمني يحذر من محاولة حوثية للعودة للحرب وإجهاض جهود السلام

تتصاعد حدة التوترات في عدة جبهات يمنية في ظل استمرار جماعة الحوثي في تحشيد عناصرها وحفر الخنادق، خصوصاً بمحافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
خاص المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الشرق الأوسط)

خاص مكتب غروندبرغ لـ«الشرق الأوسط»: نناقش مع صنعاء وعدن تجنب انهيار اقتصادي أعمق

قال المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إن مشاوراته ونقاشاته مستمرة مع مسؤولي «البنك المركزي» في صنعاء وعدن؛ لإيجاد حلول تقنية ومستدامة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.