الرضاعة الطبيعية وضغط الدم

دراسة جديدة تؤكد دورها في خفضه لاحقاً

الرضاعة الطبيعية وضغط الدم
TT
20

الرضاعة الطبيعية وضغط الدم

الرضاعة الطبيعية وضغط الدم

رغم توافر المعلومات الطبية عن فوائد الرضاعة الطبيعية منذ فترة طويلة، إلا أن الدراسات دائماً تكشف عن المزيد بالنسبة للرضيع والأم، سواء في نمو الطفل في مرحلة ما قبل الفطام أو لاحقاً لتمتد آثارها ما بعد فترة الطفولة المبكرة.

الرضاعة وضغط الدم
وأوضحت أحدث دراسة تناولت هذه الفوائد، احتمالية أن تلعب الرضاعة الطبيعية دوراً كبيراً في خفض ضغط الدم إلى أقل من الضغط لدى الأقران الآخرين في مرحلة الطفولة المتوسطة (Toddlers)، وذلك بغض النظر عن مدة الرضاعة حتى الذين تلقوها لمجرد أيام قليلة بغض النظر عن مؤشر كتلة الجسم، وكذلك بغض النظر عن حالة الأم الصحية وغذائها وحالتها الاجتماعية.
الدراسة التي نشرت نهاية شهر يوليو (تموز) من العام الحالي في مجلة «جمعية القلب الأميركية» (Journal of the American Heart Association)، وقام بها باحثون من جامعة ماكمستر (McMaster University) بأونتاريو في كندا. وأشارت إلى إمكانية تفادي عامل مهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهو الارتفاع المزمن لضغط الدم، وذلك عن طريق الرضاعة الطبيعية بداية من الأيام الأولى لعمر الرضيع.
ورغم أن الدراسة أكدت أن الرضاعة الطبيعية مرتبطة بانخفاض مخاطر الإصابة بارتفاع الضغط في مرحلة البلوغ، إلا أنها لم تحدد بشكل مؤكد الفترة الكافية من الرضاعة اللازمة لتحقيق الحماية بالشكل الكامل.
وتعد هذه هي الدراسة الأولى لتقييم ارتباط الرضاعة الطبيعية في الأيام الأولى من حياة الرضيع وضغط الدم في مرحلة الطفولة، حيث أوضح الباحثون أن الأطفال الذين حصلوا حتى على كمية صغيرة جداً نسبياً من حليب الأم المبكر من أمهاتهم فقط، وهو لبن غير مكتمل الخصائص، كان لديهم ضغط دم منخفض في سن 3 سنوات بغض النظر عن مدة الرضاعة الطبيعية، أو إذا كانوا قد تلقوا أطعمة تكميلية، سواء كانت نوعاً معيناً من الحليب الصناعي أو حبوباً أو أي نوع من آخر من الغذاء.
والمعروف أنه في بداية الأيام الأولى من الرضاعة يكون هناك لبن من الثدي غير مكتمل الخصائص المتعارف عليها الموجودة في لبن الأم الطبيعي. وهذا اللبن يعرف بأنه غير ناضج تماماً، وبالعامية المصرية يطلق عليه اسم «لبن السرسوب» (colostru). ولكنه رغم ذلك، فإنه غني بشكل خاص بعوامل النمو والمكونات المناعية والخلايا الجذعية المفيدة للغاية لحديثي الولادة التي لا توجد إلا في لبن الأم البشري.

دراسة مطولة
قام الباحثون بتحليل بيانات من دراسة مطولة أجريت على أكثر من 3000 طفل في كندا تمت ولادتهم في الفترة من عام 2009 حتى عام 2012، وتم متابعتهم منذ ذلك الحين لفهم كيف تلعب تجارب الحياة المبكرة دوراً في الصحة العضوية والنفسية والتنمية الفكرية للطفل، وأيضاً قاموا بتحليل معلومات تتعلق بتغذية الرضع تم جمعها من سجلات المستشفيات واستبيانات مقدمي الرعاية الطبية.
ومن بين هؤلاء الأطفال كانت هناك نسبة بلغت 98 في المائة اعتمدت على الرضاعة الطبيعية، سواء بشكل جزئي أو بشكل كامل، ومنهم 4 في المائة رضعوا طبيعياً لفترة محدودة جداً، وتم تعريف معنى جملة «محدودة جداً» بأنها الفترة التي قضتها الأم في المستشفى أثناء الولادة فقط؟ ومن بين هؤلاء الأطفال جميعاً كانت هناك نسبة بسيطة بلغت 2 في المائة فقط لم يتلقوا أي رضاعة طبيعية على الإطلاق.
من بين هؤلاء الأطفال الذين تم إرضاعهم رضاعة طبيعية هناك نسبة منهم بلغت 78 في المائة تمتعوا بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر حتى الفطام، ونسبة بلغت 62 في المائة اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية بشكل حصري لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. وتم تعريف معنى الرضاعة الحصرية بأنها لبن الثدي فقط دون أي مكملات غذائية أخرى أو أطعمة صلبة أو حتى سوائل أخرى من الشائع استخدامها في الرضع (النعناع والكراوية على سبيل المثال)، وذلك منذ بداية الولادة.
وفي المجمل كانت الأمهات اللائي لم يرضعن أطفالهن أصغر سناً وأكثر عرضة للتدخين أثناء الحمل. وفي الأغلب كانت الأمهات أقل في المستوى التعليمي، ومعظمهن لم يحصلن على شهادة جامعية مقارنة بالأمهات اللائي يرضعن بشكل طبيعي، سواء لفترة وجيزة أثناء إقامتهن في المستشفى أو لفترة طويلة بعد الولادة.
وجد الباحثون أن الأطفال في عمر 3 سنوات الذين لم يرضعوا رضاعة طبيعية أبداً كانت لديهم قياسات ضغط دم أعلى قليلاً (في المتوسط 103/60 ملم زئبق) بالمقارنة بأولئك الذين رضعوا رضاعة طبيعية (في المتوسط 99/58 ملم زئبق)، وذلك بغض النظر عن مدة الرضاعة، سواء كانت عدة شهور أو بضعة أيام. بل وحتى أن الأطفال الذين رضعوا طبيعياً لفترة محدودة جداً أثناء وجودهم في المستشفى وهم حديثو الولادة كانت قياسات ضغط الدم لديهم أيضاً أقل (بمتوسط 99/57 ملم زئبق)، وهو الأمر الذي يشير للدور الواضح للرضاعة الطبيعية مهما كانت قصيرة أو كانت جزءاً من إطعام الطفل بجانب المكملات الغذائية الأخرى، حيث إن هذه النتائج كانت بمعزل عن العوامل الأخرى التي يمكن أن تلعب دوراً في تنظيم الضغط مثل الوزن والمستوى الاجتماعي للأم أو نوعية الغذاء. أكد الباحثون ضرورة تشجيع الأمهات على الرضاعة الطبيعية، خصوصاً في الأيام الأولى من عمر الطفل حتى لو لمرات قليلة في حالة شعور الأم بالألم. وتبعاً للدراسة، فإنه منح الطفل حتى أقل الكميات من اللبن غير مكتمل النضج، ربما يكون عاملاً مهماً في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وتجنب الإصابة بأمراض القلب، وذلك بجانب الفوائد الأخرى المتعددة للرضيع والأم.
- استشاري طب الأطفال



ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
TT
20

ليس مجرد عادة... لـ«قضم الأظافر» عواقب جسدية ونفسية... كيف تحمي نفسك منها؟

قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)
قضم الأظافر يُعد من أكثر السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم شيوعاً (رويترز)

عند مناقشة السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، قد تتبادر إلى الأذهان حالات مثل حك الشعر أو قضم الجلد أو مضغ اللسان أو عض الشفاه. لكن قضم الأظافر يُعد أحد أكثر هذه السلوكيات شيوعاً، وغالباً ما يُهمل في العلاج. وعلى الرغم من تجاهله في كثير من الأحيان باعتباره عادة غير ضارة، فإن قضم الأظافر المزمن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة البدنية والنفسية.

وفي حين أن العديد من الأفراد يمارسون قضم الأظافر من حين لآخر، وخاصة خلال فترات التوتر أو الملل، فإن قضم الأظافر المزمن قد يكون مُزعجاً. وبالنسبة للمصابين به، قد يكون السلوك تلقائياً أو يصعب التحكم فيه. ومع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى أضرار جسدية ظاهرة، بما في ذلك العدوى ومشاكل الأسنان وتغيرات في بنية الأظافر، بالإضافة إلى ضائقة نفسية تؤدي إلى الشعور بالخجل والقلق والانطواء الاجتماعي.

وعلى الرغم من شيوع قضم الأظافر، وأنه غالباً ما يُستهان به أو يُنظر إليه على أنه مجرد عادة عصبية، فإنه سلوك مدفوع بعوامل نفسية وعصبية معقدة، ويعد اضطراباً نفسياً يستحق الاعتراف به وفهمه وإيلائه الرعاية المناسبة، وفق ما ذكر موقع «سيكولوجي توداي» المَعنيّ بالصحة النفسية والعقلية.

ما الذي يُحفّز قضم الأظافر؟

مثل العديد من السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم، يُعدّ قضم الأظافر سلوكاً غير متجانس، ويُعتقد أنه ينشأ عن مزيج من التأثيرات الجينية والعصبية والعاطفية والبيئية. وتشمل العوامل المساهمة الشائعة ما يلي:

التنظيم العاطفي: قد يكون قضم الأظافر وسيلةً لإدارة القلق أو التوتر أو التحفيز المفرط، كما يُمكن أن يُوفّر تحفيزاً خلال فترات الملل.

السعي للكمال وسلوكيات التزيين: قد يشعر الأفراد بالحاجة إلى تصحيح عيوب مُدركة، مثل الأظافر غير المُستوية، مما يُحفّز سلسلةً من حركات التزيين المُتكررة.

المكونات الحسية: قد يكون الإحساس اللمسي لقضم الأظافر مُهدئاً أو مُرضياً بطبيعته.

الروابط العصبية والوراثية: تُشير الأبحاث إلى أن السلوكيات التكرارية المتمركزة على الجسم قد تشترك في أوجه تشابه جينية وعصبية مع حالات مثل اضطراب الوسواس القهري، واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

عواقب قضم الأظافر المزمن

في حين قد يُنظر إلى قضم الأظافر على أنه أمر مقبول اجتماعياً، فإن آثاره طويلة المدى قد تكون كبيرة، ومنها:

مضاعفات الأسنان: قد يُسهم قضم الأظافر المزمن في عدم محاذاة الأسنان، وتآكل مينا الأسنان، وحتى تكسرها.

الالتهابات: قد يُلحق القضم المتكرر الضرر بالجلد المحيط بالأظافر، مما يُتيح دخول البكتيريا ويؤدي إلى التهابات مؤلمة مثل التهاب الظفر.

مخاطر الجهاز الهضمي: قد يزيد دخول البكتيريا، من خلال ملامسة الأظافر عن طريق الفم، من احتمالية الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي.

الآثار النفسية والاجتماعية: غالباً ما يشعر الأفراد بالحرج أو الخجل من مظهر أيديهم، مما قد يؤدي إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية.

استراتيجيات العلاج

يتطلب التوقف عن قضم الأظافر أكثر من مجرد قوة الإرادة. هناك مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات العلاجية الفعالة، منها:

التدريب على عكس العادات: يتضمن هذا النهج السلوكي زيادة الوعي بالمحفزات، وتعديل البيئة، واستبدالها باستجابة أقل ضرراً.

استخدام العوائق الجسدية: يمكن لأساليب مثل وضع طلاء أظافر ذي مذاق مر، أو قص الأظافر باستمرار، أو ارتداء القفازات أن تساعد في السيطرة على هذه العادة.

الاستبدال الحسي: يمكن للانخراط في أنشطة حسية بديلة (مثل مضغ علكة) أن يلبي الاحتياج دون التسبب في أي ضرر.

علاج الحالات المصاحبة: إذا كان قضم الأظافر مرتبطاً بحالات كامنة مثل القلق أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة، فإن معالجة هذه الاضطرابات يمكن أن تقلل من تكرار السلوك.