مقتل ثلاثة وإصابة اثنين في حادثي قطارات بمصر

وقعا بالدلتا والصعيد خلال 24 ساعة

TT

مقتل ثلاثة وإصابة اثنين في حادثي قطارات بمصر

شهدت مصر خلال أقل من 24 ساعة حادثين لقطارات في الدلتا والصعيد، خلفا ثلاثة قتلى وإصابة اثنين، في مشهد تكرر من قبل الشهر الماضي، عندما وقع حادثان لقطارين في القاهرة والجيزة خلال 24 ساعة. وأكد مصدر بهيئة السكك الحديدية وشهود عيان بحسب بوابة «أخبار اليوم» الرسمية بمصر أمس «تصادم قطار رقم 735 (ركاب) خط (نجع حمادي - سوهاج) بالصدادات الخرسانية الموجودة بنهاية رصيف محطة نجع حمادي بمحافظة قنا بصعيد مصر». وكانت غرفة عمليات محافظة قنا قد تلقت بلاغاً أمس يفيد بالتصادم، ما أدى إلى تهشم واجهة القطار، وإصابة شخصين أحدهما بخلع في الكتف، والثاني كسر في القدم من شدة الاصطدام. وبينما «تواصل النيابة العامة التحقيق لمعرفة ملابسات الحادث»، لم «تعلن هيئة السكك الحديدية بمصر أي إفادة بشأن الحادث». في حين أعلنت هيئة سكك حديد مصر، مساء أول من أمس، أنه «أثناء سير قطار رقم 341 - 2552 (إكسبريس القاهرة - الزقازيق - المنصورة) بخط (القاهرة - شبين القناطر- الزقازيق - المنصورة) عبرت سيارة (خاصة) السكة فجأة من مكان غير معد للعبور، وتم الاصطدام بها، ما أسفر عن وقوع 3 وفيات». وناشدت هيئة السكك الحديدية في بيان لها المواطنين بـ«توخي الحذر والالتزام بقواعد المرور، وعدم العبور من الأماكن غير المعدة للعبور على خطوط السكك الحديدية، حفاظاً على أرواحهم، وحفاظاً على انتظام سير القطارات».
ولقي سائق سيارة نصف نقل مصرعه في حادث تصادم قطار بسيارة في محافظة قنا جنوب البلاد في يوليو (تموز) الماضي، كما شهد شهر يونيو (حزيران) الماضي، حادثين للقطارات في القاهرة والجيزة، خلال 24 ساعة، خلّفا إصابات وقتلى. وشهدت مصر خلال شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) الماضيين، حوادث قطارات خلّفت قتلى وجرحى، حيث أسفر حادث قطار «القاهرة – المنصورة» عن 23 قتيلاً و139 مصاباً، وحادث قطار «منيا القمح» بدلتا مصر عن إصابة 14 شخصاً، وحادث تصادم «قطاري سوهاج» بصعيد مصر عن مقتل 20 شخصاً وإصابة نحو مائتين آخرين. وسبق أن وجهت النيابة العامة بمصر، في أبريل الماضي، اتهامات لموظفين وسائقين في قطاع السكك الحديدية تتضمن «الإهمال وتعاطي المواد المخدرة»، وذلك ضمن مساعي كشف ملابسات حادث «قطاري سوهاج».
وأكدت وزارة النقل المصرية في وقت سابق أن هناك «خطة شاملة لتطوير السكك الحديدية لزيادة (عوامل السلامة)»، مشيرة إلى أن «تطوير السكك الحديدية يرتكز على خمسة عناصر هي، الوحدات المتحركة (العربات والجرارات)، والسكة (القضبان والمحطات والمزلقانات)، بالإضافة إلى تحديث نُظم الإشارات لزيادة عوامل السلامة والأمان، والتطوير الشامل للورش وإمدادها بكل المعدات الحديثة، وكذلك تدريب وتثقيف العنصر البشري».


مقالات ذات صلة

الاضطراب مستمر في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة أعمال تخريب

أوروبا عمال يصلحون خط سكة الحديد قرب بلدة شارتر جنوب غرب باريس (أ.ف.ب)

الاضطراب مستمر في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة أعمال تخريب

تواصل السبت الاضطراب في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة إعلان شركة السكك الحديد عن تعرّضها «لهجوم ضخم» أتى قبل ساعات من افتتاح دورة الألعاب الأولمبية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق شبكة القطارات الفرنسية تعاني قبل ساعات من افتتاح الأولمبياد (أ.ف.ب)

من أجل فيديو على «يوتيوب»... مراهق يتسبب في تحطم قطار عمداً

اتهم صبي مراهق بتعمد التسبب في خروج قطار عن مساره لتسجيل فيديو ونشره على موقع «يوتيوب».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق صورة مثبتة من الفيديو الذي يظهر القطار يقترب من الزوجين المندمجين بالتصوير

اندمجا بالتقاط الصور... مشهد مروع لزوجين هنديين باغتهما قطار فقفزا بالوادي!

في مشهد يخطف الأنفاس، أظهر مقطع فيديو مروع زوجين هنديين يقفزان من جسر للسكك الحديدية إلى وادٍ بعمق 90 قدماً هرباً من قطار كاد أن يدهسهما أثناء التقاط الصور.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
شمال افريقيا جراف لرفع الأنقاض يمر بين المنازل بالقرب من العقار المنهار (محافظة أسيوط «فيسبوك»)

مصر: انتشال 14 جثة وإنقاذ 6 أشخاص في انهيار عقار بمحافظة أسيوط

أعلنت السلطات المصرية اليوم (الثلاثاء) انتشال 14 جثة وإنقاذ 6 أشخاص كحصيلة نهائية لحادث انهيار منزل بحي شرق بمحافظة أسيوط (380 كم جنوب القاهرة)

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أوروبا عناصر الإطفاء والطوارئ في موقع تصادم قطار وشاحنة بجنوب سلوفاكيا (أ.ب)

4 قتلى و5 جرحى في تصادم بين قطار وحافلة بسلوفاكيا

قضى أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرون في تصادم بين قطار وحافلة عند معبر للسكك الحديد بجنوب سلوفاكيا

«الشرق الأوسط» (براتيسلافا)

اليمن بين إمكانية التعافي واستمرار اقتصاد الحرب

استئناف تصدير النفط سيسمح بمعالجة الكثير من الأزمات الاقتصادية في اليمن (رويترز)
استئناف تصدير النفط سيسمح بمعالجة الكثير من الأزمات الاقتصادية في اليمن (رويترز)
TT

اليمن بين إمكانية التعافي واستمرار اقتصاد الحرب

استئناف تصدير النفط سيسمح بمعالجة الكثير من الأزمات الاقتصادية في اليمن (رويترز)
استئناف تصدير النفط سيسمح بمعالجة الكثير من الأزمات الاقتصادية في اليمن (رويترز)

تتوالى التأثيرات السلبية على الاقتصاد اليمني، إذ يرجح غالبية المراقبين أن استمرار الصراع سيظل عائقاً أمام إمكانية السماح بالتعافي واستعادة نمو الأنشطة الاقتصادية واستقرار الأسعار وثبات سعر صرف العملة المحلية وتحسين مستوى معيشة السكان.

وتشهد العملة المحلية (الريال اليمني) انهياراً غير مسبوق بعد أن وصل سعر الدولار الواحد خلال الأيام الأخيرة إلى 1890 ريالاً في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، في حين لا تزال أسعار العملات الأجنبية ثابتة في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية بقرار انقلابي، كما يقول خبراء الاقتصاد الذين يصفون تلك الأسعار بالوهمية.

الانقسام المصرفي في اليمن يفاقم الأعباء الاقتصادية على المجتمع (رويترز)

وتتواصل معاناة اليمنيين في مختلف المناطق من أزمات معيشية متتالية؛ حيث ترتفع أسعار المواد الأساسية، وتهدد التطورات العسكرية والسياسية، وآخرها الضربات الإسرائيلية لميناء الحديدة، بالمزيد من تفاقم الأوضاع، في حين يتم التعويل على أن يؤدي خفض التصعيد الاقتصادي، الذي جرى الاتفاق حوله أخيراً، إلى التخفيف من تلك المعاناة وتحسين المعيشة.

ويعدّد يوسف المقطري، الأكاديمي والباحث في اقتصاد الحرب، أربعة أسباب أدت إلى اندلاع الحرب في اليمن من منظور اقتصادي، وهي ضعف مستوى دخل الفرد، وضعف هيكل نمو دخل الفرد، وهشاشة الدولة وعدم احتكارها العنف، وعندما تفقد الدولة القدرة على الردع، تبدأ الأطراف المسلحة بالصعود للحصول على الموارد الاقتصادية.

ويوضح المقطري لـ«الشرق الأوسط» أنه عندما لا يتم تداول السلطة من جميع القوى الاجتماعية والسياسية في البلد، تنشأ جهات انقلابية ومتمردة للحصول على السلطة والثروة والحماية، وإذا غابت الدولة المؤسساتية الواضحة، ينشأ الصراع على السلطة والثروة، والحرب تنشأ عادة في الدول الفقيرة.

طلاب يمنيون يتلقون التعليم في مدرسة دمرتها الحرب (البنك الدولي)

ويضيف أن اقتصاد الحرب يتمثل باستمرار الاقتصاد بوسائل بديلة لوسائل الدولة، وهو اقتصاد يتم باستخدام العنف في تسيير الاقتصاد وتعبئة الموارد وتخصيصها لصالح المجهود الحربي الذي يعني غياب التوزيع الذي تستمر الدولة في الحفاظ على استمراريته، بينما يعتاش المتمردون على إيقافه.

إمكانات بلا استقرار

أجمع باحثون اقتصاديون يمنيون في ندوة انعقدت أخيراً على أن استمرار الصراع وعدم التوصل إلى اتفاق سلام أو تحييد المؤسسات والأنشطة الاقتصادية سيجر الاقتصاد إلى مآلات خطيرة على معيشة السكان واستقرار البلاد.

وفي الندوة التي عقدها المركز اليمني المستقل للدراسات الاستراتيجية، عدّت الباحثة الاقتصادية رائدة الذبحاني اليمن بلداً يتمتع بالكثير من الإمكانات والمقدرات الاقتصادية التي تتمثل بالثروات النفطية والغاز والمعادن الثمينة والأحياء البحرية والزراعة وموقعها الاستراتيجي على ممرات طرق الملاحة الدولية، غير أن إمكانية حدوث الاستقرار مرهون بعوامل عدة، على رأسها الاستقرار السياسي والاجتماعي والأمني.

وترى الذبحاني ضرورة تكثيف الاستثمارات الاقتصادية وتشجيع القطاع الخاص بالدعم والتسهيلات لتشجيعه على الاستثمار في مشاريع صديقة للبيئة، مشددة على مشاركة المرأة في السياسات الاقتصادية لتحقيق التنمية الاقتصادية، وعدم إهدار طاقاتها الفاعلة في صنع القرار وإيجاد الحلول المبتكرة، وزيادة أعداد القوى العاملة، إذ يمكن أن تضيف المرأة ما نسبته 26 في المائة من الإنتاج المحلي.

سوق شعبية قديمة وبوابة أثرية في مدينة تعز اليمنية المحاصرة من الحوثيين طوال سنوات الحرب (رويترز)

وفي جانب الإصلاح المصرفي يشترط الباحث رشيد الآنسي إعادة هيكلة البنك المركزي ودعم إدارة السياسة النقدية، وتطوير أنظمة المدفوعات وأنظمة البنك المركزي والربط الشبكي بين البنوك باستثمارات بنكية وتحديث القوانين واللوائح والتعليمات المصرفية، وفقاً لمتطلبات المرحلة، وتقليص أعداد منشآت وشركات الصرافة وتشجيع تحويلها إلى بنوك عبر دمجها.

وركز الآنسي، في ورقته حول إعادة ھندسة البیئة المصرفیة الیمنیة بوصفها ركيزة حیویة لبناء اقتصاد حديث، على ضرورة إلزام شركات الصرافة بإيداع كامل أموال المودعين لديها والحوالات غير المطالب بها كوسيلة للتحكم بالعرض النقدي، ورفع الحد الأدنى من رأسمال البنوك إلى مستويات عالية بما لا يقل عن 100 مليون دولار، وعلى فترات قصيرة لتشجيع وإجبار البنوك على الدمج.

كما دعا إلى إلزام البنوك بتخصيص جزء من أسهمها للاكتتاب العام وإنشاء سوق أوراق مالية خاصة لبيع وشراء أسهم البنوك والحوكمة الحقيقية لها.

انكماش شامل

توقّع البنك الدولي، أواخر الشهر الماضي، انكماش إجمالي الناتج المحلي في اليمن بنسبة واحد في المائة خلال العام الحالي 2024، بعد أن شهد انكماشاً بنسبة 2 في المائة في العام الماضي، ونمواً متواضعاً بواقع 1.5 في المائة في العام الذي يسبقه.

يمنيون ينقلون المياه على ظهور الحمير إذ أدى الصراع إلى تدهور سبل المعيشة (أ.ف.ب)

وبيّن البنك أنه في الفترة ما بين عامي 2015 و2023، شهد اليمن انخفاضاً بنسبة 54 في المائة في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي الحقيقي، ما يترك أغلب اليمنيين في دائرة الفقر، بينما يؤثر انعدام الأمن الغذائي على نصف السكان.

ويذهب الباحث الاقتصادي عبد الحميد المساجدي إلى أن السياسة والفعل السياسي لم يخدما الاقتصاد اليمني أو يعملا على تحييده لتجنيب السكان الكوارث الإنسانية، بل بالعكس من ذلك، سعى الحوثيون إلى ترسيخ نظام اقتصادي قائم على الاختلال في توزيع الثروة وتركزها بيد قلة من قياداتهم، مقابل تجويع القاعدة العريضة من المجتمع.

وأشار المساجدي، في مداخلته خلال الندوة، إلى أن هناك ملفات أخرى تؤكد استغلال الحوثيين الملف الاقتصادي لتحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، كإنشاء منافذ جمركية مستحدثة، ووقف استيراد الغاز من المناطق المحررة، وإجبار التجار على استيراد بضائعهم عبر ميناء الحديدة، وغير ذلك الكثير.

منشأة نفطية يمنية حيث يعد إنتاج وتصدير النفط أحد أهم موارد الاقتصاد الهش (أرشيفية - غيتي)

وتحدث الباحث الاقتصادي فارس النجار حول القطاع الخدمي الذي يعاني بسبب الحرب وآثارها، مشيراً إلى تضرر شبكة الطرق والنقل، وتراجع إجمالي المسافة التي تنبسط عليها من أكثر من 70 ألف كيلومتر قبل الانقلاب، إلى أقل من 40 ألف كيلومتر حالياً، بعد تعرض الكثير منها للإغلاق والتخريب، وتحولها إلى مواقع عسكرية.

وتعرض النجار إلى ما أصاب قطاع النقل من أضرار كبيرة بفعل الحرب، تضاعفت أخيراً بسبب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، وهو ما ألحق أضراراً بالغة بمعيشة السكان، في حين وضعت الجماعة الحوثية يدها، عبر ما يعرف بالحارس القضائي، على شركات الاتصالات، لتتسبب في تراجع أعداد مستخدمي الهواتف المحمولة من 14 مليوناً إلى 8 ملايين، بحسب إحصائيات البنك الدولي.