الجزائر تسعى لدور الوسيط في نزاعات أفريقيا

جولة مكوكية لوزير خارجيتها بحثت أزمات تونس وليبيا و«سد النهضة»

TT

الجزائر تسعى لدور الوسيط في نزاعات أفريقيا

تسعى الجزائر إلى إعادة تنشيط دبلوماسيتها الأفريقية، بواسطة جولة مكوكية لوزير خارجيتها الجديد رمضان العمامرة العائد إلى المنصب بعد سنوات، قادته في الأيام الأخيرة إلى الجارة تونس ثم السودان فإثيوبيا ومصر. ويرى مراقبون مهتمون بالسياسية الخارجية للبلاد أن مهمة العمامرة تتمثل في «إحياء دور الجزائر كوسيط في الأزمات الدولية»، خاصةً في محيطها المباشر.
المشكلة السياسية الداخلية في تونس وأزمة «سد النهضة»، ملفان كبيران ارتكزت عليهما زيارة العمامرة «الأفرومغاربية» التي بدأت في تونس، الثلاثاء، بصفته مبعوثاً من الرئيس عبد المجيد تبون إلى الرئيس التونسي قيس سعيد. وبحث العمامرة في الجارة الشرقية، إمكان لعب دور في الأزمة السياسية، إضافة إلى بحث أزمة ليبيا التي خلفت آثاراً أمنية على البلدين منذ بدايتها في 2011.
وعقد العمامرة أيام الخميس والجمعة والسبت، لقاءات عالية المستوى خلال زياراته لأديس أبابا والخرطوم والقاهرة، حيث بحث مع المسؤولين المحليين أزمة «سد النهضة». وقال دبلوماسيون جزائريون إن رئيس الدبلوماسية العائد إلى منصبه قبل أسابيع، على خلفية تشكيل حكومة جديدة، اقترح على المسؤولين في البلدان الثلاثة وساطة بلاده لحل النزاع الحاد.
وكانت الجزائر أدت دوراً محورياً في الاتفاق الحدودي بين إثيوبيا وإريتريا عام 2001 الذي احتضنته واعتبر «عودة قوية للنفوذ الجزائري في القارة» بعد سنوات طويلة من العزلة فرضها الاقتتال مع الإرهاب. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حديث عهد بالسلطة عندما عقد الاتفاق.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن العمامرة أكد خلال لقائه مع المسؤولين في الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا على «دعم الجزائر للجهود الرامية إلى تحسين فعالية عمل المنظمة القارية، مع الإشارة إلى ضرورة إدراج هذه الجهود في إطار احترام الأهداف والمبادئ المنصوص عليها في القانون التأسيسي»، في إشارة ضمناً إلى موقف الجزائر الرافض قبول الهيئة الأفريقية إسرائيل عضواً مراقباً بها.
كما التقى العمامرة، خلال تواجده في إثيوبيا بمفوض الاتحاد الأفريقي المكلف الشؤون السياسية ومسائل السلم والأمن أديوي بانكول، و«استعرض الطرفان حالات النزاعات والأزمات في جميع أنحاء القارة وآفاق حلها»، بحسب الخارجية الجزائرية التي نقلت عن العمامرة أن الجزائر «تدعم العمل الجماعي للقارة الهادف إلى إسكات البنادق وتكريس مبدأ الحلول الأفريقية لمشاكل أفريقيا».
ويعد العمامرة أيضاً من الشخصيات الأفريقية والدولية التي لها اطلاع جيد على الملف الليبي، إذ اختاره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في 2020 ليكون مبعوثه الخاص إلى ليبيا، لكن الولايات المتحدة رفضت هذا الاختيار. وعينه الاتحاد الأفريقي في بداية 2021 «مفوضاً ساميا لإسكات البنادق»، وهي مبادرة أطلقها الاتحاد لوقف النزاعات المسلحة في القارة. كما أنه كان في وقت سابق رئيساً للمفوضية الأفريقية للسلم والأمن.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.