ليبيا: مراكز عزل «كورونا» تعاني من التكدس

«الصحة» تستشعر القلق... و«التعليم» تعلق الدراسة

جانب من حملة تلقيح استثنائية في طرابلس 25 يوليو (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من حملة تلقيح استثنائية في طرابلس 25 يوليو (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
TT

ليبيا: مراكز عزل «كورونا» تعاني من التكدس

جانب من حملة تلقيح استثنائية في طرابلس 25 يوليو (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)
جانب من حملة تلقيح استثنائية في طرابلس 25 يوليو (المركز الوطني لمكافحة الأمراض)

في ظل تزايد أعداد المصابين بفيروس «كورونا» في ليبيا، باتت غالبية مراكز العزل هناك تعاني حالة من التكدس مما جعلها غير قادرة على استيعاب مصابين جدد، بينما اضطرت وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» إلى تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية التابعة لها إلى 5 أغسطس (آب) المقبل.
واشتكت إدارة مركز العزل الصحي بمدينة الزنتان (غرب ليبيا)، من وجود تكدس للحالات الحرجة بالمركز، مشيرة إلى أن الوضع الصحي «يشرف على الانهيار» بسبب إجهاد العناصر الطبية ونقص أعدادهم.
ولفت المركز في بيان أمس (الخميس)، إلى استمرار القافلة الطبية التابعة له بإجراء الكشوفات والتحاليل المتعلقة بوباء «كورونا» في منطقة القريات، من أجل تقييم للوضع الصحي في ظل الانتشار الواسع للفيروس هناك، منبهاً المواطنين إلى ضرورة الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية «حتى لا يتفاقم الوضع ويخرج عن السيطرة خصوصاً مع افتقار هذه المناطق لأبسط الإمكانيات الطبية لمواجهة الوباء».
وما يعانيه مركز العزل بمدينة الزنتان لا يختلف كثيراً عن كثير من المراكز، وخصوصاً بجنوب البلاد، التي تشتكي التكدس ونقص الأطقم الطبية.
وعلق وزير الصحة الدكتور علي الزناتي على الوضع الوبائي في ليبيا، قائلا إنه «مقلق إلى حد ما»، نظراً لتزايد الإصابات بالفيروس في كثير من المناطق الغربية، لافتاً إلى ارتفاع الإصابات خلال اليومين الماضيين في مدن طرابلس وزوارة والزاوية، مثمناً دور العناصر الطبية في مختلف مناطق ليبيا لمكافحة الوباء.
وسعى الزناتي إلى طمأنة المواطنين، خلال رده على أسئلتهم في بث مباشر مساء أول من أمس على منصة «حكومتنا»، لكنه لم يخف تزايد معدل الإصابات في البلاد.
وتحدث الوزير عن أسباب انخفاض معدل الإصابات في المنطقة الشرقية، وأرجع ذلك إلى نقص الاختبارات الخاصة بالكشف عن الفيروس، في ظل عمل 13 مركزاً للعزل الصحي هناك.
ودافع الزناتي عن دور الوزارة في دعم مراكز العزل، وقال إنها (الوزارة) تسعى لدعم جميع المراكز، بجانب توفير الأكسجين المسال، خصوصاً بعدما أمر رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة بتخصيص 500 مليون دينار لصالح الوزارة لتوفير الاحتياجات اللازمة لمكافحة الجائحة.
وعن حملة التطعيم الاستثنائية ضد «كورونا»، قال الزناتي إنه أمر بـ«بإيقاف حملات اللقاح الاستثنائية، والعودة إلى مراكز التطعيم المختلفة في جميع المدن بعد توفير اللقاح لهم».
وأظهرت نتائج المختبرات المرجعية في ليبيا أمس، تسجيل 2730 إصابةً جديدةً بالفيروس، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 246 ألف إصابة تعافى منها 190 ألف حالة. وللحد من تزايد الإصابات، قرر وزير التربية والتعليم موسى المقريف، تعليق الدراسة في جميع المؤسسات التعليمية التابعة لها إلى 5 أغسطس (آب) المقبل، «حفاظاً على صحة الطلاب والمعلمين».
وجاء قرار المقريف في اجتماع ضم مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض الدكتور بدر الدين النجار، الذي حذر من «سرعة انتشار المتحور الهندي» لفيروس كورونا، مشددا على أهمية «كسر سلسلة حلقة الفيروس باستخدام التطعيمات على نطاق واسع، ووقف جميع التجمعات، وحركة انتقال المواطنين؛ لما تسببه من مخاطر في انتشار الجائحة».
ودخلت ليبيا في حظر جزئي لليوم الثالث على التوالي، في ظل امتثال المواطنين وخصوصاً بالعاصمة. وفرض الحكومة حظر تجوال لمدة أسبوعين في كل من بلديات وسط وغرب البلاد اعتباراً من منتصف الأسبوع على أن يبدأ من السادسة مساءً حتى السادسة من صباح اليوم التالي.


مقالات ذات صلة

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)
صحتك طفل يخضع لاختبار الكشف عن فيروس كورونا (أرشيفية - أ.ب)

دراسة: «كورونا» يزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بالسكري

كشفت دراسة جديدة عن أن عدوى فيروس كورونا تزيد من خطر إصابة الأطفال والمراهقين بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بعدوى أمراض الجهاز التنفسي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر وأميركا في عهد ترمب: لا عقبات ثنائية... وتباين حول «مفاهيم السلام»

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

جاء فوز دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة الأميركية مُحمّلاً بتطلعات مصرية لتعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين، والعمل معاً من أجل إحلال «سلام إقليمي»، وهو ما عبر عنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في منشور له عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس» الأربعاء، هنأ خلاله الرئيس الأميركي المنتخب.

وقال السيسي: «نتطلع لأن نصل سوياً لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين»، وأضاف: «البلدان لطالما قدما نموذجاً للتعاون ونجحا سوياً في تحقيق المصالح المشتركة»، مؤكداً تطلعه إلى مواصلة هذا النموذج في «هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها العالم».

وأثارت أنباء فوز ترمب تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتصدر وسوم عدة الترند في مصر، مصحوبة بمنشورات لتهنئة للرئيس الأميركي المنتخب. وبينما عول سياسيون وإعلاميون مصريون على ترمب لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ أكثر من عام، ووضع حد للتصعيد في المنطقة، أكدوا أن «مواقف الرئيس المنتخب غير التقليدية تجعل من الصعب التنبؤ بسياسة الإدارة الأميركية في السنوات الأربع المقبلة».

ولا يرى الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري (البرلمان) مصطفى بكري «اختلافاً بين ترمب ومنافسته الخاسرة كامالا هاريس من القضية الفلسطينية»، لكنه أعرب في منشور له عبر «إكس» عن سعادته بفوز ترمب، وعده «هزيمة للمتواطئين في حرب الإبادة».

أما الإعلامي المصري أحمد موسى فعد فوز ترمب هزيمة لـ«الإخوان»، ومن وصفهم بـ«الراغبين في الخراب». وقال في منشور عبر «إكس» إن هاريس والرئيس الأميركي جو بايدن «كانوا شركاء في الحرب» التي تشنها إسرائيل على لبنان وغزة.

وعول موسى على ترمب في «وقف الحروب بالمنطقة وإحلال السلام وعودة الاستقرار». وكذلك أعرب الإعلامي المصري عمرو أديب عن أمله في أن «يتغير الوضع في المنطقة والعالم للأفضل بعد فوز ترمب».

مفاهيم السلام

رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق، السفير محمد العرابي، أكد أن «العلاقات بين مصر والولايات المتحدة لن تواجه عقبات أو مشكلات على المستوى الثنائي خلال عهد ترمب»، لكنه أشار إلى أن «مواقف الرئيس المنتخب من القضية الفلسطينية وأفكاره غير التقليدية بشأنها قد تكون أحد الملفات الشائكة بين القاهرة وواشنطن».

وأوضح العرابي لـ«الشرق الأوسط» أن «ترمب يتبنى مفاهيم عن السلام في الإقليم ربما تختلف عن الرؤية المصرية للحل»، مشيراً إلى أن «القضية الفلسطينية ستكون محل نقاش بين مصر والولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة».

وتبنى ترمب خلال ولايته الأولى مشروعاً لإحلال «السلام» في الشرق الأوسط عُرف باسم «صفقة القرن»، والتي يرى مراقبون أنه قد يعمل على إحيائها خلال الفترة المقبلة.

وعدّ سفير مصر الأسبق في واشنطن عبد الرؤوف الريدي وصول ترمب للبيت الأبيض «فرصة لتنشيط التعاون بين مصر والولايات المتحدة لوقف الحرب في غزة، وربما إيجاد تصور لكيفية إدارة القطاع مستقبلاً».

وقال الريدي لـ«الشرق الأوسط» إن «ترمب يسعى لتحقيق إنجازات وهو شخص منفتح على الجميع ووجوده في البيت الأبيض سيحافظ على الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن».

تصحيح العلاقات

من جانبه، رأى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير حسين هريدي أن فوز ترمب بمثابة «عودة للعلاقات الاستراتيجية القائمة على المصالح المشتركة بين القاهرة وواشنطن». وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «فوز ترمب هو تدعيم للعلاقة بين القيادة المصرية والبيت الأبيض»، مشيراً إلى أن الرئيس المصري لم يزر البيت الأبيض طوال أربع سنوات من حكم بايدن، واصفاً ذلك بأنه «وضع غريب في العلاقات الثنائية سيتم تصحيحه في ولاية ترمب».

وأضاف هريدي أن «فوز ترمب يسدل الستار على الحقبة الأوبامية في السياسة الأميركية، والتي بدأت بتولي الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2009 واستُكملت في ولاية جو بايدن الحالية»، وهي حقبة يرى هريدي أن واشنطن «انتهجت فيها سياسات كادت تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة». ورجح أن تعمل إدارة ترمب على «وقف الحروب وحلحلة الصراعات في المنطقة».

وزار الرئيس المصري السيسي البيت الأبيض مرتين خلال فترة حكم ترمب عامي 2017 و2019. وقال ترمب، خلال استقباله السيسي عام 2019، إن «العلاقات بين القاهرة وواشنطن لم تكن يوماً جيدة أكثر مما هي عليه اليوم، وإن السيسي يقوم بعمل عظيم».

لكن السيسي لم يزر البيت الأبيض بعد ذلك، وإن التقى بايدن على هامش أحداث دولية، وكان أول لقاء جمعهما في يوليو (تموز) 2022 على هامش قمة جدة للأمن والتنمية، كما استقبل السيسي بايدن في شرم الشيخ نهاية نفس العام على هامش قمة المناخ «كوب 27».

بدوره، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة أن «مصر تتعامل مع الإدارة الأميركية أياً كان من يسكن البيت الأبيض». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «العلاقات مع واشنطن لن تتأثر بفوز ترمب، وستبقى علاقات طبيعية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة».

وعد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي فوز ترمب فرصة لحلحلة ملف «سد النهضة»، الذي لعبت فيه الولايات المتحدة دور الوسيط عام 2019.

وهنا أكد العرابي أنه «من السابق لأوانه معرفة الدور الذي ستلعبه إدارة ترمب في عدد من الملفات المهمة لمصر ومن بينها (سد النهضة)»، وقال: «ترمب دائماً لديه جديد، وطالما قدم أفكاراً غير تقليدية، ما يجعل التنبؤ بمواقفه أمراً صعباً».

بينما قال هريدي إن «قضية سد النهضة ستحل في إطار ثنائي مصري - إثيوبي»، دون تعويل كبير على دور لواشنطن في المسألة لا سيما أنها «لم تكمل مشوار الوساطة من قبل».